28/11/2006

سبق للمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، سواء بشكل انفرادي أو في إطار هيئة المتابعة لتوصيات المناظرة الوطنية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، أن قاما بتقييم لنتائج أشغال هيئة الإنصاف والمصالحة المتضمنة في التقرير الختامي المقدم للملك منذ سنة، في 30 نونبر 2005.

وقد أكدت الجمعية والمنتدى على الطابع الجزئي لنتائج هيئة الإنصاف والمصالحة، التي لم ترق حتى لمستوى الحد الأدنى المشترك للحركة الحقوقية والديمقراطية المغربية، المتضمن في توصيات المناظرة الوطنية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المنعقدة في 09 – 10 – 11 نونبر 2001. ورغم ذلك فقد أكد كل من المنتدى والجمعية، من جهة على الطابع الإيجابي لنتائج أشغال الهيئة التي تم التوصل إليها بفضل مجهودات ونضالات مجمل القوى الديمقراطية، ومن جهة أخرى على المطالبة بإعمالها وتطبيقها دون تماطل.

? وبعد مرور سنة كاملة على إنجاز تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة، وحل الهيئة، وتكليف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والسلطة التنفيذية بتطبيق قرارات وتوصيات الهيئة، يسجل المنتدى والجمعية بقلق كبير غياب تطبيق النتائج التي تم التوصل إليها، سواء على مستوى الكشف عن مصير سائر المختطفين، أو تحديد هوية الرفات وتسليمها للأسر الراغبة في ذلك، أو استكمال الحقيقة بالنسبة لمجمل الانتهاكات، أو جبر الضرر الفردي (المادي، الصحي، الاجتماعي، المعنوي) والجماعي، أو الحفاظ على الذاكرة أو اعتذار الدولة للضحايا والمجتمع، أو إطلاق سراح ما تبقى من معتقلين سياسيين، أو أجرأة التوصيات المتعلقة بالإصلاحات الدستورية والقانونية والمؤسساتية لتفادي تكرار الانتهاكات الجسيمة مستقبلا، خاصة منها تلك التوصيات التي لا تتطلب مجهودا تقنيا أو مسطريا مثل إلغاء عقوبة الإعدام و الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية.

? اعتبارا لما سبق، إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، يطالبان بالتطبيق الفوري للقرارات والتوصيات الواردة في تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة، ويؤكدان إرادتهما لتفعيل هيئة المتابعة لتوصيات المناظرة الوطنية حول الانتهاكات الجسيمة، ويجددان العزم على مواصلة النضال من أجل إعمال كافة توصيات المناظرة الوطنية، ومن أجل إعمال مبدأ عدم الإفلات من العقاب، ومن أجل إقرار دستور ديمقراطي، كمدخل لبناء أسس دولة الحق والقانون، الشرط الأساسي لتفادي تكرار الانتهاكات الجسيمة مستقبلا.