8/5/2005
المصريون لن يدخلون الجنة تلك حقيقة ومن لم يعترف بها فليعد إلى كتاب الموتى 000!
كان المصري القديم بعد موته يقف أمام الإله ويقر صدقا وحقا انه لم يلوث ماء النيل حتى يدخل الجنة 00 فمن منا يستطيع اليوم أن يقف أمام الله ويقر بتلك الحقيقة 000!
يقول كتاب جرائمنا السوداء أننا كل يوم نغتال واهب الحياة حيث تؤكد التقارير أن كمية مياه الصرف الزراعي التي تصب فى نهر النيل وفروعه وصلت إلى 12.2 مليار متر مكعب سنويا محتوية على بقايا الاسمده كأملاح الفوسفور والفوسفات والنترات والامونيا والنتروجين ومواد عضوية ثابتة كبقايا المبيدات والتي تبقى فى المياه لفترات طويلة وتتركز فى الأحياء المائية والحيوانات مما يصيب الإنسان بأنواع مختلفة من السرطانات والأمراض الوبائ! ية ، فقد وصل استهلاك مصر من الاسمده إلى اكثر من 3.5 مليون طن سنويا وما يزيد عن 20 الف طن مبيدات ويبلغ عدد مصارف الصرف الزراعي على النيل 45 مصرفا تصب فيه مباشرة دون معالجه ولم يكن حال نهر النيل مع مياه الصرف الصحي أوفر حظا فقد بلغت مياه الصرف الصحي التي تصب فى النيل إلى 1.8 مليار متر مكعب سنويا من اصل 2.4 مليار متر مكعب إجمالي ناتج الصرف فى مصر المجارى المائية بفضلات الإنسان السائلة والصلبة فى حين قدرت بعض التقارير أن الصرف الصناعي الذي يلقى فى النيل والمجارى المائية يبلغ نحو 550 مليون متر مكعب سنويا وذلك من خلال 22 مصبا على النيل و12 مصبا على الترع و 68 مصبا على المصارف ويوجد 1200 منشأه صناعية تتبع القطاع الخاص، و 1182 مصنع تابع لوزراه قطاع الأعمال سابقا ، 1100 مصدرا تابع لوزارة الحكم المحلى و 212 مصنعا تابعا لوزارات مختلفة تؤدى إلى تلوث المسطحات المائية منها 700 مصنعا فى 17 محافظة تلقى مخلفاتها المائية فى النيل مباشرة وان 73% من المصانع لا تعالج المخلفات السائلة و 14% تقوم بمعالجه جزئية وان 47% من المخلفات تلقى فى نهر النيل فى منطقة القاهرة الكبرى و 21% منها تلقى ف! ى الترع خاصة ترعه المحمودية و 28% تلقى فى المصارف 3.5% تلقى فى بحيرات التمساح والمنزلة ومريوط وقارون ولو تتبعنا المناطق الأكثر تلوثا فى النيل فسنجد منطقة أسوان التي تلقى منها مصانع كيما مخلفاتها السائلة ومنطقة قنا حيث تصب مصانع السكر وكوم أمبو وإدفو ودشنا وقوص ونجع حمادى وفى سوهاج مصانع الصابون وتجفيف البصل التي تلقى بمخلفاتها فى النهر ، وفى أسيوط سنجد أسمده السوبر فوسفات والأسمنت وفى الحوامدية مصانع السكر والتقطير والنسيج والكيماويات أما فى القاهرة الكبرى فان اخطر مصادر التلوث نجدها فى منطقة حلوان الصناعية حيث يوجد تجمع صناعي ضخم ويصب فى النيل فى هذه المنطقة حوالي 42 مليون متر مكعب سنويا0
أما منطقة شبرا فان التجمع الصناعي بها يصب فى النيل 1.2 مليون طن مخلفات تخرج من 2700 وحده صناعية بشبرا الخيمة ولسوء الحظ فان هذه المنطقة هي مصدر مياه الشرب للقاهرة الكبرى وكانت النتيجة أن أصبحت المحطات الحالية لمعالجه مياه الشرب لا تتناسب مع حجم التلوث الموجود خاصة وان هذه المحطات لا تستطيع تخليص المياه من المواد الهيدرو كربونية والكيماويات الأخرى التي تتفاعل مع الكلور الم! ستخدم فى تعقيم المياه وتكون مواد هيدرو كربونيه مكلورة تسبب الأمراض السرطانية ولم يسلم فرعا دمياط ورشيد من التلوث ففرع رشيد له مصدر آن رئيسيان للتلوث وهما مصرف الرهاوى والذي يصل تصرفه إلى نصف مليون متر مكعب يوميا ومياهه خليط من الصرف الصحي و الزراعي أما المصدر الثاني فهي مخلفات مصانع الصابون والزيوت والملح والصودا والمبيدات الحشرية بكفر الزيات بالإضافة إلى مصانع الإسكندرية التي تلقى بمخلفاتها فى ترعه المحمودية ومنها إلى فرع رشيد أما فرع دمياط فقد ارتفعت به نسبة التلوث وخاصة فى محافظة دمياط نظرا لموقعها فىنهاية المجارى المائية وانتشار الصناعات الصغيرة بها وإنشاء سد فار سكور الترابي وبهذا تحول مصب دمياط إلى مايشبة الخليج الذي تتراكم به الملوثات نتيجه استخدام هذا الجزء فى تصريف 8 الاف متر مكعب سنويا من مياه الصرف الصحي0
أما القائمة السوداء لاكثر المصانع والشركات تلويثا لنهر النيل فتضم شركه النصر للكوك والكيماويات – شركه الحديد والصلب- شركه سيتلكر للجلفنه -شركه صناعه وسائل النقل الخفيف -الشركة العامة للمعادن- النصر لصناعه مواسير الصلب ولوازمها – سيماف لعربات الس! كك الحديدية – مصر حلوان للغزل النسيج – المصرية لصناعه النشا – النصر للزجاج والبلور- السكر والتقطير بالحوامديه- النصر للاسمده والصناعات الكيماوية بطلخا – كفر الزيات للمبيدات والكيماويات- شركه الملح والصودا بكفر الزيات وغيرها وعلى سبيل المثال فان شركه النصر للكوك تقوم بتصريف نحو 16 الف متر مكعب يوميا فى نهر النيل والحديد والصلب 600 الف متر مكعب يوميا وشركه سيتلكر للجلفنه وصلت مخلفاتها التي تلقى فى النيل إلى 650 الف متر مكعب يوميا ، إلى هذا الحد وصل الاستخفاف بحياة المصريين عند تلك الشركات ويجدر بنا أن نشير إلى أن مخلفات مصانع السكر اكثر الملوثات تأثيرا على مياه النهر حيث تسبب ارتفاعا كبيرا فى الأكسوجين الحيوي (B.D.D) مما يضيف أبعادا خطيرة على الملوثات الكيمائية والبيولوجية الناتجة عن المخلفات الصناعية والتى تؤثر على الثروة السمكية مما أدى إلى موت أنواع عديدة من الأسماك فقد انخفض عدد أنواع الأسماك من 47 نوعا إلى 14 نوعا فقط نتيجه تلوث المياه كما أن بعض الأسماك يظل حاملا للمواد السامة التي تصيب الإنسان بالأمراض والتسمم عند تناولها
كما أن هناك 11 نوعا من الديدان ا! لتي يمكن أن تنقلها الأسماك النيلية وتؤدى الاصابه بهذه الديدان إلى اضطرابات معوية وإسهال مزمن يصعب علاجه إذا لم يتم تشخيصه ولم تتوقف مصادر تلوث ماء النيل عند الصرف الصحى والزراعي والصناعي فقط
فقد ساهمت أيضا العائمات النهرية والمراسي فى زيادة التلوث فإذا علمنا أن الأسطول التجاري النهري يزيد عدد وحداته عن 3 الاف وحده منها 200 باخرة سياحية و 500 مركب لنقل الركاب و 1600 مركب لنقل البضائع و 300 لنش للنزهه بالأضافه إلى 400 فندق ترمى بمخلفاتها فى النيل مباشرة مما ينتج عنها العديد من أشكال التلوث كالمخلفات الصلبه والصرف الصحى حيث لا تكفى وحدات المعالجة الحالية سوى 25% من حجم الصرف الصحى الناتج عنها بالأضافه إلى تلوث المياه بالزيت نتيجة التشغيل وتسرب مواد بترولية نتيجة الصرف الصناعي لهذه العائمات لادركنا مدى ما يساهم به الأسطول النهري والفنادق من تلوث لماء النيل ويبدو أننا لم نكتف بتلك المصادر من التلوث بل قمنا ومازلنا نقوم بزيادة تلك المصادر وعلى سبيل المثال فان الأقفاص السمكية وما تمثله من زيادة الحمل العضوي فى المياه والناتج عن مخلفات علائق الأسماك كما أننا لم نزل ! نلقى بمخلفات المنازل والحيوانات بالأضافه إلى الحيوانات النافقة فى النهر والترع والمصارف حتى وصل إجمالي هذه المخلفات إلى مليون و 760 الف طن فكل محافظات مصر بلا استثناء لها دور فى تلوث نهر النيل وإفساده لانه اسهل الوسائل للتخلص من المخلفات وليس له صاحب يحميه إلى هذا الحد كان ردنا للجميل لهذا النهر الخالد الذي يمتد بطول 6690 كيلومترا ويمر بتسع دول أفريقية ويبلغ رصيدنا من مياهه 55.5 مليار متر مكعب سنويا فبدلا من المحافظة عليه ألقينا فيه بأقذر مافينا فى الوقت الذي كان فيه أجدادنا الفراعنة يزفون إليه اجمل الفتيات عرفانا وتقربا وامتنانا فمن منا يستطيع اليوم إن يقف أمام الله ويدعى زورا وبهتانا انه لم يلوث ماء النيل 0000؟
من جهتنا فان أولاد الارض تطالب الحكومية المصرية باتخاذ إجراءات حاسمة مع جميع المصانع والشركات التي تقوم بتصريف مخلفاتها الصناعية فى نهر النيل دون معالجه تساوى أهمية الحياة نفسها كما تنادى أولاد الارض بتغليظ عقوبة كل من يلوث نهر النيل أو يحاول تلويثه وان تكون العقوبة رادعة تتناسب مع هذا الجرم وانه حان الوقت للقيام بحمله إعلامية تشارك فيها! جميع وسائل الأعلام لتوعيه الناس فى مصر ما لنهر النيل من أهمية