15/4/2009

دعا المشاركون فى ندوة “دور الأحزاب فى متابعة المجالس المحلية” (1) والتى نظمها المركز المصرى لحقوق الانسان وذلك ضمن سلسلة ندوات المركز فى اطار مشروع مرصد المحليات والذى ينفذه المركز NED ” بالتعاون مع الصندوق الوطنى لدعم الدبديمقراطية

دعا المشاركون إلى ضرورة تعزيز مفاهيم المشاركة والمتابعة على الانتخابات،وإعادة الثقة للمواطنين فى الحياة الانتخابية،من أجل إفراز قيادات جديدة لديها القدرة على ضخ دماء جديدة فى العمل السياسي،بدلا من الوجوه الموجودة حاليا،والتى احترق معظمها،وفقد البعض الآخر مصداقيته،ليصبح البحث عن معارض حقيقي أمراً نادراً.

فى البداية قال صفوت جرجس مدير المركز المصري لحقوق الانسان أن الأحزاب السياسية مقصرة فى عملها تجاه المحليات،والأحزاب تعانى من تضييق الخناق عليها وعدم التواجد مع الجماهير بحرية،فى حين أنها ترفض دعوات المجتمع المدني للالتحام مع الجماهير،وهى مفارقة خطيرة لها انعكاسات سلبية على العمل السياسي،منتقداً غياب ممثلي أحزاب التجمع والجبهة الديموقراطية عن الحضور رغم اهمية الموضوع المثار.

أوضح جرجس أن انتخابات المحليات الماضية كان من المفترض أن تتم على عدد 52 ألف مقعد ،فى حين أن الأرقام الرسمية تؤكد أن أكثر من 42-44 ألف مقعد تم اختيارهم بالتزكية،وبالتالى أصبح عدد المقاعد التى تم الانتخاب عليها 8 – 10 آلاف،وهى بالطبع تعكس مدى التردى فى المشاركة،خاصة وأن التحليل النوعى يؤكد أن أحزاب المعارضة الرئيسية حصلت على بعض عشرات من المقاعد،يكفيها بالكاد من ترشيح ممثلين لها فى الانتخابات الرئاسية المقبلة،أما كيفية الحصول على عدد كبير من المقاعد لمنافسة الحزب الوطنى،وطرح برنامج الحزب للجماهير وتوسيع القاعدة الشعبية فهذا لم يتم!

دعا جرجس إلى إعادة ثقة المواطنين فى مثل هذه الانتخابات،ودعم قدرة الأحزاب على المشاركة،خاصة وأن وجود الأحزاب على الساحة السياسية عبر مشاركة إيجابية فى أى عملية انتخابية،من شأنها توسيع قادعة المشاركة،خاصة ونحن نعلم أن نسبة مشاركة المواطنين ضعيفة للغاية،ولم تعد نسبة المشاركة فى أى انتخابات ماضية عن 25% من نسبة المقيدية فى الجداول الانتخابية،ويصل عدد المقيدين فى الجداول الانتخابية حوالى 35 مليون،بينما عدد المواطنين 78 مليون،وهى بالطبع أرقام تكشف لنا عن واقع العملية الانتخابية.

أشار جرجس إلى أن المركز المصري لحقوق الانسان يهتم بعمل المحليات فى إطار مشروعه الخاصة بمرصد المحليات،وسبق أن نظم عدة ندوات تتعلق بهذا الأمر،وقام بدعوة أعضاء المجالس المحلية لدوائر المطرية والزيتون وعين شمس،واستجاب عدد كبير من أعضاء هذه المجالس فى حضور أنشطة المجلس،وحدثت مناقشات إيجابية بين أعضاء المجالس والمواطنين المشاركين فى هذه الندوات،وقدم كل طرف رؤيته للمرحة المقبلة وكيفية التعاون بينهم لتحقيق مصلحة الوطن،إلا أنه يأمل اليوم عبر هذه الندوة من التعرف على المعوقات التى تواجه الأحزاب فى متابعة عمل هذه المجالس من أجل تحقيق الاستفادة المشتركة.

من جانبه قال هانى الجزيري مدير مركز المليون لحقوق الانسان خوف الشباب من المشاركة فى العمل السياسي من أكثر أسباب جمود الحياة السياسية،وعدم وجود فرص متكافئة لأحزاب المعارضة بالشكل الذى يحصل عليه الحزب الوطنى الحاكم أمر يعيق الديموقراطية بشكل حقيقي،إلا أنه فى الوقت نفسه لا يعني ذلك الانسحاب من العمل السياسي،فلابد من التمسك به حتى ولو استمر تزوير الانتخابات،لأن هذا معناه الانسحاب من العمل السياسي وإعطاء الفرصة لفئات بعينها فى المشاركة والتحكم فى نتائج الانتخابات.

دعا الجزيري الأحزاب السياسية إلى توعية المواطنين بأهمية المشاركة فى الانتخابات بكافة أشكالها،والبدء فى المحليات،خاصة وأن الانتخابات المحلية عليها دور كبير فى تأسيس قيادات يمكن أن ترشح نفسها فيما بعد لمجلسي الشعب والشورى،وبدون مشاركة فعالة من الأحزاب ستظل الحياة السياسية بجمودها الحالى.

على الجانب الآخر قال الدكتور ابراهيم عبد الصمد أستاذ الاقتصاد أن عدم فاعلية العمل السياسي هو منع الشباب من المشاركة فى الانتخابات بحرية،حيث يتم منعهم وهم فى المرحلة الجامعية من العمل السياسي،وبالتالى إضاعة فترة مهمة من حياة الانسان كان يمكن الاستفادة منها فى دعم الحياة السياسية.

أوضح عبد الصمد أن الأحزاب السياسية لديها خلافات كبيرة مع بعضها البعض،وهناك خلافات داخلية،وبالتالى لا تستطيع القيام بدور إيجابي فى متابعة عمل المجالس المحلية،لأنها فى حاجة لمن يتابعه عملها.

المركز المصري لحقوق الإنسان
284 شارع ترعة الجبل الزيتون القاهرة
تليفون : 22500074 (02)
فاكس : 22536800 (02)
E-mail : echr2006@yahoo.com
website : www.echr-eg.com