10/10/2005
تحية حقوقية وبعد،
نـتأسف في مكتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالجديدة على اضطرارنا لمخاطبتكم بهذه الطريقة عبر رسالة مفتوحة موجهة لكم و للرأي العام الوطني عبرالصحافة بشأن موضوع تعويضات عائلات ضحايا حريق سجن سيدي موسى بالجديدة الذي ذهب ضحيته حوالي خمسين سجينا و حوالي نفس العدد من المصابين إصابات متفاوتة الخطورة، حسب إحصائياتكم الرسمية. و كما سنبين ذلك لاحقا فقد راسلناكم باستمرار و عبر البريد المضمون دون أن نتلقى منكم أي رد لحد الساعة.
السيد الوزير،
كما هو في علمكم فقد سبق لوزارتكم- ممثلة في شخص مدير ديوانكم ومجموعة من المسؤولين بالمصالح المعنية بنفس الوزارة – أن اتفقت مع فرعنا ولجنة عائلات ضحايا حريق السجن المدني بالجديدة بحضور المكتب المركزي لجمعيتنا بتاريخ 06 مارس 2003، على أن يتكلف فرعنا بإعداد دراسة بشأن تعويضات ذوي حقوق الضحايا المذكورين، وذلك بعدما رفضت عائلات الضحايا التعويضات التي قررتها وزارتكم.
وبالفعل فقد أنجز فرعنا دراسة في الموضوع استعان في منطلقاتها على المعايير المعتمدة في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، آخذا بعين الاعتبار مسؤولية الدولة في الحادث المؤلم و كذا الحالات الاجتماعية للضحايا ولعائلاتهم والتداعيات الاجتماعية والنفسية للكارثة ( ترمل النساء، تشرد الأبناء،…).
وتبعا لذلك راسلكم فرعنا بتاريخ 25 نونبر 2003 لطلب عقد لقاء معكم للتداول في مضامين هذه الدراسة، غير أن فرعنا لم يتوصل منكم بجواب في الموضوع.
وبتاريخ 31 مارس 2005، وتحت إلحاح عائلات الضحايا، راسلكم فرعنا مرة أخرى لتذكيركم بمراسلته السابقه لتأكيد طلب عقد لقاء للتداول في نفس الموضوع، ونبهكم، في نفس المراسلة، إلى أن العائلات مستاءة جدا من تملص وزارتكم من وعودها بعدم استجابتها إلى طلب فرعنا، وبالتالي فهي متشبثة بحقها في تعويضات منصفة وعادلة وبمعرفة حقيقة أسباب الكارثة التي أودت بحياة أبنائها، غير أن فرعنا، للأسف، لم يتوصل، مرة أخرى، بأي جواب في الموضوع، وهو ما نعتبره استخفافا بأرواح الضحايا الذين مسوا في حقهم في الحياة وهم في ضيافة مؤسسة سجنية تابعة لوزارتكم، كما نعتبره تنكرا لالتزام رسمي متفق عليه بين فرعنا ووزارتكم.
وكانت آخر رسالة بعثناها لكم بالبريد المضمون مع وصل التوصل بتاريخ 26 شتنبر2005 دون أن نتلقى أي جواب لحد الساعة.
وبكل وعي ومسؤولية فإن فرعنا اليوم، يبلغكم بالوضعية المقلقة والصعبة لعائلات الضحايا التي يسود في صفوفها قلق شديد واستياء عميق اتجاه مآل ملفها، حيث أنها تهدد بتصعيد احتجاجها والدخول في معارك نضالية غير مسبوقة. وبالنظر لكل ما سبق، فإن فرعنا يطلب منكم، وبإلحاح شديد، ضرورة تحديد لقاء معه في أقرب وقت ممكن، للتداول في الدراسة المشار إليها، إنصافا منكم للضحايا ولذويهم، ومساهمة منكم في التخفيف من المشاكل الاجتماعية التي ترتبت عن الحريق المذكور.
ولابد أن نثير انتباهكم، السيد الوزير، أن عائلات الضحايا، في حالة عدم تحمل وزارتكم لمسؤوليتها بعدم الاستجابة لطلب فرعنا، تحتفظ لنفسها بخوض جميع الأشكال النضالية المتاحة.
توقيع الرئيس: عبد العزيز الماحي