4/3/2010

( 4 )
هدى شعراوي
من خلع الحجاب الى تأسيس 15 جمعية نسائية في مصر

نور الهدى محمد سلطان من الناشطات المصريات الداعيات الى الإستقلال الوطني المصري والنشاط النسوي في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين. أنها هدى شعراوي – ولدت في مدينة المنيا في 23 يونيو 1879 ؛ وهي ابنة محمد سلطان باشا – تلقت تعليمها في منزل أهلها ؛ وتزوجت في سن الثالثة عشرة من ابن عمتها “علي الشعراوي” الذي يكبرها بما يقارب الأربعين عاما، ليتغير اسم عائلتها الى “شعراوي” ؛ أنجبت هدى بنتا أسمتها ” بثينة ” و ابنا أسمته ” محمد ”

أسست هدى شعرواى جمعية لرعاية الأطفال عام 1907 ؛ وفي 1908 نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية ، وكان نشاط زوجها السياسي الملحوظ في ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها ، فشاركت بقيادة مظاهرات السيدات عام 1919، وأسست “لجنة الوفد المركزية للسيدات” وقامت بالإشراف عليها. في عام 1921 أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول وجهت هدى شعراوي الدعوة إلى رفع السن الأدنى للزواج للفتيات ليصبح 16 عاما، وكذلك للفتيان ليصبح 18 عاما، وطالبت من الجميع تأييد تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي، بل دعت إلى خلع غطاء الوجه وقامت هي بخلعه.

أعلنت هدى شعراوي عن إشهار أول اتحاد نسائي في مصر حمل أسم “الإتحاد النسائي المصري” وذلك عام 1923، وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1947.

كما كانت عضوا مؤسسا في “الإتحاد النسائي العربي” وصارت رئيسته عام 1935، وفي نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي .

شاركت شعراوي في عدة مؤتمرات دولية منها مؤتمر روما عام 1923 ومؤتمر باريس عام 1926 ومؤتمر أمستردام عام 1927 ومؤتمر برلين العام 1927 ومؤتمر استنبول عام 1935.

دعمت هدى شعراوي إنشاء نشرة ” المرأة العربية ” الناطقة باسم الإتحاد النسائي العربي، وأنشأت مجلة المصرية عام 1937.

كانت هدى في طليعة النساء التحرريات بل كانت من أهم الرموز النسائية التغريبية في العالم العربي وكانت أول امرأة تخلع الحجاب علانية أمام الناس وتدوسه بقدميها مع زميلتها “سيزا نبراوي” عقب عودتهما من مؤتمر نسائي دولي سنة 1923م، وكانت هدى حلقة الوصل بين الحركات النسائية العربية ونظيرتها الغربية، إذ شاركت في 14 مؤتمراً نسائياً دولياً في أنحاء العالم العربي، وأسست 15 جمعية نسائية في مصر وحدها، وأسست مجلتين نسائيتين، واحدة بالعربية والأخرى بالفرنسية، ونقلت أفكار تحرير المرأة من مصر إلى بقية الدول العربية.

توفيت هدى شعراوي يوم 13 ديسمبر 1947 بعد أسبوعين من إرسالها خطابا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة بعد صدور قرار تقسيم فلسطين من قبل الأمم المتحدة ؛ وقبلها دعت هدى إلى تنظيم الجهود النسوية لجمع بعض المواد والملابس والتطوع في التمريض والإسعاف.

و قد تركت العديد من المؤلفات منها عصر الحريم وهو مؤلف يحكي مذكرات المرأة المصرية في الفترة ما بين (1880-1924).

الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات تؤكد لكل المدافعين عن حقوق المراة فى مصر أن تكون هدى شعراوى نموذجاص يحتذى به فى كل أمثلتهم الداعمة لدور المرأة المصرية على مدار التاريخ المصرى .

وتعلن الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات لكل من يناهض تمكين المراة المصرية ودعمها أن هدى شعراوى قبل سبعين عاماً من اليوم أسست وحدها 15 جمعية نسائية في مصر ؛ ونقلت أفكار تحرير المرأة من مصر إلى بقية الدول العربية ؛ وهذه التجربة على الجميع أن يسعى الى إكتشافها فى واحدة من سيدات هذا العصر بدلاً من حرمان النساء فى مصر من تقلد المناصب وتمكينهم .