2/2006

كنا قاعدين في الحديقة و حضرت قوات كثيرة من الحكومة حولنا و عندما سألنا عن السبب قالوا لنا إن تلك القوات لم تحضر لنا و قالوا لنا إن تلك القوات احضروها للمسلمين بمسجد مصطفي محمود و انا عندما رأيت تلك القوات حاولت الخروج من الحديقة لكي اذهب الي المنزل و لكن منعني احد الضباط وقال لي إن ارجع للحديقة مرة أخري و بعد ذلك رجعت للحديقة مرة أخري و جلست بها و بعد ذلك بدأ احد المسؤلين من الأمن التحدث إلينا عبر مكبر الصوت و طلب من السودانيين الخروج من الحديقة فرد عليه السودانيين الموجودين بالحديقة أنهم يريدون مسؤلي المفوضية إن يحضروا و قال قائد قوات الأمن لنا إن نركب الأتوبيسات فرد عليهم السودانيين عن الضمانات و بعدها قاموا برش الماء الساخن علي السودانيين بالحديقة و أنا حاولت الخروج من الحديقة في تلك اللحظات مرة أخري و لكن قوات الأمن رفضت خروجي و رجعوني الي الحديقة مرة أخري .

وبعد ذلك بدأ الهجوم من قوات الأمن من جميع الجهات بالحديقة و تم ضربي بالعصا السوداء الموجودة مع العساكر و كانوا يقومون برش شيء ( من مسدس ماء ) علي الناس و كان يغمي علي الناس بعدها و عند خروجنا من الحديقة وفي اتجاهنا الي الأتوبيس يقوم 4 أشخاص من العساكر بضربنا ضرب قاس ( حيث يقومون بضربنا بأيديهم و أرجلهم ) و كان معهم أسلاك قاموا بلفها حول رقبتي لكي يشدوني بها .

وبعد ذلك ركبت الأتوبيس و بعد ذلك تم أخذنا الي معسكر منشية ناصر و جلسنا بالمعسكر لمدة يومين وخلال ذلك اليومين قاموا بالنداء علي أصحاب البطاقات الصفراء و الزرقاء و قاموا باخراجهم من المعسكر و احد الضباط قام بتقطيع البطاقة الخاصة بي بطاقة زرقاء و الخاصة بوالدتي امام عيني و قال لي انها مزورة . وخلال ذلك اليومين جعلونا نجلس في خيام و قاموا بصرف بطاطين لنا وكانوا يصرفون لنا طعام مرتين باليوم عبارة عن 2 ساندو تش فول و الغداء 2 ساندو تش جبنة .

وبعد ذلك اليومين تم نقلنا الي سجن شبين الكوم و تم نقلنا بواسطة نفس اتوبيس النقل العام الذي أخذنا من الحديقة .

وكنا حوالي أكثر من 500 شخص و في بداية دخولنا للباب تم تسجيل أسماءنا و جعلونا نبصم علي تلك الأسماء و بعد ذلك أعطونا ملابس السجن لونها ابيض مكتوب عليها “تحقيق “. و بعد ذلك تم إدخالنا الي العنابر و كنا حوالي 37 شخص بالعنبر وكلنا سودانيين و ليس معنا مصريين و جلست بالسجن حوالي 19 يوما .

وخلال تلك الفترة كان يتم غلق العنبر طوال اليوم و كانوا يعطونا في القطار عدس ليس به ملح و في الغداء كانوا يصرفون علبة جبنة صغيرة و أربعة أرغفة عيش لكل شخصين و لا يوجد عشاء و كان يوجد حمام بنفس العنبر .

و بعد حوالي أسبوع حضر إلينا ثلاثة موظفين من المفوضية و قاموا بتسجيل اسماءنا و احد المواطنين تكلم معي و سألنا عن اسم امي و ابي و عن عدد اخواتي و العنوان الذي أقيم به . و سألنا عن آخر مرة رأيت فيها أسرتي و قاموا بصرف 300 د لكل سوداني موجود بالسجن و احتفظنا بتلك الأموال معنا . وقبل إن يحضر موظفي المفوضية لنا حضر لنا مجموعة من موظفي السفارة السودانية بالقاهرة وقاموا بتسجيل أسماءنا و تصويرنا و اخذ عناوين إقامتنا بالسودان و إدارة السجن وافقت لهم بالدخول و تصويرنا .
وبعد حوالي 19 يوما قاموا بالإفراج عنا من السجن و قاموا بالإفراج عن 24 شخص فقط و جعلونا نركب سيارة ميكروباص و أخذنا تلك السيارة حتي موقف عبود بشبرا .
وقاموا بإنزالنا هناك و بعد ذلك ذهبنا الي منازلنا .

برنامج مناهضة العنف