29/11/2005

اجتاحت البلاد خلال الأيام القليلة الماضية موجة من ارتفاع الحرارة المفاجئ وقد صاحب هذه الموجة خاصة على منطقة القاهرة الكبرى سحابة رمادية داكنة يشاهدها الجميع طوال النهار وتظلل البيوت والبشر وكل شئ ويصاحب هذه السحابة إحساس يحرقان في الحلق والعينين مع سعال وضيق في التنفس0

وكالعادة لم تخرج أية بيانات حكومية لتوضح لنا الموضوع لا من وزارة البيئة ولا وزارة الصحة ولا الأرصاد الجوية وكالعادة حتى نترك الناس في حيص بيص ( على ما يعدى الموضوع ) ؟!!

وكان من الواضح لكل ذي عينين إن السحابة السوداء السنوية قد عادت وبقوة وفى عز الظهر وليس ليلا كما في السابق وقد عادت لترد عمليا على كل الذين زعموا بان السحابة السوداء هذا العام اقل في شدتها من الأعوام السابقة نظرا لوجود جهود وبرامج يقومون بها ؟!!

لقد عادت السحابة السوداء هذه الأيام لتعلن على الملاء إن البرامج والجهود التي تقوم بها وزارة البيئة وغيرها من الجهات المختصة لا تسير في الاتجاه الصحيح ولا تؤدى ما هو مطلوب منها في تخفيض وإيقاف هذه السحابة وإذا كانت الإجراءات التي تتخذ حاليا من جانب وزارة البيئة لمواجهة هذه السحابة هي التي ستؤدى إلى نهايتها بعد خمس سنوات فانه من الواضح إن هذه الإجراءات ستؤدى إلى إن السحابة السوداء لن تنقشع من سماءنا بعد الآن 0

إن السحابة السوداء التي جاءت هذه الأيام لتثبت خطأ الإجراءات المعمولة في مواجهتها جاءت أيضا لتؤكد على إصرار الجهات المسئولة واستمرارها في تجاهل حق الناس فيما يتعرضوا له من كوارث بيئية تؤثر على حياتهم الصحية والاجتماعية 0

وطبقا للدستور والقوانين المحلية والمواثيق الدولية التي صدقت عليها مصر والتي تؤكد على ضرورة الحق في المعلومة والحق في الحياة والحق في الصحة فإننا نطالب السادة المسئولين خاصة السيد رئيس الوزراء و وزارة البيئة ووزارة الصحة وهيئة الأرصاد الجوية بإطلاع الناس على الحقائق الخاصة بهذه الحالة المناخية مع إصدار بيانات فورية توضح تفسيرا لما يحدث وما هي المدة الزمنية التي من المتوقع إن تستمر فيها هذه السحابة كما انه من الضروري إن نوضح للناس ما هي الإجراءات الصحية والعلاجية التي يجب إن يتخذوها مع إصدار نشرة يومية في وسائل الإعلام المختلفة توضح تطورات هذا الموضوع وأبعاده0