15/7/2008
أوضحت الزيادة الكبيرة في عدد الشكاوى التي تسلمها المركز في عام 2005 من نساء مصريات وأجنبيات يعشن في مصر أن هذه المشكلة يجب أن يوضع لها حد من أجل كل سيدة تشعر بعدم الأمان وبالعجز عن التحرك بحرية أو بأنها هدفاً للتحرش أو الانتهاك بشكل منظم بواسطة مؤسسات الدولة المعنية بحماية المواطنين ونظراً لخطورة هذا الشكل من أشكال العنف وآثاره العنيفة علي مشاركة المرأة الاجتماعية والسياسية، فنحن نشعر أننا لا يمكن أن نقف صامتين ونسمح لهذا العنف بالاستمرار.
تهدف حملتنا إلي القضاء علي مشكلة التحرش الجنسي من خلال
- رفع وعي النساء بمعنى التحرش الجنسي وما هي حقوقهن باعتباره جريمة.
- رفع وعي الرجال بعواقب التحرش الجنسي علي النساء.
- تشجيع المجتمع بشكل واسع بأن يتدخل عند تعرض أي من النساء للتحرش.
- تحسين الآليات التنفيذية والقانونية من أجل حماية المرأة.
الأنشطة الأساسية
أ- بحث
أوضحت نتائج البحث الأولي ( يعتمد بأكمله بالأساس علي العمل التطوعي) أن التحرش الجنسي لا يهدد فقط بعض النساء ولكنه قضية منتشرة في المجتمع المصري بأكمله. فنتائج الفحص تؤكد أن التحرش لا يقتصر علي عمر أو طبقة اجتماعية معينة ولكنه يعيق تقدم المرأة ديمغرافياً. فلم تسلم العاملات وربات البيوت وصاحبات الوظائف المرموقة من تعرضهن للتحرش الجنسي، حيث أن معظم الأشكال الشائعة هي أشكال غير مناسبة مثل اللمس ( بنسبة 40%) يليه التحرش بالألفاظ البذيئة (30 %). وقد أوضحت النتائج أن نسبة 30% من المعتدى عليهن يتعرض للتحرش الجنسي يومياً، ونسبة أخري تصل لــ 12% تتعرض للانتهاك في أغلب الأحيان يومياً. وفقط 12 % من المعتدي عليهن تلجأ للشرطة عند تعرضها للتحرش، وصرحوا بعدم الثقة في النظام القانوني لحمايتهن من المتحرشين بهن.
وقد اكتشفنا من خلال بحثنا أن مبررات القبول الاجتماعي أو علي الأقل الصفح عن التحرش الجنسي بالنساء يبدأ من الرغبة في عقاب المرأة علي التمرد علي دورها التقليدي في المنزل أو إعاقة النساء الحاصلات علي وظائف (اللاتي يعتبرن في أغلب الأحوال المصدر الثاني للدخل في الأسرة )، بحجة ارتفاع نسبة البطالة، وصولاً إلي قصور في إدراك الرجال للأثر المحزن والجارح لأفعالهم تجاه النساء. وحيث أنه لا يوجد حوار عام حول هذه القضية حتى أن مجرد استخدام مصطلح “التحرش الجنسي” يخلق جواً من المجادلة، فإن الأمر لا يتعدى اللوم الاجتماعي للرجال من أجل تحرشهم بالنساء، بالإضافة إلي مطالبة المجتمع للنساء بأن يكن متسامحات حيث أن ما يعانينه من تحرش هو أمر عادي؟
ب- التوعية
إدماج توعية الجمهور بالحملات الإعلامية بحيث يتم تشجيع النساء علي فتح حوار عام حول هذه القضية الهامة وبدء الحديث عنها والمطالبة بحقوقهن وطلب تطبيق قانون لحمايتهن مما سوف يشعر الرجال والأطفال بجدية عواقب التحرش ( يشمل ذلك عمل افتتاح كبير للحدث، بيانات صحفية و برامج إعلامية، أدوات نشر الوعي مثل البدجات و الملصقات و الكتيبات، إعلانات في المحطات الإذاعية والتليفزيون).
وشملت التوعية العديد من الأنشطة من خلال:
– مواد التوعية:
وشملت ولكن أكثر من 10,00 مطبوعة تحمل معلومات حول كيفية التصدي لمشكلة التحرش الجنسي وعمل محضر في القسم، إلى جانب القوانين الخاصة بالتحرش في قانون العقوبات تم توزيعها لجمهور الحملة المستهدف من الفتيات والنساء في مختلف الأعمار
والعديد من المطبوعات شملت معلومات عن الحملة، ومواد أخري وزعت وبها شعارات عن الحملة.
تم توزيع مواد التوعية عن طريق المتطوعين، وللإعلام وفي الجامعات والأندية والمراكز الثقافية، وذلك من خلال الأنشطة والاحتفاليات التي يقيمها المركز، وعدد كبير من الجمعيات الأهلية. وذلك أدى لنشر الفكرة والعديد من الناس أصبح لديهم وعي أكثر بمشكلة التحرش الجنسي.
– إعلانات الراديو:
تم بالتعاون مع إذاعات نجوم ف.م والشباب والرياضة وإذاعة حريتنا على الانترنت عرض إعلانات و بروموهات تنادي بوقف التحرش، كما ذكرت الإعلانات نتائج البحث الأولي للحملة. دعم ذلك عمل الحملة كثيرا، حيث وصلت لقطاع عريض من الجماهير على مستوى القاهرة.
– أيام التوعية ضد التحرش الجنسي:
من اجل نشر رسالة الحملة والخروج بها من دائرة المجتمع المدني فقط وفي محاولة لكسر حاجز الصمت والتواصل مع الجماهير، نظمنا اعتصام أمام نقابة الصحفيين، وبالتعاون مع متطوعين وأعضاء المركز قمنا بعمل مؤتمرات صحفية وأيام للتوعية حيث
قمنا بعمل 3 أيام للتوعية على مستوى محافظة القاهرة حضرها مايقرب من 4000 مشارك، ، ضمت دروس دفاع عن النفس ومناقشات وأنشطة وموسيقى لرفع الوعي بالمشكلة وكيفية التصدي في إطار حفل ترفيهي، ونستعد الآن لعمل يوم توعوي بمحافظة الإسكندرية
كما أطلقت الحملة “حملة المليون توقيع من أجل تشريع يجرم التحرش الجنسي” يوم 6 مارس 2008 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وجمعنا حتى الآن أكثر من 5000 توقيع وحصلنا على تأييد إعلامي ومجتمعي لجهود الحملة.
ج- حشد التأييد:
رؤيتنا هنا هي التواصل مع المسؤلين باستخدام خبراتنا والمعلومات التي لدينا إلى جانب الاعتماد على الإعلام في توصيل رؤيتنا وأهدافنا، وحصلت الحملة منذ بدايتها على تأييد إعلامي كبير جدا وتغطية شملت جرائد على المستوى المحلي والدولي مثل الأهرام والأخبار والجمهورية والمصري اليوم والوطني والوفد وروز اليوسف وغيرهم، إلى جانب العديد من القنوات الفضائية المحلية والخاصة مثل القناة الأولى والثانية والثالثة وكذلك المحور ودريم والحرة والنيل للأخبار والبغدادية والmbc و أوربيت.
ذلك إلى جانب قيام العديد من المحامين والخبراء القانونيون المتطوعين بالمركز بعمل توصيات حول مواد قانون العقوبات المصري المتعلقة بالتحرش الجنسي، والآن بصدد عمل مسودة مشروع قانون لمواجهة التحرش الجنسي، كما نعد حاليا لدائرة مستديرة مع المسئولين من أجل مناقشة دور المجتمع المدني ووزارة الداخلية في القضاء على هذه الظاهرة.
د- التواصل مع المدارس والشباب
ركزنا في الحملة أن نتواصل مع المدارس ونبدأ مع الأطفال، حتى نتمكن من وضع نواة ثقافة معادية للتحرش الجنسي، وقمنا بعمل ذلك عن طريق عقد خمس تدريبات للمدرسين والأخصائيين الاجتماعيين على مستوى محافظة القاهرة، الإسكندرية والمنيا.
ذلك إلى جانب إعداد برنامج للمدارس، يضم فيلم كارتون وكتاب تطبيقي يشمل فكرة الخصوصية والحفاظ على النفس واحترام الآخرين.
إلى جانب الشباب المتطوعين والذي يعمل كل منهم في مجتمعه الصغير على نشر الوعي، فمتطوعي الحملة يجتمعون بصفة دورية لمناقشة التطورات وطرح أفكار جديدة للتطوير من الحملة ونشرها على نطاق أوسع
كما اعتمدت الحملة لأكثر من عام علي العمل مع المتطوعين، ونأمل في إيجاد مصادر من خلال الشركاء والمتطوعين لانتاج حملة إعلانية علي التليفزيون، وفيلم وثائقي قصير، موقع الكتروني فعال يُمكن النساء من طرح تجاربهن، تبادل الخبرات و الوصول إلي المجتمعات المحلية.
الأهداف المستقبلية
بعد مرور ثلاث سنوات على بدء الحملة ومن أجل التواصل مع قطاعات أخرى ونشر الرسالة نريد
- إعلانات في التليفزيون والراديو
- استكمال تدريب المدرسين مع بدء السنة الدراسية الجديدة
- عمل خط ساخن للنساء من أجل تلقي الشكاوى بخصوص التحرش الجنسي، وتقديم الدعم القانوني والنفسي
- استكمال العمل مع المتطوعين وتشجيع الشباب على التطوع
- التشبيك مع الجمعيات والتواصل مع الجمعيات الشريكة
- عرض نتائج دراسة جديدة أجراها المركز ونشر نتائجها على أوسع نطاق