2/4/2005

لم يكن شباب قريه الجوسق وميت جابر وشبرا النخلة وعزبة هارون بمركز بلبيس فى محافظة الشرقية يعلمون وهم يودعون أهلهم في يناير من عام 2003 في بداية رحله البحث عن عمل بدءا من ليبيا وانتهاء بايطاليا أن هذا سيكون الوداع الأخير فمنذ ذلك التاريخ انقطعت أخبارهم عن الأهل والأصحاب ولم يعرف أحد حتى اليوم ما إذا كانوا أحياء أم أن البحر المتوسط ابتلعهم مثل الآخرين وكأن نهم هذا البحر لا يخبو ولا يشبع بل يطلب المزيد خمسه عشر شابا من هذه القرى فقدوا الأمل في الحصول على فرصة عمل

ولم يكن أمامهم غير البحث عن عمل حتى ولو كان في ايطاليا وحتى ولو فقدوا حياتهم فى المحاولة أن المأساة لاتن! تهى عند هذا الحد فمعظم المفقودين ممن يعولون أسرا بأكملها 00 وكلهم بل استثناء استدانوا وباعوا ما يملكون لتوفير 20 ألف جنيها وهى قيمة ما يدفعة الفرد الواحد ثمنا للسفر إلى ايطاليا

تقول والده ياسر اسماعيل السيد كان ابنى يبلغ من العمر 29 عاما ومتزوج وله طفلين زوجى يعمل فلاحا باليومية بعد ان ترك النصف فدان الذى كنا نستأجره الى المالك فنحن لا نمتلك ارضا عندى خمسه ابناء غير ياسر وبعد ان ضاقت الحياه بنا فكر ابنى ان يسافر الى ايطاليا مثل الاخرين بعنا له الجاموسه وكتب زوجى ايصالات امانه على نفسه بباقى المبلغ ومن يوم سفر ياسر لا نعرف عنه شيئا اكثر من عامين ونحن نعيش فى حزن حتى زوجته لا تعرف الى الان مامصيرها 00 واولاده بالله عليكم من يتكفل بهم

اما والد علاء السيد عوض فيقول ابنى علاء يبلغ من العمر 26 عاما متزوج ولديه بنت واحده اما انا فموظف على المعاش ولدى اربعه ابناء غير علاء ولا امتلك ارضا ولا عقارا عندما اراد ابنى السفر بعت مصوغات زوجتى وكتبت على نفسى ايصالات امانه بالباقى وكان املى ان يصل ابنى الى ايطاليا ويجد عملا ويسدد الدين ولكن علاء سافر ولم يعد ومنذ اك! ثر من عامين لانعرف عنه شيئا 00 هل هو حى 00ام ميت 00 نريد اجابه واضحه ولا احد يريد ان يجيب علينا

القصص تكاد تكون متشابهة في كل قرى مصر فنتيجه للسياسات الخاطئة للحكومة والتي أدت في النهاية إلى طابور من البطالة بطول مصر وعرضها كان لابد أن يظهر السماسرة الذين يتاجرون بمعاناة الشباب وفى بلبيس ظهر كل من ناجى احمد مراد وشحته مراد وسمير محمد أبو النيل كأطواق للنجاة فقد أعلنوا عن قدرتهم عن تنظيم رحلات السفر والعمل في ايطاليا نظير 20 ألف جنيها على شرط أن يدفع من يريد عشرة الاف جنيها كمقدم وان يكتب إيصالات امانه على بياض ضمانا لسداد باقي المبلغ

ومن جهتنا فان أولاد الأرض ومركز الجنوب يطالبا وزارة التأمينات بعمل بحث اجتماعي لهؤلاء المفقودين وصرف معاش استثنائي لكل أسرة مفقود كان هو عائلهم الوحيد ضمانا لتلك الأسر من الضياع والتشرد كما تطالب أولاد الأرض ومركز الجنوب وزارة الخارجية بالقيام بدورها وعمل الاتصالات اللازمة مع الجانب الايطالى للكشف عن المصريين المعتقلين في السجون الايطاليه والإفراج عنهم