8/1/2005
عدد خاص عن كارثة تسونامي
كارثة تسونامى تفضح العولمة
لقد بدأت كارثة التسونامى ككارثة طبيعية، غير أن الدمار الذى نتج عن الكارثة لم يكن له أية علاقة بالظروف الطبيعية بل من فعل البشر وذلك إعتماداً على الحقائق التالية:
أولاً كانت لدى المكتب المترولوجى فى تايلاند معلومات بوقوع الكارثة قبل أن تحدث بساعة كاملة غير أنه قرر عدم إطلاق أية تحذيرات حتى لا تتأثر السياحة فى البلاد سلبياً وفى حين أنه كان من الممكن الحفاظ على آلاف الأرواح فضلت حكومة تايلاند الحفاظ على الأرباح التى تدرها السياحة.
وكان يمكن لآثار تسونامى المدمرة أن تكون أقل بكثير إذا كانت هناك أنظمة تحذيرية مناسبة فى الأماكن التى ضربها المد مثل تلك الموجودة فى الباسيفيك. غير أنه منذ عام واحد فقط رفض قادة آسيا مجتمعين مشروعاً إقترحه جيولوجيون و مترولوجيون لبناء نظام تحذيرى فى المنطقة المعرضة للتسونامى بسبب “التكلفة المرتفعة” للمشروع. وكان أحد المترولوجيون فى تايلاند قد حذر منذ سنوات من أن جزيرة فوكت تواجه خطر التسونامى غير أن أحداً لم يلتفت لذلك.
كما أنه كان من الممكن حتى من دون نظام تحذيرى متقدم أن تقوم السلطات فى كل الدول التى ضربها التسونامى بإطلاق إشارات لإخلاء السكان المتواجدين فى مناطق الخطر قبل وقوع الكارثة.
مركز التسونامى فى هاواى كان يعلم بالخطر ولكن إدعى أنه لم يعرف “من يهمه الأمر” . هذا بينما علمت حكومتى الهند وسريلانكا بالكارثة قبل حدوثها بثلاث ساعات.
إن الأثار التى يخلفها مثل هذا النوع من الكوارث تكشف بوضوح عن سياسات التنمية فى عالمنا. فالسبب الذى جعل تايلاند تتأثر بشكل أقل من سريلانكا وآش هو أن إقتصاد تايلاند أكثر تقدماً منه فى تلك المناطق.
حيث كان يمكن للناس مواجهة الكارثة بشكل أفضل لو أنهم يعيشون فى منازل أفضل ولو أنهم غير مضطرين للعيش فى قوارب صغيرة على شاطئ البحر.
غير أن عولمة السوق التى تحكم عالمنا فى واقع الأمر لا تحقق التنمية بشكل متكافئ لكل أطراف الإقتصاد العالمى، وعدم المساواة تلك يدفع ثمنها الفقراء بشكل مضاعف. فمعظم ضحايا الكارثة كانوا مضطرين للعيش على هامش الإقتصاد العالمى. فالإقتصاد العالمى وفر العديد من الوسائل التى يمكن من خلالها تقليل الخطر الناجم عن الكوارث الطبيعية غير أن تلك الوسائل لم توضع لإفادة الغالبية من البشر.
الإمبريالية أيضاً أحد العوامل التى لعبت دوراً كبيراً فى مضاعفة آثار التسونامى. فدول مثل إندونيسيا وسريلانكا وتايلاند “امبرياليات صغيرة” حكوماتها المركزية يجب أن تثبت للقوى الدولية أنه بإمكانها السيطرة على كل المناطق التى تقع ضمن حدودها. فالدول الكبرى لا يمكنها أن تتعامل مع دول لا تستطيع السيطرة على حدودها.
واستثمارات الشركات الكبرى لا تتوجه سوى للدول التى يقع الإستقرار الإقتصادى والسياسى فى قمة أولوياتها وليس الإحتياجات الأساسية لسكانها.
من أجل ذلك لا يمكن لإندونيسيا منح الإستقلال لإقليم آش ولا يمكن لسريلانكا منح الإستقلال للتاميل ولا يمكن لتيلاند منح الحكم الذاتى لأقاليمها الثلاثة المسلمة. فالعسكرة والقمع وسياسات الإفقار فى تلك المناطق هى العوامل التى تنظر لها الدول الكبرى على أنها أدوات النمو والتنمية.
العامل الرابع فى كارثية آثار التسونامى هو مستوى مقاومة الناس لفظائع عولمة الشركات. فمعظم الدول التى ضربها تسونامى ليست من الدول الفقيرة. فالهند قوة نووية وتايلاند دولة سريعة النمو ورئيس وزراء تايلاند وحلفائه السياسيين مليونيرات. إن القضية هى قضية توزيع الثروة والسلطة فى تلك المجتمعات.
فليست هناك دولة واحدة فى المنطقة يمكن أن نطلق عليها دولة الرفاة أو دولة تتمتع بنظام خدمات طوارئ منظم، إنها دول بالكاد تمتلك عربات إسعاف.
فحكومة تايلاند تنفق الملايين على الجيش، غير أن هذا الجيش الضخم لا يحمى سوى مصالح الحكام وليس السكان، كأن يقوم بإطلاق النيران على المظاهرات التى تدعو للديموقراطية كما حدث من قبل. و الجيش التايلاندى لم يتحرك بأقصى طاقته أثناء الكارثة لأن ثلاثة من أساطيل الجيش البحرية كانت تحرس القصر الصيفى للملك فى هوا هين بدلاً من إعلان الطوارئ والإتجاه نحو الشاطئ الغربى لمساعدة ضحايا الكارثة. والأعداد الضخمة للقوات التايلاندية المسلحة التى تقبع بعيداً فى الأقاليم الجنوبية لمحاربة الإرهاب ظلت هناك دون حراك.
إندونيسيا أيضاً تمتلك واحد من أكبر الجيوش فى العالم غير أنه لم يتحرك بشكل يناسب حجمه وامكاناته لمواجهة آثار الكارثة فى سومطرة.
كما أدت العنصرية فى تايلاند إلى أن المئات من الصيادين البورميين الذين يعملون فى تايلاند على القوارب والذين لقوا حتفهم جراء التسونامى لم ولن يتم التعرف عليهم أو تحديد هوياتهم بينما أسرهم فى بورما لن تتلقى أبداً أى أخبار عنهم.
هناك شكوك كبيرة فى المساعدات التى يقدمها الجيش الأمريكى فى الإقليم، غير أنه بدلاً من الدعوة لرفض المساعدات يجب أن ندعو أمريكا والدول الغنية لأن تبذل المزيد والمزيد إلى الحد الأقصى لمواجهة آثار الكارثة. وهو الموقف نفسه الذى يجب أن يتخذ إزاء الشركات الكبرى التى تحاول تحقيق الأرباح من خلال إظهار كرمها وتعاطفها مع ضحايا الكارثة .
فالتليفزيون التايلاندى مثلاً فى أثناء عرضه لأخبار الكارثة يعرض إعلانات لمنتجات تلك الشركات فى إحدى جوانب الشاشة.
وهو الأمر الذى دعى بعض شركات الطيران للإعلان عن تقديمها لرحلات مجانية للأطباء الذين سيتوجهون إلى المناطق المنكوبة. إن تلك الشركات تقوم بحملات ضخمة لإظهار تعاطفها وكرمها، هذا الكرم الذى لا يظهر أبداً حين يتعلق الأمر بدفع الأجور أو بالقضاء على سبل عيش السكان المحليون.
إن الوجهة الحقيقية لإهتمام تلك الشركات هو صعود وهبوط الأسهم فى البورصة وتأثير الكارثة على صناعة السياحة.
علينا أن نطالب الشركات الكبرى بأن تخلق أنظمة تشغيل عادلة على المدى الطويل بدلاً من إظهار كرمها فى الكوارث وعلى صورة مساعدات فقط. على تلك الشركات أن تدفع أجور أعلى وأن تحسن ظروف العمل وتدفع أعلى الضرائب حتى لاتتحول الظواهر الطبيعية إلى كوارث مدمرة مجدداً.
وعلى النقيض من كل تلك الحقائق التى ذكرناها تحمل صورة آثار تسونامى حقائق أخرى مشرقة. إنها الإنسانية الحقيقية الخالية من المصالح. فالملايين من البشر حول العالم قدموا أعظم صورة للتعاطف والأسى لإخوانهم فى الإنسانية من كل الأعراق والجنسيات والأديان.
فالناس من كل الدول تبرعوا بكل ما يمكنهم التبرع به لصالح ضحايا الكارثة. تبرعوا بالدم والطعام والأدوية . وهذا هو المعنى الحقيقى للتضامن الإنسانى. وتلك هى الروح التى نحتاج إليها لبناء العولمة الحقيقية، العولمة الإنسانية وليست عولمة الشركات الكبرى والمصالح الإستثمارية التى حولت الكارثة الطبيعية إلى مأساة.
إن العولمة التى يجب أن نناضل من أجلها هى تلك التى لا تكون فيها سبل الحماية من الكوارث الطبيعية حكر فقط على الدول الغنية وإنما مسخرة لخدمة الإنسانية جمعاء.
الصيادون على شواطئ تايلاند، وهى المناطق الأكثر تضرراً من هجمات المد البحرى تسونامى باتوا مؤمنين أنهم لا يقعون فى دائرة إهتمام حكومتهم بينما يحتل الضحايا الأجانب قمة الأولويات.
ضحايا منطقة تاكوبا الناجين من الموت، يواجهون ظروفاً سيئة منذ بداية المأساة، فعلى الرغم من أصابة العديد منهم بإصابات خطيرة ووجود العديد من الأطفال. يجلس الجميع فى خيام بجوار مستشفى تاكوبا لا يحصلون سوى على بعض الإمدادات من الطعام والملابس والمياة فى غياب الرعاية الصحية للمصابين.
يقول أحد الضحايا: كل أشكال الرعاية الصحية توجه للأجانب بينما أنا لا أستطيع إستخدام قدمى اللتان إصيبتا فى أحداث المد. إننى انتظر الحكومة لكى تساعدنى، لم يزورنا مسئول واحد حتى الآن”.
وتتزايد الشكاوى بين سكان تايلاند يوماً بعد يوم من أن الحكومة تتعاطف فقط مع الأجانب. فعلى الرغم من أن الكارثة ضربت الأغنياء والفقراء على حد سواء إلا أن الطريقة التى تتعامل بها الحكومة مع آثار تسونامى تظهر الفرق الشاسع بين الأغنياء من السياح الأجانب والفقراء من السكان المحليون.
وتتزايد التساؤلات حول عمليات البحث عن أحياء أو جثث الضحايا. حيث هناك المئات من رجال الشرطة والمتطوعين الذين يتوجهون نحو منتجع كاو لاك الذى لقى فيه العديد من الأجانب حتفهم؛ وبينما يعمل هؤلاء لأيام فى هذه المنطقة الصغيرة فإن منطقة أخرى تبعد 30 كيلومتراً فقط شمال المنتجع ويقطنها الصيادون الفقراء “بنام كخيم” مهملة تماماً. أكثر من 5.000 شخص كانوا يقطنون هذه القرية ويعتقد أن غالبيتهم قد دفنوا فى الأوحال التى غطت البيوت هناك.
منطقة تاوى بابى، وهى أكبر منطقة صيد بالقرب من المنتجع تعانى أيضاً من دمار كبير غير أن أياً من المسئولين أو قوات الإغاثة لم تطأها.
وعلى المستوى الفردى شهدت هذه الكارثة تكاتفاً كبيراً من الشعب التايلندى الذى قام بتبرعات ضخمة بالمال والمؤن والوقت ومن بينهم نجوم غناء ومشاهير بما فيهم زوجة رئيس الوزراء التايلاندى خويانج بوتجامان شيناواترا.
غير أن مستوى الرعاية الصحية العالى الذى يتلقاه الضحايا الأجانب وكذلك التركيز على احتياجاتهم ومتطلباتهم بما لا يقارن بالمعاملة التى يتلقاها التالانديون جعلت الناس يقولون أن حكومة تايلاند لا يهمها سوى الدخل الذى تتحصل عليه من السياحة وكذلك صورتها أمام الدول الأخرى. ويقول أحد السكان ” لا ضير إطلاقاً من مساعدة الأجانب، لكن لماذا لا يتم ذلك بالنسبة لنا نحن أيضاً بشكل متساوى” وفى الهند يحكى السكان الذين دمر المد منازلهم قصص مأسوية حول كيف قضوا أياماً فى الغابات بدون ماء أو طعام سوى مياة الأمطار وثمار الموز وجوز الهند والأسماك الميتة، بينما تطاردهم التماسيح من دون أى أمل فى النجاة.
ففى منطقة بورت بلير رفضت السلطات حتى وقت قريب تدخل وكالات الغوث الدولية فى المنطقة التى تأثرت بشدة جراء كارثة تسونامى. كما منعت الصحفيين من دخول المنطقة. العديد من السكان الذين نجوا من الموت لم يكن أمامهم سوى الهروب إلى الغابات حيث لا طعام أو مياه صالحة للشرب. كان الناجون ينامون فى العراء ويتناولون الأسماك الميتة والموز بينما يواجههم خطر هجوم التماسيح بين لحظة وأخرى. ويقول عمال الإغاثة الذين سمح لهم أخيراً بإنقاذ هؤلاء أن الناس كانوا فى حالة من الإعياء والجوع الشديد.
الحكومة الهندية صرحت بأن عمليات الإغاثة التى قامت بها على مدى 700 كيلومتر من بمحاذاة الشواطئ تواجه صعوبات بالغة غير أنها وحتى وقت قريب كانت ترفض المساعدات الأجنبية. وإدعت السلطات الهندية أن عدد الضحايا فى المنطقة لم يتجاوز الثلاثة آلاف قتيل بينما صرحت العديد من وكالات الغوث أن عدد الضحايا يتجاوز الخمسة عشر ألف قتيل تركوا دون أى رعاية فى ظل إنكار الحكومة لوجودهم.
لقد تغير شكل الجزيرة الهندية بسبب الكارثة التى ضربت بشدة مناطق الجنوب وجزر اندامان ونيكوبار. و تعرضت العديد من الجزر الأخرى للإختفاء تماماً. وهناك جزر مثل جنوب نيكوبار وترينكات تحولت إلى عدة جزر بسبب المياة التى غطت أجزاء كبيرة منها.
نقلاً عن صحيفة الأوبزرفر
حجم القتلى جراء كارثة تسونامى كان من الممكن أن يكون أقل بكثير إذا كانت المنازل التى يقطنها السكان الفقراء مبنية على أساس جيد وليست ،غير أن الصيادون الفقراء لا يملكون سوى إقامة مأوى بأقل التكاليف الممكنة.
فى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد فى إحدى المناطق التى تتعرض لأمواج تسونامى يوزع كتيب إرشادى للبناء يفيد بأن المنازل التى تبنى فى تلك المنطقة يجب أن تكون على إرتفاع أعلى من المدى الذى يمكن أن تصل إليه الأمواج البحرية العاتية. فمعظم الدمار الذى حل فى آسيا كان نتيجة لأن المنازل كانت منخفضة وفى مستوى حائط المياه العملاق الذى ضرب المنطقة.
فى هاواى وبعد أن ضربها تسونامى عام 1940 وعام 1960 أعيد بناء المبانى أبعد من المسافة المتوقع أن تصلها المياة . فموجات التساونامى نادراً ما تتعدى المائة قدم ، ولو كان سكان آسيا مقيمين على بعد نصف ميل فقط من البحر لكانت أرواح كثيرة نجت من الكارثة. المناطق التى تعد حمايتها أكثر صعوبة هى المنتجعات السياحية الكثيفة السكان والجزر التى تنعدم فيها سبل التراجع أو الهروب. غير أنه حتى تلك المناطق يمكن لسكانها إعتلاء أسطح الفنادق والمبانى العالى إذا ما تم تحذيرهم قبل وقوع الكارثة بوقت كاف.
عام 1929 ضرب تسونامى المحيط الأطلنطى بعد زلزال ضخم مخلفاً ورائه 27 قتيل فقط فى نيوفاوندلاند بكندا!
على الرغم من الدمار الرهيب الذى حل بكل المناطق التى تعرضت للتسونامى فى دول آسيا إلا أن القاعدة العسكرية الأمريكية الواقعة فى جزيرة دييجو جارثيا فى المحيط الهندى لم تتعرض لأى أذى. وتقع القاعدة العسكرية على مسافة 2000 ميل من مركز الزلزال.
والجزيرة هى مقاطعة إنجليزية مستقلة أجرتها الولايات المتحدة لتكون قاعدة عسكرية منذ ثلاثين عاماً بعد أن قامت بإخلاء وترحيل حوالى 2000 من سكان الجزيرة. وعلى الرغم من أن المحاكم أعلنت أن هذا الإخلاء غير قانونى إلا أن سكان الجزيرة الذين تم ترحيلهم لا يزالون حتى الآن يصارعون من أجل الحق فى العودة إلى جزيرتهم.
المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة
يرى المراقبون أن زيارة كوفى أنان الامين العام للامم المتحدة الى اقليم اتشيه الاندونيسى ـ الذى يعد من أكثر المناطق تضررا بالطوفان ـ اضافة الى تحركاته فى المنطقة بمثابة خطوات يحاول من خلالها أنان ان يؤكد حضور الأمم المتحدة كمنظمة يفترض ان تشرف على المساعدات وتنظم توزيعها.
وترى الامم المتحدة ان تدخل اطراف متعددة فى اعمال الاغاثة واشرافها عليها مباشرة خلق جوا من الفوضى التى اعاقت استخدام المساعدات بشكل سليم ..
وتنتقد المنظمة الدولية بالتحديد الولايات المتحدة الامريكية التى يرى مراقبون انها تصرفت فى الفترة السابقة كمنافس للمنظمة الدولية التى تحاول تنظيم المساعدات وتوزيعها.
وقال منسق الامم المتحدة فى اتشيه مايكل ايلموكويس ان انعدام التنسيق بين الامم المتحدة والجيش الامريكى أدى الى استخدام غير فعال للمساعدات التى وزعها الامريكيون , موضحا أن الامم المتحدة كانت تتمنى لو تم التنسيق مع الامريكيين فى هذا الشأن.
ويتوقع ان يؤدى القرار الامريكى الذى اتخذ خلال قمة الدول المانحة بجاكرتا بدعم الامم المتحدة الى انهاء حالة الفوضى التى شهدتها عملية توزيع المساعدات. ويتساءل المراقبون الان عما اذا كانت المساعدات الدولية ستستمر فى الوصول الى هذه المناطق المنكوبة بعد ان تخف التغطية الاعلامية لما يجرى فيها.
وقد أعلن كوفى أنان الامين العام للامم المتحدة التزام الامم المتحدة بمساعدة اندونيسيا فى التعامل مع اثار موجات المد والجزر البحرية المدمرة التى اجتاحت شواطىء اقليمى اتشيه وسوماطرة الشمالية فى اعقاب الزلزال القوى الذى ضرب جزيرة سوماطرة فى السادس والعشرين من ديسمبر الماضى واسفر عن مصرع عشرات الالاف من الاشخاص واحداث دمار واسع النطاق بالاقليمين الاندونيسيين .
وقال أنان عقب وصوله الى مدينة مولابوه الواقعة على الساحل الغربى لاقليم اتشيه ان الامم المتحدة لديها التزام ثابت لمساعدة اندونيسيا وهى ترغب فى الوفاء بهذا الالتزام . وقال لقد شاهدت خلال تفقدى بالطائرة الشواطىء التى لحق بها الدمار لعدة اميال ورأيت الخسائر المادية الجسيمة وما صاحبها من ازهاق للكثير من الارواح مشيرا الى انه شعر بالصدمة ازاء حجم الدمار الذى لحق بمدينة مولابوه بضاحية اتشيه الغربية واصفا ما شاهده بانه الدمار الاوسع نطاقا الذى لم يشاهد مثيلا له طوال حياته .
والتقى انان مع الكولونيل جيرهان لانتارا رئيس قيادة منطقة تينكو عمر المحلية بضاحية مولابوه واستمع لشرح عن الاوضاع فى مدينة مولابوه بعد الكارثة .
كما التقى أنان خلال زيارته لمدينة مولابوه بعدد من المشردين من جراء الكارثة الطبيعية باحد مراكز الايواء واستفسر منهم عن ظروفهم الصحية خاصة الاطفال منهم .
المبالغ القليلة التى أعلنت حكومات أوروبا منحها لضحايا تسونامى لم تكن سوى وهم. رادولف موللر مسئول بالأمم المتحدة يقول ” هناك بالفعل كيل بمكيالين. نسبة كبيرة من الأموال التى أعلنت عنها حكومات أوروبا سيبتلعها الجيش أو سيتم إقتطاعها من المنح”
فصندوق النقد الدولى مثلاً أعلن عن 500 مليون يورو لضحايا الزلزال الذى ضرب إيران فى ديسمبر 2003 غير أنه بعد عام واحد من هذه الكارثة رصد 9 ملايين يورو فقط لضحايا التسونامى. وعندما تم رصد 230 مليون جنيه استرلينى لضحايا فيضانات موزمبيق لم تتسلم موزمبيق سوى نصف هذا المبلغ فقط. وهو ما تكرر فى نيكاراجوا وهندوراس وبنجلاديش وجاكرتا والهند وكل المناطق التى ضربتها كوارث خطيرة فى السنوات القليلة الماضية.
المنظمات الخيرية الكبرى فى العالم تحذر من أن الأموال الجديدة التى تم الإعلان عنها لصالح الدول التى تعرضت للتسونامى يمكن أن تستقطع من ميزانيات دول أخرى كالسودان والكنغو التى تعانى أيضاً من مآسى إنسانية.
إن كل المساعدات التى يتم منحها لصالح إعادة الإعمار ليست سوى وهم كبير. فالدول الغنية وخصوصاً الولايات المتحدة تاريخياً تحول تلك المساعدات لعقود لصالح شركاتها أو تضعها كوسيلة لتطبيق سياسات تحرير السوق. ومعظم المساعدات الأجنبية التى تمنحها الولايات المتحدة ليست سوى مساعدات عسكرية “للدول المفضلة “. فالولايات المتحدة تمنح مساعدات عسكرية لإندونيسيا منذ عقود حتى تتمكن من إضطهاد سكان تيمور الشرقية وسكان إقليم آش الذى تعرض للدمار الأكبر على يد تسونامى.
وهى الطريقة نفسها التى تتبعها أمريكا مع كل الدول التى تسعى من خلالها لتحقيق مصالح معينة.
تقول منظمات الإغاثة إن اي تأخير في إمداد ضحايا الموجة العملاقة التي غمرت شواطئ المحيط الهندي قد يتسبب في آلاف آخرين من الضحايا.
وفي حين تتدفق الامدادات وفرق الاغاثة على البلدان المنكوبة الا ان وصولها الى المناطق النائية والأكثر اضرارا لا زال يواجه صعوبات.
وقد وردت تقارير عن أناس يتعاركون من أجل الحصول على الامدادات ، كما سبب الخوف من زلازل جديدة وأمواج عملاقة جديدة الهلع بين السكان.
ويبقى الملايين يواجهون خطر المجاعة والأمراض بعد مرور خمسة أيام على بداية الفاجعة. وتقول الأمم المتحدة إن 5 ملايين شخص يفتقرون الى ضرورات الحياة بعد المأساة التي تقدر خسائرها بحوالي 80000 ضحية. كما يؤكد المراسلون الصحفيون أن ما يلزم من أغذية ودواء قلما يصل الى المنكوبين في إندونيسيا وسريلانكا. ويذكر أن الولايات المتحدة وأستراليا واليابان قد شكلت حلفا لتقديم العون.
وقد وعدت الحكومات الأجنبية بتقديم ما قيمته 220 مليون دولار من الدعم، بما فيها 35 مليونا من الولايات المتحدة. لكن منسق الإغاثة بالأمم المتحدة جين إيجلند يقول إن العمليات قد تتطلب “يومين أو ثلاثة” كي تكتسب سرعة وفعالية، لكن قد يفوت الأوان بالنسبة لعشرات الآلاف الذين يحتاجون المساعدة اليوم – أو أمس. ومازال عدد من الناس مفقودين منذ الزلزال البحري الذي بلغت شدته 9 درجات على سلم ريختر والذي تسبب في موجة عملاقة أوقعت خسائر مهولة. ويخشى من تفشي الأوبئة لكون مخازين المياه تلوثت بجثث الضحايا.
ويقول مراسل البي بي سي في باندا أتشيه عاصمة اقليم أتشيه الإندونيسي القريب من مركز الزلزال إن لظروف تدعو لليأس. ويقول إن “المساعدات تصل ببطء مؤلم وهي بالكاد تبلغ عاصمة إحدى الجهات التي لا ماء لديها والتي تملأ الجثث شوارعها”.
كما أن المنطقة ليس لها إلا مطار واحد والطرق المؤدية إلى عدة مناطق أخرى دمرتها الموجة الهائلة. وقد أرسلت البحرية الإندونيسية سفنا لإغاثة سكان جنوب سومطرة، لكن الصورة لم تتضح بعد في المنطقة. ويتوقع رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد الذي تركز بلاده على إغاثة إندونيسيا تأخيرا في المساعدات نظرا للفوضى التي تفاديها على الميدان.
تقول الأمم المتحدة إنها مصممة على القيام بما أسمته أكبر عملية لحشد الدعم في تاريخها. وأكد رئيس خلية الأزمة بمنظمة الصحة العالمية ديفد نابارو إن ما يناهز 5 ملايين شخص ليس بحوزتهم ماء ولا غذاء ولا دواء. وتقول مراسلة البي بي سي في غال بسريلانكا إن الغوث الدولي بدأ يصل إلى المناطق الأكثر تضررا على الضفتين الجنوبية والشرقية لللبلاد. وتضيف أن الأولية هي تفادي انتشار الأمراض عبر المياه في الحرارة والرطوبة.
بحث وزراء الخارجية والتنمية والصحة بالإتحاد الأوروبى اليوم الجمعة سبل دعم المساعدات للمناطق المنكوبة فى دول جنوب شرق آسيا التى اجتاحتها ظاهرة المد البحرى تسونامى فى 26 ديسمبرالماضى. ويهدف هذا الإجتماع الإستثنائى الى وضع قائمة بكافة المبادرات المشتركة أو المنفردة للدول الأعضاء والخاصة بمساعدة المناطق الآسيوية المضارة ومن بينها خفض المديونية للدول الآسيوية المضارة .. والتوأمة بين المدن المضارة والمدن الأوروبية..وتنسيق الدعم المالى الخاص بالمساعدات الإنسانية فى المرحلة الأولى .. وإعادة البناء والتأهيل فى المرحلة الثانية .. وتشكيل آلية للتدخل السريع فى الأزمات.
واستمع الوزراء المشاركون الى تقرير مشترك من جون لويس شيلتز وزير تنمية لوكسمبورج ولوي ميشيل المفوض الأوروبى للتنمية – اللذين قاما الأسبوع الحالى بجولة فى منطقة جنوب شرق آسيا – حول تقييم الأوضاع الإنسانية والإحتياجات فى المناطق المنكوبة.
ويتضمن التقرير أيضا تقييما لنتائج القمة الإستثنائية لرابطة دول جنوب شرق آسيا “الآسيان”التى عقدت أمس فى العاصمة الأندونيسية “جاكرتا” والتى حضرها جون كلود يونكار رئيس حكومة لوكسمبورج الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى وجوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية. وركز وزراء الخارجية والتنمية والصحة بالإتحاد الأوروبى فى مناقشاتهم اليوم على دعوة الأمين العام للامم المتحدة كوفى أنان فى جاكرتا أمس بتوفير سيولة مالية تصل الى 977 مليون دولار أمريكى فى أسرع وقت ممكن للاستجابة الى الإحتياجات العاجلة للمناطق الآسيوية المضارة. ويأتى هذا الإجتماع فى الوقت الذى وصل فيه حجم التعهدات المالية التى إلتزمت
بها دول الإتحاد الأوروبى حتى الآن الى مليار و513545 مليون يورو علاوة على تخصيص بنك الإستثمار الأوروبى لمليار يورو لبرنامج قروض ميسرة للدول الأسيوية المضارة. وشارك فى الإجتماع العديد من المسئولين الدوليين ومن بينهم المديرالتنفيذى لليونيسيف كارول بيلامى وممثل منظمة الصحة العالمية فى منطقة جنوب شرق آسيا الدكتور ديفيد نابارو الى جانب ممثلين لمكتب تنسيق المساعدات الإنسانية وذلك لتقييم حجم المساعدات الدولية للمنطق المنكوبة وسبل التحرك الدولى للمساهمة فى معالجة تداعيات هذه الأزمة على الجانبين الإنسانى وإعادة التعمير. ويعد هذا الإجتماع الإستثنائى فرصة للتحضير لإجتماع الأطراف المانحة الذى سيعقد فى جنيف فى 11 يناير الحالى تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل تنسيق المساعدات الدولية للمناطق المنكوبة.
فى الوقت الذى بدأت تتسابق فيه دول العالم على تقديم المساعدات المالية والعينية الى دول جنوب شرق آسيا التى تضررت من كارثة موجات المد البحرى المدمرة “تسونامى” ظهرت فى الأفق مخاوف أوروبية من أن تكون هذه الكارثة هى بداية لتقلص نفوذ الدول الأوروبية أعضاء الإتحاد الأوروبى أمام النفوذ الأمريكى. وذكر تليفزيون “بى بى سى” الاخبارى البريطانى ـفى تقرير له ـ أن البعض بدأ ينظر الى الدول الكبرى على أنها دخلت فى حلبة السباق من أجل التنافس حول من منها سيقدم الجانب الأكبر من المساعدات للدول المتضررة من الكارثة الطبيعية التى حلت بدول جنوب شرق آسيا فى السادس والعشرين من شهر ديسمبر الماضى والتى خلفت وراءها خرابا ودمارا لإثنى عشرة دولة من دول المنطقة.
وبدأت المخاوف تنتاب الدول الأوروبية وفرنسا ـ بصفة خاصة ـ من أن تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على الأوضاع فى اقليم جنوب شرق آسيا ويصبح لها دور قيادى قوى فى تلك المنطقة الهامة من العالم, ومن ثم ترى باريس أنه يجب على الإتحاد الأوروبى أن يقوم الآن بالتنسيق وبصورة أكبر بين دوله حتى لا يسحب البساط من تحت أقدام الدول الاوروبية فى ذلك الإقليم.
وقال تليفزيون “بى بى سى” أن القوات العسكرية الأمريكية المدعومة بالمروحيات والسفن التى تعد جزءا من الأسطول الأمريكى المتواجد فى منطقة جنوب شرق آسيا قد مكنت الولايات المتحدة من الإستجابة السريعة والفورية لإنقاذ الأرواح وإخلاء المصابين وتقديم الإمدادات والمساعدات المختلفة للدول التى أضيرت من الطوفان
المدمر، فيما بدأت دول الإتحاد الأوروبى فى إرسال المساعدات الى المنطقة بصورة فردية وليس تحت مظلة الإتحاد الأوروبى كتكتل سياسى.
وأشار الى أن الإتحاد الأوروبى يحرص حاليا على تقديم خطط جديدة تتضمن إستجابة الإتحاد كتكتل ـ وليس كدول منفردة ـ فى مثل هذه الظروف, كما يسعى لتشكيل قوة للتدخل السريع تمكنه من التدخل بصورة فورية فى الأزمات الدولية التى قد تحدث فى المستقبل على غرار كارثة “سونامى.”
يذكر أنه من المنتظر أن يعقد وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبى اجتماعا اليوم “الجمعة” فى العاصمة البلجيكية “بروكسل” لبحث خطط الإغاثة الخاصة بضحايا كارثة “سونامى”, وكيفية العمل بشكل أكثر تنسيقا خلال الأزمات المستقبلية, كما سيؤكد الإتحاد استعداده لتقديم قرابة مليارى دولار لضحايا تلك الكارثة.
الهند تعلن قبولها لمساعدات مالية اجنبية
فى تراجع عن موقفها السابق الرافض لأية مساعدات مالية اجنبية اعلنت الهند اليوم “الجمعة ” انه ليس لديها مانع من قبول مساعدات مالية من الخارج لبرامج اعادة تأهيل مناطقها التى تضررت من جراء موجات المد العاتية المعروفة بسونامى التى ضربت سواحلها الجنوبية والشرقية وعددا من جزرها فى السادس والعشرين من شهر ديسمبر الماضى .
وقال وزير المالية الهندى بالاتيبان تشيدامباران أمام المؤتمر الثالث للهنود فى الخارج المنعقد فى مومباى بأن بلاده رفضت المساعدات الاجنبية لعمليات الاغاثة فى المناطق المتضررة غير انها على المدى الطويل سوف تكون منفتحة على قبول مساعدات مالية خارجية لبرامج اعادة تأهيل تلك المناطق التى ستتضمن تشييد المبانى المنهارة واعادة بناء البنية الاساسية وتنظيف المناطق الساحلية مشيرا إلى بلاده كان بوسعها مواجهة تحدى عمليات الاغاثة العاجلة بدون أية مساعدات خارجية بل انها ارسلت مساعدات اغاثة للدول الاخرى التى تأثرت بتلك الكارثة مثل سريلانكا وجزر المالديف.
وكانت الهند قد اعلنت أمس أن خسائرها المادية من جراء موجات المد التى اودت بحياة حوالى 16 الفا من مواطنيها قد تجاوزت 53 مليار روبية ” 2ر1 مليار دولار ” وذلك غير خسائرها فى ارخبيل جزر ادامان ونيكوبار النائية فى المحيط الهندى التى لم يجر حصرها بعد وإن كانت التقديرات تشير إلى أنها ستتجاوز النصف مليار دولار .
صيد الأسماك من أكثر القطاعات تضررا فى سريلانكا جراء كارثة تسونامى
لم يقتصر المد البحرى الذى ضرب دول جنوب شرق آسيا تسونامى على قتل الآلاف من الأشخاص بل خلف وراءه أضرارا فى عدة قطاعات إقتصادية على رأسها قطاع صيد الأسماك الذى يعتمد عليه سكان سريلانكا الفقراء
. وتعد سريلانكا أكثر الإقتصادات تأثرا بالكارثة فهى تعتمد من جهة على السياحة التى تدر عليها ملايين الدولارات ومن جهة اخرى على قطاع الصيد البحرى الذى يشغل عددا كبيرا من الناس إلا أن موجات تسونامى دمرت أكثر من تسعين بالمائة من قوارب الصيد.
وذكر تقرير إخبارى ـ اذاعته قناة العربية الإخبارية ان فى سريلانكا التى تعد من المناطق الاكثر تضررا من المد البحرى بدأت الحياة تعود الى أسواق السمك ولكن ببطء شديد , مشيرا إلى أن الأسواق التى إعتادت ان تكون مكتظة بالأسماك والناس أصبحت خالية بسبب نقص المعروض من الاسماك.
إلا أن ما يقلق السلطات السريلانكية حاليا هو رفض عدد من السكان شراء الأسماك لإعتقادهم بأنها ملوثة بجثث الضحايا مما قد يزيد من أزمة الصيادين الذين يراهنون على الأسواق التقليدية لكسب قوتهم اليومى. ونقل التقرير عن نادسيناج بامرواناج ـ وزير الصيد البحرى السريلانكى ـ قوله ان الناس لم تعد ترغب فى تناول السمك خوفا من أن تكون قد إقتاتت على الجثث , مشيرا إلى أن الصيادين يجذبون إلى الأسواق السمك الصغير خاصة سمك التونة الذى يعد صحيا مائة بالمائة وخال من أى شوائب. واعتبر وزير الصيد البحرى السريلانكى ان توقف السكان عن أكل السمك بمثابة كارثة أكبر من تسونامى.
تم نسيان الصومال في خضم جهود الاغاثة التي حركت العالم لمساعدة ضحايا المد البحري المعروف بتسونامي. وقال منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية الاغاثة إن موظفي الأمم المتحدة وصلوا لتوهم إلى القرى المنكوبة. ووجد مسؤولو الاغاثة حالة الدمار التي حدثت في جزيرة هافون الصومالية والتي انتهى فيها مجمتع من الصصيادين كان يبلغ تعداده أكثر من 2,500 نسمة.
وقال رئيس الوزراء الصومالي إن الفيضان قتل 120 شخصا بينما ما يزال 35 شخصا مفقودا وتسبب في تشريد 50,000 شخص.
وتحتاج العائلات المشردة في جزيرة هافون إلى المساعدات بشكل عاجل وذلك لعدم وجود أي مصادر للطعام أو المياه النقية أو حتى الدواء على الجزيرة كما أن معظم أو كل بيتوهم اكتسحها المد البحري. وقال برنامج الغذاء العالم التابع للأمم المتحدة إن هناك تقارير عن ظهور حالات من الاسهال والأمراض الأخرى.
كما أن تدمير الطرق الذي سببه البحر أدى إلى تعطيل شاحانات الاغاثة التي كانت محملة بأكثر من 30 طنا من المساعدات الغذائية على بعد 60 كيلومترا من هافون يوم الأربعاء. وقال حاكم الجزيرة إن اثنتى عشر شخصا تأكدت وفاتهم بينما مازال الكثيرين في عداد المفقودين. وتخطط الأمم المتحدة لاجراء عملية مسح جوي للخسائر يوم الخميس والتي أشارت تقارير إلى فقدان آلاف الناس من سكان الشواطئ لمنازلهم.
ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء الصومالي المنتخب حديثا، علي محمد جيدي، إلى الصومال يوم الجمعة ليتفقد بنفسه الدمار على طول الخط الشاطئي.
وقال جيدي – والذي تم انتخابه وحكومته في العاصمة الكينية حيث أن العاصمة مقديشيو مازالت مكانا خطرا للحكومة – لوكالة الانباء الفرنسية إن الدمار منتشر على طول المناطق الجنوبية في الصومال.
وقد لقي مايزيد عن 130 شخصا مصرعهم في البلاد التي تقع على طول الساحل الشرقي عندما جرفت موجات المد التي تبعد أكثر من 7,000 كيلومتر عن مركز الزلزال تاركة أثرها من المباني ومراكب الصيد المهشمة. غرق ما يزيد عن عشرة أشخاص في تنزانيا بينما فقد أكثر من 1,000 شخص منازلهم في مدغشقر.
ولقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في سيشيل التي دمر فيها الجسر الرئيسي الذي يربط بين المطار الرئيسي والعاصمة فيكتوريا بينما ظلت إحدى القرى في موريشيوس غارقة في المياه لمدة تزيد ثلاثة ساعات بعد نهاية المد البحري.
أما جزيرة دييجو جارسيا الصغيرة الواقعة في المحيط الهندي وهي إحدى القواعد الأمريكية فقد نجت من الضرر حيث أنه قد تم تحذيرها من تأثيرات المد من قبل مركز التحذير من ظاهرة تسونامي الواقع في هاواي. يأتي هذا في الوقت الذي تبرعت فيه موزمبيق وهي إحدى أفقر بلاد العالم بمبلغ 100,000 دولار لصالح جهود الاغاثة مستجيبة بذلك للنداء الذي أطلقته الأمم المتحدة للتبرع لمساعدة ضحايا تسونامي. وكانت موزمبيق قد عانت من موجة من الفيضانات المدمرة منذ أربعة أعوام وأدت إلى تشريد ما يزيد عن 70,000 شخص.
غرق مئة صومالي على الاقل من جراء أمواج المد العاتية، الناجمة عن زلزال عنيف وقع تحت الماء قبالة سواحل إندونيسيا، ويقوم فريق تابع للامم المتحدة بزيارة للساحل الشمالي الغربي من الصومال حاليا لتقييم الاضرار، وناشد وزير صومالي في كينيا المجتمع الدولي تقديم مساعدات عاجلة للالاف من الصوماليين الذين فقدوا منازلهم وقراهم.
ووصلت الامواج العاتية الى مسافة تقدر بـ7 الاف كلم من مركز الزلزال، فالحقت اضرارا كبيرة في سواحل شرق افريقيا.
وضربت الامواج كينيا وتانزانيا وموريشيوس ومدغشقر وجزر سيشل. ولم يعد 100 صياد صومالي من البحر، وقال متحدث حكومي إن المناطق السكنية على طول الساحل الصومالي قد غرقت في مياه المد الزلزالية. وقال المتحدث يوسف إسماعيل: “اجتاحت الموجات المدن الساحلية ووقعت أضرار جسيمة بالممتلكات.” وقال وزير التنمية الريفية بولاية بونتلاند في شمال شرق الصومال لبي بي سي نيوز: “انتشلت جثث 48 شخصا”. وقدر صوماليون وصحفيون محليون عدد القتلى بما يزيد عن 50، لكن المتحدث يوسف إسماعيل قال إن عدد القتلى على الأرض فقط في المناطق الوسطى والشمالية الشرقية قد يكون “بالمئات”. وكانت الحكومة، التي تقيم حاليا في كينيا إذ تعد مقديشو مكانا شديد الخطورة عليهم، قد طلبت معونات خارجية.
وفي ميناء ماليندي الكيني، حيث تفيد التقارير بغرق مصطاف يبلغ من العمر 20 عاما، عاد الصيادون إلى المياه لانتشال بقايا قواربهم. وأعيد فتح الشواطئ التي أغلقت يوم الاثنين بينما حذرت الحكومة السائحين بالتزام الحيطة.
كما وقعت أضرار في سيشل، حيث دمر جسر يربط بين مطار فيكتوريا الرئيسي في العاصمة، وغمرت الأمواج قرية في شمال موريشيوس على مدى ثلاث ساعات.
” سوف نثبت للجميع أن الولايات المتحدة قادرة على أن تصل للعالم الإسلامى فى الوقت الذى يحتاجنا إليه”
” إنها لمأساة، لكنها أيضاً فرصة لإظهار أن الإرهاب لم يأخذ فى طريقه كل شئ”
” الناس يرون ما نقوم به. أنها فرصة لتذكرة العالم بالخير الذى نصنعه، وهو “بوش” يمكنه أن يفعل ذلك دون أن يغير سياسته تجاه العراق أو تجاه الإرهاب”
” لقد أنفقنا 35 مليون دولار من أجل إفطار فى العراق”
” أعتقد أن الجميع يعلم أننا أناس كرماء جداً”
” إن إحتياجات علاج آثار الكارثة يمكن الوفاء بها من خلال إجراء عدد من التباديل فى المساعدات المالية بين المستفيدين وليس عن طريق زيادة الإجمالى”
مركز الجنوب لحقوق الإنسان
مؤسسة غير حكومية غير هادفة للربح تسعى نحو تحقيق التنمية المبنية على الإعمال الكامل لحقوق الإنسان في دول الجنوب، وتهتم بالبحث في سبل تحقيق السلام بديلا عن الصراعات لحل الأزمات.