1/3/2010

( 2)
الأميرة فاطمة إسماعيل
الأرض والمجوهرات لنهضة التعليم

ساندت المرأة المصرية قضية التعليم على مدار عصورها في سبيل النهوض بالمجتمع، وارتبطت النهضة النسائية في مسيرتها الطويلة التي امتدت قرابة القرن ونصف القرن، بقضايا مجتمعية طرحتها ضرورات التقدم، وكان من بين ما شهدته هذه النهضة هو تعليم البنات ؛ تلك النهضة التى ساهمت فيها وبشكل أساسى الى الأن الأميرة فاطمة إسماعيل – تلك السيدة التى كانتت سبباً وإحدى عوامل النهضة النسائية فى العصر الحديث ؛ وكانت واحدة ممن مهدن طريق المشاركة أمام المرأة المصرية .

والأميرة فاطمة إسماعيل هي إحدى بنات الخديوى إسماعيل، تزوجت عام 1871 من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا والى مصر – تميزت فى حياتها وبين أخواتها بحبها للعمل العام والتطوعى ؛ فحرصت على المساهمة فى أعمال الخير ورعاية الثقافة والعلم ؛ وقد نقلت هذه الثقافة وتأثر بها ابنها الأمير عمر طوسون الذى كان أكثر أمراء أسرة محمد إقبالاً على العمل العام.

عرفت الأميرة فاطمة إسماعيل عن طريق طبيبها أن هناك مجموعة من الصعوبات التى تعانى منها جامعة القاهرة ؛ فقررت تجاوبا مع الحركة الوطنية ورعاية للعلم وتشجيعا للعلماء، بوقف مساحة من أراضيها وتبرعت بحوالي 6 أفدنة لإقامة مبنى للجامعة الأهلية (القاهرة الآن)، ووهبت مجوهراتها الثمينة للإنفاق على تكاليف البناء، وأوقفت 674 فدانا على مشروع الجامعة.

وأعلنت الأميرة فاطمة أن سائر تكاليف البناء سوف تتحملها كاملة والتى قدرت وقتها بمبلغ 26 ألف جنيه ؛ وقامت بعرض جواهرها وحليها للبيع ؛ بعدما أهدتها للمشروع وكلفت إدارة الجامعة أن تتولى بيعها وفقا لما يترائ لمصلحة الجامعة. ومن كرمها أعلنت تحملها كافة نفقات حفل وضع حجر الأساس، والذى كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة، وخاصة أن الخديوى عباس حلمى الثانى كان قد أعلن أنه سيحضر حفل الافتتاح هو والأمير أحمد فؤاد.

وشاركت الأميرة فاطمة إسماعيل فى وضع حجر الأساس للجامعة، وتوفيت عام 1920 قبل أن ترى صرح الجامعة ومنارتها التى قدمتها للعلم فى مصر والوطن العربى وفي عام (1347هـ – 1928م) التحقت المرأة بالجامعة المصرية ؛ وكان وقف الأميرة سبباً رئيسياً فى فتح الطريق أمام المرأة المصرية للمشاركة .

الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات ترى أن الأميرة فاطمة إسماعيل رمزاً ونموذجاً للمراة المصرية التى كانت سبباً فى نهضة الفتاة فى مصر وعاملاً رئيسياً فى إستكمال البنت المصرية تعليمها وإلتحاقها بالجامعة وتخرجها من الكليات فى مختلف التخصصات ؛ وساهمت الأميرة فاطمة إسماعيل فى دعم مسيرة المرأة المصرية نحو المشاركة .