14/2/2007

فى الفترة ما بين 9-10 فبراير الجارى عقد مركز بريق لمناهضة العنف ضد المرأة ورشة عمل حول” دور الصحافة الاقليمية فى ترسيخ مفهوم المواطنة ” وذلك بفندق المحروسة بالاسكندرية . وقد عقدت الورشة تحت رعاية منظمة كونراد ادينور العالمية . وقد حضر الورشة نحو 30 صحفى ومراسل من 12 صحيفة مختلفة بمدينة الاسكندرية ،اضافة الى بعض المشاركين من عدة جمعيات ومراكز بحثية وبعض ممثلى مكتبة الاسكندرية . وقد انقسمت الورشة الى جزئين احدهما تثقيفى والاخر تدريبى. وتهدف الورشة الى رفع وعى الصحفيين حول مفهوم المواطنة اضافة الى تدريبهم على كيفية ادارة وعمل الحملات الصحفية الهادفة .

وقد بداء فاعليات الورشة بكلمة السيدة نجلاء الامام (المحامية والناشطة الحقوقية) والتىبدئتها بتقديم الشكر للمشاركين واعتبرت ان ارتفاع نسبة الحضور يعتبر اكبر دليل على ان للصحافة الاقليمية لها دور لا يمكن اغفاله فى ابراز القضايا الهامة والشائكة فهم وحدهم المعنيون بنقل الحدث دون تشويه او تحريف وهذا يعنى ان هدفنا الاساسى من هذه الورشة هوابراز دور الجندى المجهول فى معظم بل جميع القضايا الحساسة التى اثيرت فى الصحافة فى الاعوام الاخيرة والتى كادت ان تتسبب فى احداث فتن او ماشابه .والهدف الثانى هو كشف الغطاء عن الاخطاء التى ترتكب بقصد او بدون قصد من قبل بعض الصحفيين من خلال نقل اخبار من شانها ان تزيد من التوتراوتقلل من اهمية طرف دون الاخر. لقد كانت جمعية بريق لمناهضة العنف ضد المراة معنية بابراز الدور الحقيقى للصحف والصحافة الاقليمية فى تداول القضايا الحساسة واولى هذه القضايا هى قضية المواطنة نعم هى ارث ثقيل ودور جرئ ولقد حال وجود القنوات الفضائية الاخبارية الجريئة مثل قناة الجزيرة او غيرها دون انتشار او الترويج للافكار المبتورة او الكاذبة التى يريد البعض من العابثين ان يروجوا لها اوينشروها عبر صحفهم التى يثق فيها البعض .لذلك فاننا اليوم نحرص على ان يكون هناك مساحة واسعة من الحوار فهناك عدة محاور لمفهوم المواطنة ولم يعد ينظر اليها من هذا المنظور التقليدى الضيق وهو المنظور الدينى فقط بل كانت هناك رؤى اخرى وهى التمييز ضد المراة والمواطنة المنقوصة مثل قضية الفقراء وتهميشهم فى الحياة العامة.وفى النهاية لا يسعنى الا ان اشكر مؤسسة كونراد اديناور على استجابتها السريعة لاقامة هذه الورشة وتحمسهم من اجل العمل على انجاحها .

ثم جاءت بعد ذلك كلمة الاستاذ. حسين الزنينى ( ممثل منظمة كونراد ادينور الالمانية ) الذى قدم عرضاً موجزاً عن المنظمة واهدافها ودورها فى تعزيز الديمقراطية وترسيخ مبادىء القانون وذلك من خلال تعاونها مع منظمات المجتمع المدنى الحكومية وغير الحكومية . واشار الى الارتفاع الملحوظ لأنشطة و دور منظمات المجتمع المدنى فى مصر خلال السنوات القليلة الماضية . واضاف ان مؤسسة كونراد تؤمن بان الاصلاح لابد ان يأتى من الداخل و انه لابد ان يكون هناك توازن ما بين حقوق المواطنين ومصلحة الدولة.

ثم جاءت كلمة الاستاذ عصام الاسلامبولى المحامى الذى استعرض مفهوم المواطنة بشكل عام , وعرفها على انها كلمة مشتقة من كلمة الوطن صفة تلحق بشخص معين ينتمي إلي وطن يحمل جنسيته ويتخذه مكانا ومقرا يقيم فيه عادة . واضاف الاسلامبولى أن مفهوم المواطنة يستند ويرتكز على عدة مباديء دستورية عند الممارسة وذلك فور اكتساب الجنسية وتشمل تلك المبدأ مبداء سيادة الشعب ، و مبدأ المساواة أمام القانون ، ومبدأ تكافؤ الفرص ومبدأ المساهمة في الحياة العامة. ثم تحدث بعد ذلك عن المفهوم الجنسى او النوعى للمواطنة بمعنى انه لايجب ان تفرق التشريعات القانونية ما بين الرجل والمراءة أو استبعادها أو المساس بحقوقها الشخصية والاجتماعية والنفسية والثقافية والسياسية والمدنية علي أساس النوع. ثم تطرق بعد ذلك الى شرح المفهوم الاجتماعى للمواطنة والذى اكد فيه على ضرورة عدم التمييز بين المواطنين فى تولى المناصب العامة على اساس وضعهم الاجتماعى وحالتهم المادية. وفى هذا الاطار انتقد الاسلامبولى فكرة التمثيل النسبى للاقليات نظراًلان التمثيل النسبي نظام قائم علي معني الأحزاب السياسية ووجوب تمثيلها تمثيلا يتكافأ مع قوة أنصارها حتى تجتمع المنازع السياسية في مجلس النواب بحسب قواتها الصحيحة . ثم إن الأقليات السياسية أقليات متحولة وقد تصبح أكثرية بعكس الأقليات الجنسية أو الدينية فإنها ثابتة وهي فضلا عن ذلك لا تمثل فكرة خاصة ولا يمكن أن توجهه سياسة البلاد توجيها خاصا .

واخيراً تحدث الاسلامبولى عن المواطنة والتعديلات الدستورية المطروحة، وفى هذا الصدد اشار الى بعض النصوص الدستورية التى تدعم مبداء المواطنة لكنه انتقد الاسلامبولى المادة 76 من الدستوروالذى يرى انها تتعارض مع مبدأ المساواة , وتخالف مبدأ تكافوء الفرص , وحق الترشيح , كما تخالف حق الانتخاب والمساهمة في الحياة العامة . واعلن ان العبرة فى جميع الاحوال ليست بالنصوص الدستورية أو القانونية أو حتى الدولية و إنما العبرة بالتطبيق العملي و من قبل هذا المناخ السياسي و البيئة المناسبة لتفعيل النصوص و تطبيقها.

ثم تحدث بعد ذلك الاستاذ سامح فوزى ( باحث وكاتب صحفى) الذى بداء حديثة بشرح الابعاد الثلاثة لمفهوم المواطنة والتى تتضمن البعد القانونى والبعد السياسى ، والبعد الاجتماعى. وفى اطار دور الصحافة فة والاعلام فى تناول موضوع المواطنة اشار فوزى الى وجود اعتقاديين خاطئين الاول هو الاعتقاد السائد بأن الاعلامى يصنع الحدث فهذه اكذوبة فالاعلامى لايصنع فالحدث موجود وقائم والاعلامى فقط يلقى الضؤ على الحدث. اما الاعتقاد الخاطىء الثانى ان الاعلامى ينقل الحقيقة فالاعلامى يعتمد على شهادات يعتمد على اراء مسئوليين يعتمد على اكذوبة كبرى اسمها شهود العيان ، فكل شاهد يقول ما يراه من وجهه نظره الشخصية. ثم تحدث بعد ذلك عن دور الاعلامى فى تناول القضايا التى تتعلق بالبنية الاساسية فى المجتمع . واشار بعد ذلك الى ما يسمى “باعلام المواطنة ” والذى يقصد به ذلك الاعلام الذى يوفر مساحة واسعة لهموم المواطن والذى يساعد على التلاحم ويشجع على المشاركة ويتناول القضايا بشكل موضوعى. بينما نجد اعلام اخر يشجع على الاحتقان والاثارة ويقود فى النهاية الى المواجهة .

وانتقد نظرية المؤامرة التى تسلم بأن هناك مؤامرة كونية تستهدف المسلمين ، واعتبر ان الاعتقاد بتلك النظرية يلقى ظلالا كثيفة على العلاقات الاسلامية المسيحية فى المجتمع، نظراً لانه يربط ما يحدث على صعيد العلاقات الاسلامية المسيحية فى المجتمع من توترات بصراع عالمى مما يؤدى الى توتر العلاقات وظهور الاحتقانات ويؤدى الى شعور المسلمين بالهزيمة. وكما تصدر الصحافة فكرة الهزيمة للمسلمين فهى ايضاً تصدر فكرة الاضطهاد للمسيحيين فمعظم القضايا التى تصدر للمسحيين تعتبر قضايا فرعية لاتناقش مشكلات حقيقية للاقباط مثل تلك الموضوعات التى تتناولها الصحف الجادة التى تحرص على ترسيخ مبداء المواطنة . واشار ايضا الى تشهير الصحافة بأقباط المهجر التى توصفهم على انهم عملاء للغرب المسيحى الذى يسعى للنيل من استقرار مصر ووحدتها. واضاف فوزى انه بالرغم من ان كلا من الدستور وقانون الصحافة يحتويان على نصوص كثيرة تكفل حقوق المواطنة الا ان المادة 98 من قانون العقوبات التى تتعلق بأزدراء الاديان والتى لم لم تطبق ابداً فى حالة ازدراء المسيحية ولم يحدث ان طبق قانون الصحافة فى الامر ذاتة . واخيراً انتقد فوزى نقابة الصحفيين التى لا تتخذ مواقف حازمة تجاه الصحفيين الذين لا يلتزمون بميثاق الشرف الصحفى ويقومون بازدرا الاديان وبث الفرقة بين المواطنين.

ثم بعد ذلك قام الدكتور احمد ثابت (استاذ العلوم السياسية) بالتعقيب على الجلستين السابقتين واعلن ان ما تحدث عنه الاستاذ الاسلامبولى والاستاذ فوزى يعتبر جانب واحد من حالة التردى التى يعانى منها الشعب المصرى والكثير من الشعوب العربية، فثقافة الاستسهال ما بين جموع الصحفيين الذين لايبذلون جهداً فى الحصول على المعلومات من مصادرها رغبة فى الاستسهال تعتبر مشكلة كبيرة تؤثر على العمل الصحفى وتؤثر على جودة نقل الخبر بشكل موضوعى. فالصحفى مثلة مثل اى حرفى يجب ان يتقن مهنته ويستخدم ادواته بشكل جيد ، ويجب ان يعرف الصحفى ان الصحافة بشكل عام هى معلومات من الدرجة الاولى يقوم على اساسها بكتابة مقال او تحليل او خبر. وهناك ايضاً ثقافة الاستهانة بالعواقب التى ادت الى كوارث حقيقية اليوم فكثير من الاعلاميين والصحفيين اثاروا قضايا معينة ادت الى كوارث حقيقية .

ثم بعد ذلك جائت جلسة مجموعات العمل والتى بدئها الاستاذ مجدى حلمى ( صحفى بجريدة الوفد) بتقديم ورقة خلفية عرض فيها انواع الحملات والتى تشمل حملات التوعية التى تهدف الي تغيير سلوك المواطنين تجاه ظاهرة محدد وتوضيح السوك المثالي الذى يجب اتباعه . وهناك ايضاً حملات التعبئه والتغيير وهي الحملات التي تقوم بها الصحف لتعبئه المواطنين خلف قضيه محدده وكسب مزيد من الانصار حولها واحدث حملة في هذا المجال كانت حملة جريدة الاخبار الاخيره للتبرع بالدم وحمله التلفزيون حول التعديلات الدستوريه. وهناك ايضاً حملات الرقابه وهي الوظيفه الاساسيه التي تقوم بها الصحافه والتى تهدف الى كشف سلبيات ومخالفات كبار المسئولين او الاجهزه او الشخصيات العامه وابرزها الحملات المضاده للفساد. ثم بعد ذلك تحدث عن الخطوات الهامة التى يجب اتباعها لضمان نجاح الحملات قبل البدء فيها وتحديد عناصر القوه والضعف. و تشمل تلك الخطوات: جمع المعلومات، ثم تحديد فنون الصحافة المستخدمة ، واختيار التوقيت المناسب للقيام بالحملة ، التاكد من صحة الوثائق المستخدمة ، اسلوب الكتابه، و تطوير الحمله، و ربط الحمله بمصالح الناس. ثم بعد ذلك جاءت جلسة عرض المجموعات حول التى قام فيها المشاركيين بعرض مجوعات العملحيث قامت كل مجموعة بالتخطيط لعمل حملة تتعلق بموضوع المواطنة مع التركيز على قضايا المراءة والانتخابات .

اما الجلسة الاولى من اليوم الثانى للورشة فقد بداءت بورقة د.عمار على حسن ( وكالة انباء الشرق الاوسط) الذى بداء حديثة عن الخريطة المصرية الاعلامية ، فهو يرى ان صحافة لا تقوم بأى تنمية وغير قادرة على التطوير والابداع وذلك نتيجة الفساد الادراى داخل تلك الصحف و تراجع المستوى المهنى ،واستغلال رؤساءمجالس الادارة لها. واشار ان هناك صحف فى دول خليجية لايتعدى سكانها سكان مدينة صغيرة لكنها قوية ومتطورة، كما ان هناك صحافة سوداء لا ترى اى بارقة امل لكنها تصدر نوعاً معين من الرأى ولا تهتم بالتحليل المنطقى ولا تهتم بالخبر مثلما تهتم باراء اصحابها . وهناك نوعا اخرمن الصحافة الصفراء التى تهتم فقط بالاثارة تخاطب نوعا معينا من القراء ولاتهتم بمساءلة الارتقاء المهنى. وقد ادى ذلك النوع من الصحافة الى تراجع مستوى الصحافة المصرية . واصبحت الصحافة الحزبية تشبة الصحافة القومية بمعنى انها منحازة الى اراء احزابها فلا تستطيع ان توجه رأى معارض للحزب فى جريدته. وهناك صحافة مستقلة نعول عليها فى تغيير صورة الصحافة وضرب مثلاً بذلك جريدة مصر اليوم. ثم تحدث بعد ذلك عن مفهوم ومعنى الحياد الاعلامى واشار ان هناك نوعان من الحياد نوعاً ايجابياً وهو الذى الذى لا يتحيز لأى طرف ضد الاخر ويتسم بالاستقلالية ، والتنوع الاخر وهو الحياد السلبى الذى ينجم عن الضعف وقلة الحيلة ولايريد اصحابه منه سوى تجنيب انفسهم المشكلات.

وهناك من يرى ان الحياد خرافة ولا يمكن لأى مطبوعة او قناة تلفزيونة ان تكون حيادية مائة فى المائة لان تلك الصحف مملوكة اما للفرد اوللمؤسسة اوللحكومة فهى غالبا ما تتحيز . وهناك دول تتمتع بالحرية الكبيرة لكن اعلامها قد يفرض عليه بعض القيود بالرغم من تمتعها بقدرات تقنية كبيرة . ثم بعد ذلك شرح اليات تحقيق الموضوعية . واضاف ان وسائل الاعلام فى بلادنا تعانى من تعاني من غياب الحياد بمعناه الإيجابي، فهي لا تتحيز للمصلحة الوطنية العليا، بل تتحيز لوجهة نظر السلطة والمتحالفين معها والمتحلقين حولها أو المنتفعين منها. وغياب هذا اللون من الحياد في إعلامنا يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية هى : الوصاية التى تفرضها السلطة التنفيذية على الاعلام، ومشكلة اتاحة المعلومات والحصول عليها ، والتذرع باعتبارات الحفاظ على الامن القومى ، والقيود الاحتكارية . وعن المواطنة اشارد.عمار الى وجود فجوة كبيرة بين النصوص والممارسات فالدستور ينص بصراحة على أن المواطنين سواء امام القانون ، وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين او العرق . لكن هذه النصوص الرائعة لا تجد تطبيقا أمينا في الواقع المعيش. واخيراً اضاف د. عمار ان للاسف الشديد لا يقدم الاعلام المصرى كل ما هو مطلوب منه في سبيل تعزيز مبادئ المواطنة وشروطها، فهو في أغلب الأحيان منحاز لرؤى السلطة ومواقفها وتبريراتها للسلوكيات التي تنال من حقوق المواطنين، وذلك في ظل غياب واضح لسياسة إعلامية متحررة من القيود السياسية والبيروقراطية. لذلك لابد أن يشارك المجتمع كله بمختلف طبقاته وفئاته وشرائحه وتوجهات أفراده في صياغة السياسة الإعلامية. فالإعلام بمختلف وسائله أهمية بالغة في تعزيز وحماية الهوية الوطنية.

ثم بعد ذلك تحدث الاستاذ حافظ هريدى ( صحفى بجريدة المال ومنسق برامج بقناة النيل الثقافية) الذى شرح ضرورة توضيح مفهوم المواطنة للصحفيين حتى يتسنى لهم العمل استناداً الى مفاهيم واضحة. لكن معظم المتحدثين قاموا بشرحها بأستفاضة كبيرة لذلك سوف اقوم بتعريف مفهوم المواطنة من ناحية شعور المواطنين بها يومياً وذلك فى تعاملات الشرطة مع المواطنين البسطاء والاستهانة بهم واذلالهم ، وتشعر بها الفتاة عندما تتفوق فى كلية الحقوق وتقدم اوراقها لتصبح قاضية ويرففض طلبها لانها امراءة. ويشعر بها الشاب الذى ياتى من خلفية اجتماعية بسيطة ولا تقبل اوراقه للالتحاق بوزارة الخارجية . ويشعر بها المسيحى الذى ينظر الى التلفزيون يومياً ليرى برامج اسلامية ولا يرى اى مساحة تذكر للبرامج الدينية المسيحية . ويشعر بها الشخص المصرى الذى يجبر على كتابة عبارة لااؤمن فى خانة الديانة فى بطاقته الشخصية نظراً لانه لا ينتمى لديانة سماوية.

اما الجلسة الثالثة فقد تحدث فيها الاستاذ صابر نايل (باحث فى مجال حقوق الانسان ) عن اليات دعم مفهوم المواطنة والتى بدئها بتعريف المواطنة على انها العضوية الكاملة والمتساوية في المجتمع مما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهي تعني المساواة دون تمييز قائم على أي من المعايير مثل الدين والجنس واللون والموضوع الاقتصادي والانتماء السياسي والفكري بين كافة أبناء الشعب. ثم قام بعد ذلك بعرض اليات دعم المواطنة فى الصحافة المصرية والتى ركز فيها على ضرورة التوازن فى عرض القضايا الخاصة بالمواطنة وعدم تغييب الاطراف الاخرى. كما اشار الى ضرورة ان تلعب الصحافة دوراً اساسياً فى رصد قضايا المواطنة ومواجهة الصحف التى تهاجم وتميع تلك القضايا. كما اكد ايضا على ضرورة ان تلعب الصحف بجميع انواعها دوراً فعالً فى توعية المواطنين بقضايا المواطنة بابعادها المختلفة وذلك عن طريق تخصيص ابواب ثابته تتناول تلك القضايا بشكل موضوعى وان يتاح للمواطنين المشاركة فى تلك القضايا. كما اشار الى ضرورة تدريب الصحفيين على كيفية تناول قضايا المواطنة وعلى كيفية استغلال الأساليب الحديثة والمتقدمة وثورة الاتصالات والمعلومات في دعم قضية المواطنة في الصحافة المصرية ، اضافة الى تدريبهم على بعض المهارات مثل مهارات التوثيق والتحرير وعلى مبادىء ومواثيق العمل الصحفى . وقام باعطاء عدة امثلة عن الموضوعات والقضايا التي يجب أن تهتم بها الصحافة المحلية لدعم قيم المواطنة منها حقوق المرأة،حقوق الأقباط،المساواة والمشاركة والتسامح ، والحرية، والمحاسبة، واحترام القانون. كما اشار الى ضرورة أن تقوم الصحافة المصرية القومية والمستقلة والاقليمية بحملات صحفية ذات مدى زمني ومساحة أوسع عبر صفحاتها لقضايا المواطنة وان تعمل على رصد أنشطة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية فيما يتعلق بقضية المواطنة.

وقد خصصت الجلسة الاخيرة من الورشة لعمل مجموعات عمل قام بادارتها الميسر أ / خالد السرجانى ( مساعد رئيس التحرير بجريدة الدستور) الذى بداء حديثة بتعريف الصحافة الاقليمية واهميتها كلسان حال مجتمعاتها ، واعلن ان الصحافة الاقلمية فى اوربا والغرب تتمتع بقدر كبير من الاهتمام لدى المواطنين اكبر الصحافة القومية. ثم بعد ذلك تطرق لعرض بعض المشكلات التى تواجه الصحافة الاقليمية والتى تتمثل فى نقص التمويل والاعتماد على الاعلان كمصدر للدخل والمركزية فى اتخاذ القرارات وعدم انتظام الصدور. ثم بعد ذلك قام المشاركين بعمل مجموعات عمل قاموا فية بعرض المشكلات التى تواجه الصحفيين فى الصحف الاقليمية والتى تمثلت فى نقص رواتب الصحفيين وصعوبة التعيين نظراً لرغبة تلك الصحف فى تفادى تحمل تكلفة تعيينات الصحفيين والتأمين عليهم ، وعدم تفرغ الصحفيين بتلك الصحف . كما اشار المشاركيين الى سطحية الموضوعات التى يتناولها الصحفين فى الصحف الصحف الاقليمية وعدم قدرتهم على تناول الموضوعات ذات الحساسة ذات الصبغة القومية والعالمية ، بينما تعطى الاولوية للموضوعات ذات الصبغة الاعلانية التى تدير ربحا للجريدة . كما اشار الصحفيين الى طبيعة العلاقة بينهم وبين المصدر كعائق اساسى لعملهم نظراً لتعمد بعض المصادر اخفاء الحقائق والمستندات بغرض التضليل .

ومع انتهاء اليوم الثانى للورشة قامت فريق العمل بتوزيع استمارات تقييم للورشة بهدف التعرف على انطباع المشاركين عن الورشة والخروج بتوصيات وملاحظات. وبعد تحليل استمارات التقيم تبين ان 97 ? من المشاركين اعلنوا ان الورشة حققت اهدافهم ، وشكروا فريق العمل على جودة التنظيم. كما اتفق المشاركين على فاعلية الاوراق التى قدمت وطريقة عرض المتحدثين ، كما عبروا عن استفادتهم من الجانب العملى والتدريبى بالورشة . ونوه معظم المشاركين بأن وقت الورشة لم يكن كافيا وطالبوا بعقد ورشات اخرى اضافية نظراً لاتساع مفهوم المواطنة . وطالبوا بدعوة كبار الصحفيين مثل ابراهيم عيسى ووائل الابراشى وعادل حمودة وذلك للاستفادة المباشرة من خبراتهم . كما طالبوا بزيادة المساحة المخصصة للتدريب فى الورش القادمة.

توصيات المشاركين

    • 1- ضرورة اهتمام الدولة بالصحفيين وتوفير مناخ عمل مناسب يحفزهم على العمل بشكل افضل.

    • 2- الغاء القيود والتعقيدات التى تقف حائلاً دون تسجيل الصحفيين بالنقابة.

    • 3- ضرورة زيادة رواتب الصحفيين

    • 4- العمل على ادماج مفهوم المواطنة فى اجندة جميع الصحف الاقليمية.

    • 5- ضرورة اهتمام منظمات المجتمع المدنى بتقديم دورات تدريبية نوعية لشباب الصحفيين المبتدئين.

    • 6- ضرورة التنسيق ما بين الصحف الكبرى سواء كانت مستقلة او قومية مع الصحف الاقليمية

    • 7- ضرورة العمل على زيادة وعى الصحفيين حول مفهوم المواطنة .

    8- ضرورة الغاء احتكارية الصحف الاقليمية التى تدار بشكل مركزى لا يتيح للصحفيين العمل بحرية واستقلال .

اعداد: محمد عبد العزيز (منسق الورشة)