3/3/2005

نحن الموقعون أدناه بعد أن قرأنا ما نشرته جريدة الأهرام في عددها الصادر يوم السبت 26 فبراير من تكذيب على لسان مشايخ قبائل شمال سيناء وبعض أعضاء مجلس الشعب بشأن أحداث شمال سيناء التي تلت تفجيرات طابا نود أن نلفت النظر إلى ما يلي:

  • إن تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الذي أصدرته بالتعاون مع منظماتنا هو التقرير الرابع الذي حاول رصد بعضا مما دار ويدور في سيناء من انتهاكات تنال الشاب والشيخ من أهلها.. فقد سبقه إصدار تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ثم تقرير المنظمات الثلاثة (هشام مبارك، النديم، الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب) والذي أعلن عنه في مؤتمر صحفي نظم في نقابة الصحفيين ثم تقرير لجنة الحريات بنقابة المحامين والذي أعلنته في مؤتمر صحفي عقد بنقابة المحامين، ثم جاء هذا التقرير الرابع الذي أعلن عنه أيضا في مؤتمر صحفي في مركز هشام مبارك. أين كانوا صحفيو الأهرام في كل تلك المؤتمرات التي نظمت لتخاطب من يريد أن يسمع من الصحفيين.
  • إن ما ورد في تقرير منظمة هيومان رايتس واتش وما سبقه من تقرير المنظمات الثلاث (مركز النديم ومركز هشام مبارك للقانون والجمعية المصرية لمناهضة التعذيب) ليست معلومات كاذبة أو غير دقيقة كما ورد في تحقيق الأهرام.
  • فقد رأينا هؤلاء الناس بأنفسنا وزرنا عائلاتهم في بيوتهم وسمعنا منهم ما لا نملك إلا أن نصدقه
  • فقد رأينا خراب بيوت العريش بأنفسنا
  • وشهدنا شوارع العريش الخاوية من الأطفال والكبار في عيد الفطر خوفا من إرهاب البوليس
  • ورأينا بأنفسنا الأيادي التي باتت غير قادرة على حمل كوب الشاي بعد أن تلفت الضفائر العصبية المغذية لها من إثر التعليق من الخلف لساعات طويلة في مقار أمن الدولة
  • ورأينا علامات القيود التي اعتصرت أرساغ من قابلناهم
  • ورأينا هالات الاحتراق السوداء المحيطة بتلك المناطق من أجسادهم التي تعرضت للصعق الكهربائي
  • وقابلنا النساء والأطفال الذين احتجزوا رهائن لحين أن يقوم رجال أسرهم بتسليم أنفسهم
  • كما قابلنا النساء اللاتي أصبن في عمليات اقتحام المنازل لأن مباحث أمن الدولة لم تسمح لهن بالوقت الكاف لتغطية وجوههن كما تقتضي عاداتهن
  • ورأينا الأمهات التي لا تنام الليل في انتظار أن تعرف مصير أبنائها
  • والزوجات اللاتي فقدن عوائلهن
  • والأطفال التي تفزع من طرق الباب خوفا من أن يكون اقتحاما امنيا جديدا
  • والشيوخ الذين لم ترحم مباحث امن الدولة شيخوختهم واحتجزتهم رهائن لحين القبض على أبنائهم
  • وقمنا بأنفسنا بنقل أحد الضحايا إلى المستشفى بعد أن أبدى استعداده للشهادة بما جرى لأسرته في مؤتمر صحفي وذلك بعد أن قامت مباحث امن الدولة بتعذيبه وضربه ثم نقله إلى أحد المستشفيات خوفا من أن يكون قد مات ثم التهديد بإلقائه في الشارع حين اكشفوا انه لازال حيا
  • وحاولنا الاتصال بالسيد محافظ شمال سيناء لمقابلته وسؤاله عما رصدناه فرفض مقابلتنا
  • بل واتصلنا بعصام عامر من مباحث امن الدولة في العريش فرفض مقابلتنا
  • وقبل إصدار التقرير طلب مسئول منظمة هيومان رايتس ووتش مقابلة المحامي العام لنيابة أمن الدولة فرفض مقابلته.. وطلب مقابلة النائب العام فرفض مقابلته.. وطلب مقابلة مسئول من وزارة الداخلية فلم يقابله أحد.

أما وثيقة العهد التي يفتخر مشايخ القبائل في شمال سيناء بتوقيعها فهي كما يصفها أهل العريش أنفسهم وثيقة عار.. ولم يكن التوقيع عليها سوى إعلان ممن وقعوا بأنهم أصبحوا يعملون مرشدين لأمن الدولة.. وسواء فعلوا ذلك لأنهم اختاروا أن يكونوا عملاء للأمن أو لأنهم تصوروا خطأ أنهم بذلك يحمون أسر شمال العريش من بطش الأمن.. فإن النتيجة واحدة.. أن المشايخ الذين يفترض فيهم أن يكونوا قيادة محلية طبيعية مستندة إلى ثقة الناس واحترامهم، قد صفوا إلى جانب كتائب أمن الدولة وصاروا بذلك متورطين، شاءوا أم أبوا في جرائم الاعتقال والتعذيب والقتل خارج القانون التي يتعرض لها من يدعون أنهم إرهابيين..

أين كانوا مشايخ شمال سيناء حين ضربت النساء اللاتي خرجن في مظاهرة سلمية يوم احتجاجا على اختطاف أبنائهن ؟ ..

أين كانوا حين نزل أحد ضباط أمن الدولة بثقل جسده على جسد الطفلة الرضيعة الراقدة على أرض الحجرة، وهو يبحث عن “أدوات الإرهاب” تحت المائدة الوحيدة المتبقية في المنزل بعد أن باع أهل المنزل أثاثهم ليعيشوا..؟
أين كانوا حين أمضت النساء أياما وليالي في طرقات مقر أمن الدولة ينامون ويصبحون على صراخ ضحايا التعذيب مجبرين على استخدام دورات مياه قذرة وينامون الليل في مكانهن جنبا إلى جنب مع الرجال..؟

أين كانوا حين اقتحمت أمن الدولة المنازل منتهزة فرصة الإفطار والسحور في شهر رمضان لتضمن وجود الجميع في الشهر المفترج..؟

أين كانوا حين حولت مباحث امن الدولة عيد أهل العريش إلى محزنة..؟

وما هي معلوماتهم عن المتهمين الخمس؟ هل وكلوا لهم محامين؟ هل قاموا بزيارتهم؟ هل نظموا لهم لجنة إعاشة..؟

العشرات من أهل العريش والشيخ زايد جاءوا للقاؤنا حين كنا في العريش.. لماذا لم يأت هؤلاء المشايخ ليقولوا في وجه هؤلاء الضحايا أنهم كاذبون وأن الأمن في سيناء مستتب وأن أحدا لم يخرق القانون أو ينتهك الأخلاق والحرمات.. لماذا لم يكلف هذا الصحفي نفسه عناء مقابلة أي من الأسر التي جاءت أسماءها في تقريرنا لكي يعرف حقيقة ما جرى.. لماذا لم يكلف نفسه عناء حضور مؤتمرنا الصحفي الذي حضرته ثمانية من أمهات وزوجات المعتقلين ليسمع بنفسه ما تعرضن له وما تعرض له أزواجهن وأطفالهن؟؟

لقد كنا هناك.. ورأينا ما رأينا بأنفسنا وسمعنا ما سمعنا بأنفسنا ولو جاء مشايخ شمال سيناء جميعهم ومهما حاولت امن الدولة بالتهديدات أو السرقة أو التشهير أن تجعلنا نتراجع عن الشهادة بما رأينا.. فإننا لن نتراجع خطوة عن نشر ما سمعنا ورأينا.. فدين من تحدثوا ثقيل ثقيل في رقابنا.. وقد تعاهدنا على أننا لن نتوقف عن ملاحقة الجلادين أينما كانوا ومهما كانوا ومهما كان الطريق طويلا أمامنا قبل أن ننجح في تقديمهم إلى العدالة ومحاسبتهم على ما اقترفوا من جرائم.

أحمد سيف الإسلام حمد المحامي – مركز هشام مبارك للقانون
طبيبة عايدة سيف الدولة – الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب
طبيبة ماجده عدلي – مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف

مزيد من المعلومات :
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/mi ddle_east_news/newsid_4319000/4319725.stm

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0F0A23DE-B1F1-4C46-959F-80A8478BEC82.htm

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/C159A19A-7733-4001-9954-ED1354773C43.htm

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/EF091397-CED9-4890-98B6-6C019927C363.htm