27/3/2007

التزوير الفج هو عنوان الساعات الأخيرة من هذا الاستفتاء فلم يتحمل أتباع الحزب الوطني وميلشياته حقيقة الرفض الشعبي للاستفتاء على تعديل الدستور وكانت الصدمة التي في انتظارهم هو نجاح المعارضة في تهيئة الرأي العام لمقاطعة الاستفتاء إلا أن ذلك لم يقف حائلا أمام هذا الحزب الذي حاول خلق نسبة مشاركة – وهمية – عن طريق تسويد الاستمارات و تقفيل اللجان، فبعد أن فشل الحزب الحاكم في تحقيق نسبة مشاركة في مهزلة التعديلات الدستورية تحفظ له ماء وجه عن طريق استخدام أباطرة الحزب ومنتفعيه لموظفي الدولة وعمال شركات القطاع الخاص لجأ الحزب إلى التزوير مباشرة، فقد تم تقفيل لجان مدرسة باسوس الإعدادية ، ومدرسة 6 أكتوبر بشبرا الخيمة ، ومدرسة الشرقاوية الإعدادية بنات ، ومدرسة شلقان الابتدائية ، ومدرسة الفاتح بشلقان ، وفى السويس في تمام الساعة الخامسة تم منع الناخبين من دخول اللجان وتم تقفيلها بمعرفة المشرفين على الانتخابات وأتباع الحزب الوطني تحت سمع وبصر رجال الشرطة ،وفى دراو بأسوان والتي كانت أعلى نسبة تصويت بها 13 ألف صوت بلغ اجمالى التصويت فيها بكل لجنة من 50 إلى 150 صوت حتى الساعة الثانية ظهرا ، وبعد ذلك انتقل رئيس مدينة دراو إلى اللجان وبقدرة قادر بلغت نسبة التصويت في الساعة الخامسة 41 ألف صوت ،وهو نفس الشيء الذي تكرر بادفو حيث بلغ التصويت مع نهاية اليوم 80 ألف صوت،أما مدينة أسوان فقد بلغ التصويت 45 ألف صوت،بينما كان عدد المصوتين فى مدينة كوم أمبو 38 ألف صوت.

جميع المراقبين الذين لا يحملوا ما يفيد تبعيتهم للمجلس القومي لحقوق الإنسان تم طردهم من اللجان والتعدي عليهم بالضرب ومن هؤلاء كريم البحيرى بالمحلة ، وفريق مراقبة الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية بالبساتين حيث قام الضابط محمد الشرقاوي (والذي خضع لمحاكمة جنائية بتهمة التعذيب عندما كان بمباحث حلوان) حيث حصل على خطابات التفويض من المراقبين وتحفظ عليهم لبعض الوقت وطلب منهم إحضار تصاريح من الداخلية وطردهم من اللجان بعد أن تعرف على محال إقامتهم وقام بتهديدهم بعدم العودة للجان مرة أخرى ، في نفس الوقت الذي تعرض فيه فريق المراقبة بإمبابة للتعدي عليهم بالضرب والسب حيث تم إلقاء القبض على هاني حسن عودة ولم يطلق سراحه إلا بعد الساعة السابعة كما تعرض وليد السيد للضرب من قبل النقيب محمد عبد العزيز الذي كانت تصحبه قوة ترتدي ملابس مدنية وأخذوا التليفون المحمول من وليد وقاموا بإلغاء جميع الصور التي التقطها وهددوه بأنهم يعلموا عنوانه ولن يتركوه.

وقد تلاحظ لعدد من المتابعين والمراقبين في عدد كبير من الدوائر الانتخابية ارتفاع نسبة مشاركة الأقباط في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، و يرجع إلى ذلك ما تم نشره من تصريحات للباب شنودة بدعوة أبناء الكنيسة للمشاركة في الاستفتاء ، ويذكر أن شيخ الأزهر قد ذكر هو الأخر أن من لن يشارك في الاستفتاء كمن كتم الشهادة . ومن الجدير بالذكر أن هذه الانتخابات إعلان بعودة تحكم رجال الشرطة في كل مجريان العملية الانتخابية مرة أخرى بداية من إعداد الجداول حتى إعلان النتيجة فقد سيطر رجال الشرطة على جميع اللجان .

 

مركز هشام مبارك للقانون
اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية