15/1/2006

تواترت الأنباء خلال الأيام القليلة الماضية حول اعتزام حاملة الطائرات الفرنسية( كليمنصو) والآتية من فرنسا متوجهة إلى الهند لتفكيكها مرورا بقناة السويس في مصر ، وقد أكدت العديد من التقارير المنشورة احتواء هذه السفينة على كميات كبيرة من الاسبستوس والسموم الأخرى والتي قدرتها بعض التقارير بأنها تصل إلى 1000 طن من هذه المواد 0

وإذا كانت اتفاقية بازل – والتي تم اعتمادها في مارس 1989 وصدقت عليها مصر ودخلت حيز التنفيذ في 1993- تضع شروطا واضحة للتحكم في حركة وتداول المخلفات الخطرة عبر الحدود وتلزم الدول المصدرة لهذه المخلفات والنفايات الخطرة باتخاذ إجراءات تكفل عدم الإضرار سواء بالدولة المستوردة وسكانها أو أثناء انتقالها في ممرات مائية أو غيرها ، وبالطبع فان تصدير المخلفات والنفايات الخطرة من دولة إلى أخرى تتطلب الموافقة الواضحة من الدولة المستوردة0

وإذا كانت التقارير الواردة عن حاملة الطائرات الفرنسية كليمنصو تؤكد بأنها لم يتم تنظيفها قبل مغادرتها الموانئ الفرنسية وهو ما يزيد من مخاطر مرورها في المجارى المائية من ناحية وفى استقبال موانئ الهند لها من ناحية أخرى ، الأمر الذي أدى إلى رفض بعض الموانئ في أوروبا استقبال كليمنصو ،وإعلان لجنة المراقبة بالمحكمة العليا الهندية في 7 يناير الحالي بأن دخول كليمنصو للهند يشكل خرقا واضحا لمعاهدة بازل،خاصة وأن شركة تكنوبيور والتي كانت مكلفة في السابق من الحكومة الفرنسية بتنظيف السفينة ،قد أشارت إلى أن هذه السفينة لم يتم تنظيفها بالشكل الكامل والذي يسمح لها بالسفر إلى الهند والانتقال عبر المجارى المائية 0

وإذا أضفنا إلى ذلك النداءات التي تطلقها المنظمات غير الحكومية الدولية ومنها جرينبيس، والتي تحذر فيها من خطورة هذه السفينة المحملة بمواد ونفايات خطرة ،سواء في آثارها في حالة تفكيكها في الهند على المواطنين والعمال هناك، أو في المخاطر المحتملة منها أثناء عبورها قناة السويس، وعلى ضوء المعلومات السابق ذكرها ،والموجودة تفصيلا على العديد من وكالات الأنباء والصحف المحلية خاصة جريدتي : المصري اليوم والأهرام ،والواضح منهما وجود تباطؤ في استيفاء الأوراق اللازمة والتي تفيد الالتزام باتفاقية بازل 0

فإننا نطالب وزارة الخارجية ( إدارة البيئة والتنمية المستدامة ) ،والسيد وزير الدولة لشئون البيئة ورئيس مجلس إدارة جهاز شئون البيئة، والسيد رئيس هيئة قناة السويس ، بمنع مرور حاملة الطائرات الفرنسية كليمنصو في قناة السويس ، وذلك لحين استيفاء الأوراق من السلطات الفرنسية والتي تبين ليس فقط الالتزام بشروط المرور في الممرات المائية طبقا لمعاهدة بازل بصفتنا عضوا مشاركا في الالتزام بتطبيق معاهدة بازل،ولكن أيضا استيفاء الأوراق التي تبين الموافقة الصريحة لدولة الهند المستقبلة لهذه السفينة وانتفاء الأضرار والأخطار، والتنظيف المسبق لهذه السفينة وهى كلها التزامات من الضروري التحقق منها قبل مرور هذه السفينة في قناة السويس0

ونحن إذ نتضامن مع المنظمات الأهلية سواء الدولية منها أو المحلية في فرنسا والهند بمنع هذه السفينة من الوصول إلى الهند وعودتها إلى فرنسا ، فإننا نرجو من المسئولين المصريين التعامل مع هذه القضية ليس بصفتنا فقط دولة ممر وإنما بصفتنا شركاء في تنفيذ الالتزامات الدولية والواردة بهذه المعاهدة0