22/11/2007

فى ظل اهتمامها بالاعلام وحرية الصحافة تابعت مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى انتخابات نقابة الصحفيين بمزيد من القلق بعدما شهدت العملية الانتخابية بعض الأمور التى لم تكن متوقعة وغير معتادة فى نقابة الصحفيين،وتعرضت هذه النقابة بسبب هذه الأمور لخطر الاغلاق والتجميد،بعدما وصل الصراع إلى منتهاه بين الحكومة ورغبتها فى إقصاء المعارضين لها،وبين تيار الاستقلال فى النقابة الذى يتمسك بأن تكون نقابة الصحفيين هى قلعة الحريات والمعبرة عن هموم الأمة،كما تم وصف اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات النقابة بألفاظ صعبة لا تليق بالسلك القضائي،وإن كان ما حدث فى لجنة الفرز والمناخ الذى تعلق بإعلان النتيجة ساعد على تفشي هذه العشوائية بالشكل الذى لم يعرف منه إلى أين تتجه قلعة الحريات،ورغم ذلك قامت المؤسسة برصد بعض الملاحظات وتسجلها من أجل الانتخابات المقبلة،وحتى يتم تلافيها بالشكل الذى يخدم جموع الصحفيين.

  • تأخر فتح عدد من اللجان بسبب عدم التزام الموظفين بالحضور مبكراً.
  • عدم وجود لافتات واضحة أو علامات ارشادية توضح للصحفيين كيفية الادلاء بصوتهم،ومقار لجانهم الانتخابية،وتسبب ذلك فى مشكلة كبيرة،ولم يستفيد الصحفيين من المكتب الوحيد فى المدخل الرئيسي للنقابة من التعرف منه على مقار لجانهم بسبب الزحام الشديد،وعدم وجود اماكن أخري بديلة.
  • ظهور كمية كبيرة من اللافتات الدعائية للمرشحين،وإنتشار ملحوظ لصورهم أمام النقابة وعلى سور نقابة المحامين ونادى القضاة.
  • توزيع المرشحين لكمية هائلة من الأوراق الدعائية والكروت الشخصية على الصحفيين ودعوتهم للتصويت لهم.
  • توزيع بيان صحفي ضد مكرم محمد احمد يدعو الصحفيين لعدم انتخابه بسبب التطبيع مع اسرائيل.
  • كان عدد أتباع المرشحين أكثر من أعداد الناخبين وخاصة فى الفترة الصباحية ،فأمام كل لجنة كان هناك عدد لا يقل عن 40 فرد يقومون بالدعاية للمرشحين،وهذا بالطبع كان يسبب مضايقات للصحفيين،وعدم شعورهم بالحرية فى بيتهم.
  • قيام بعض المرشحين بإستخدام شعارات دينية،وخاصة أتباع المرشح صلاح عبد المقصود “مرشح الصوت الاسلامى” والذى استخدم وسائل مختلفة فى الدعاية ،فى الوقت الذى قام فيه أحد المرشحين “جمال عبد الرحيم” بتوزيع اسطوانة هدية محمل عليها القرآن الكريم ،والأغرب هنا انها منسوخة يدوياً ولم تصدر عن أى شركة معروفة!!!
  • قام بعض المرشحين بتوزيع أقلام هدية على الصحفيين،فى الوقت الذى وزع فيه صحفى أخر علبة عصير على الصحفيين.
  • استغلال أحد الصحفيين المرشحين لعدد كبير من الأطفال بإحدى مدارس القاهرة،بينما استغل مرشح أخر بعض شباب من الحزب الوطنى للدعاية له،فى الوقت الذى استخدم فيه مرشح ثالث فرقة للمزمار كنوع من الدعاية له،بينما قام رابع بإستغلال بعض الفتيات الجميلات يرتدين تى شيرتات عليها صورته،فى حين استقبل مرشح على منصب النقيب الصحفيين المؤيدين له بالورود،وظهور أحد الفنانين للدعاية لمرشح على منصب النقيب.
  • رغم أن غالبية الصحفيين ركزوا فى برامجهم الانتخابية على رفع أجور الصحفيين،إلا أن العامل المشترك بين 90% من المرشحين هو استخدام أنواع مختلفة من الدعاية تم انفاق مئات الآلاف من الجنيهات عليها،بشكل اثار عدد كبير من المتابعين،ومنهم موظفى النقابة الذين ابدوا دهشتهم من هذه الأموال المهدرة!
  • أعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات فوز مكرم محمد أحمد بمنصب نقيب الصحفيين قبل أن يبدأ فرز أصوات المرشحين لعضوية المجلس!
  • تكدس عدد كبير من الصحفيين والمرشحين وأتباعهم فى لجنة الفرز،وهو ما تسبب فى زحام شديد كان يمكن تلافيه من خلال حضور مندوبي المرشحين،لا أن يتم فتحها بهذا الشكل الذى لم يساعد على مرور عملية الفرز بسلام،والدليل على ذلك هو استمرار لجنتين فى فرز الأصوات رغم أن الجميع كان يطلب من رئيس اللجنة اعلان النتائج،غير عارفين أن هناك لجان لم تقدم بعد محاضر فرز الأوراق لديها.
  • شهدت لجنة فرز الاصوات عدد كبير من المشاحنات بين الصحفيين واللجنة القضائية حينما طلبتا للجنة اعلان النتائج فى محكمة جنوب القاهرة،فى الوقت الذى طالب فيه الصحفيون اعلان النتيجة فى النقابة مثلما تم الاعلان عن نتيجة منصب النقيب،وهو ما أدى الى تراجع اللجنة عن ذلك والتأكيد على ان اعلان النتائج سيكون فى النقابة،ثم عدل عن ذلك قبل أن يوافق مرة أخري!
  • حضور أكثر من عضو بمجلس الشعب فى لجنة فرز الاصوات بالنقابة ساهم فى تمسك الصحفيين بإعلان النتائج فى النقابة،والمطالبة بأن يقوم رئيس اللجنة بإعلان النتائج أمام الصحفيين لشعورهم بالشك تجاه أمر ما،وسرعان ما تم اكتشاف خروج 10 محاضر من لجنة الفرز إلى محكمة جنوب القاهره،وهى المشكلة التى كادت أن تعصف بالعملية الانتخابية.
  • تم اعلان نتيجة الانتخابات فى وقت متأخر من صباح يوم الاحد 18 نوفمبر.
  • ظهور 361 صوت باطل طبقاً لما أعلنه رئيس اللجنة القضائية يكشف عن عدم إلمام عدد كبير من الصحفيين بالشروط الواجب توافرها فى سلامة الصوت الانتخابي!

كل هذه الملاحظات وغيرها من شأنها التشويش على سلامة العملية الانتخابية،وصحة النتائج المعلنة،كما أن الحضور الكثيف من أنصار المرشحين كان له تأثير كبير على مجري المداولات التى تمت بين اللجنة القضائية وبعض أعضاء مجلس الشعب من ناحية،وبين النقيب السابق جلال عارف،والغريب هنا أن مكرم محمد أحمد بإعتباره نقيب الصحفيين المنتخب لم يتواجد فى هذا الظرف الحساس الذى مرت به النقابة بدءاً من الساعة الحادية عشر مساءاً وحتى الثالثة فجر اليوم التالى!

والمؤسسة إذ تقدم هذه الملاحظات التى تم رصدها،تهيب بمجلس النقابة الجديد أن يسمح بمتابعة الانتخابات،وأن تكون أكثر تنظيماً مما جري فى هذه الانتخابات،وأن يتم الاستفادة من مؤسسات المجتمع المدنى فى مثل هذه الظروف نظراً لخبرة المنظمات الكبيرة فى هذا الشأن،ووجودها كان سيعمل على تقليل هذه المشاحنات التى ظهرت قبل اعلان النتائج،كما أن وجود ممثلى منظمات المجتمع المدنى من شأنه أن يبث الثقة والطمأنينة فى المرشحين والصحفيين أنفسهم للتأكيد على أن صوتهم ذهب لمن أدلو له.