20/3/2006 أنفلونزا الطيور
وماتت أمال … من الخوف ؟!!
من الواضح أن الجاني الحقيقي المتسبب في موت السيدة آمال اسماعيل من قرية نوى قليوبية لم تكن فقط مرض أنفلونزا الطيور ، وإنما كان الخوف من الغرامة التي فرضتها الحكومة على من يربي طيور ، نعم لقد تعاونت أنفلونزا الطيور مع الخوف ، مع قرارات الحكومة في قتل السيدة آمال إسماعيل . ولو تمكنا من سؤال آمال الآن لماذا استمرت في تربية الطيور بالرغم من تحذيرات وغرامة الحكومة ، فاعتقد أن إجابتها ستكون مثل الكثير من الإجابات التي يمكن أن تسمعها وأنت تتحدث مع سيدات مثلها سواء في القرى أو المناطق العشوائية والفقيرة ، وهو أن تربية هذه الطيور تعتبر رأس مالهم في الحياة لتربية أبنائهم ، وذلك حتى تمكن الأطفال من أكل زفر بين الحين والآخر ، أو ببيع بعض هذه الطيور لإحضار طعام للأطفال والزوج ، الذي ربما لا يعمل أو غير موجود أصلا أو هجر منزله . ولأن الحكومة أعلنت أنها ستقوم بتعويض أصحاب المزارع فقط عن الخسائر التي تعرضوا لها وأن النساء الفقيرات في الريف والمدينة والتي تعتبر تربية الطيور بالنسبة لهن هو كل ما يملكن لا يوجد لهن أي تعويض من أي نوع ، بل على العكس تهدم العشش التي يملكنها وتقتل طيورهن أمام أعينهن ثم يهددن بغرامة كبيرة في حالة وجود أي طيور عندهن !! وإننا نقول للسادة المسئولين أنه بدلا من إطلاق حملة فزع جديدة لتهديد المواطنين بالغرامات وقتل الطيور ، فإننا نرجو منكم تشجيع المواطنات والمواطنين على الإبلاغ عن أي إصابات عندهم بشكل فوري سواء الآن أو في الفترة السابقة ، لأنه من الممكن جدا ألا تكون آمال وحدها التي قتلها الخوف من قراراتكم بالتعاون مع أنفلونزا الطيور ، وأن يكون هناك الكثير من آمال في أماكن مختلفة وأن نحاول بجدية إنقاذهم . إننا نطالب السادة المسئولين بعدم القيام بعمليات مداهمة للمساكن للتفتيش عن عشش الفراخ وتحرير محاضر المخالفات وإنما نطلب منكم تشكيل لجان تتضمن أطباء بشريين و بيطريين وممثلين لمراكز وأحياء وممثلين لمنظمات أهلية في المناطق المختلفة وممثلين للمواطنين في الأحياء والقرى ، وذلك للمرور على المواطنين بغرض طمأنتهم وتوعيتهم بما ضروري أن يفعلوه (وليس إفزاعهم) . السادة المسئولين لقد أعلنت آمال بموتها عن أن مجتمعنا يمر بمحنة خطيرة تستلزم المشاركة الحقيقية والفعالة من الحكومة والمجتمع مدني والأهالي ، مشاركة بين الجميع لمواجهة هذه المحنة . كيف أدارت الحكومة الأزمة (الكارثة) من ينظر إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة فور علمها بدخول المرض إلى مصر يجد أن الحكومة مثلها مثل المواطنين قد فزعت وصدمت لظهور المرض ، فهي على الفور طلبت من المواطنين الذين يربون طيورا بالمنازل أو يقيمون (غيات )حمام أو حتى طيور الزينة التخلص منها فورا وبلا إبطاء ، ويذكرنا هذا الأمر بما كان يقوله المرحوم الفنان يوسف وهبي في فيلمه الشهير عندما كان يمثل دور حكمدار للعاصمة ومن خلال وسيلة الإعلام الأولى في ذلك الوقت الراديو ليعلن للمواطن الكائن بدير النحاس ” الدواء فيه سم قاتل ” وكذلك فعلت الحكومة و بكل وسائل الإعلام (أن الطيور بها سم قاتل) . الأمر الذي وجدنا على أثره ببغاوات تهيم في الشوارع وحمام طائر في الجو لا يجد له مكان ، هذا بالإضافة إلى الدجاج الذي وضعه المواطنون في الشوارع أو قضوا عليه بالقتل ( وكانت حكاية ) ، ومن المفارقات أيضا التي توضح إن كان هناك تخطيط من عدمه ، أن الحكومة اكتشفت أن هناك العديد من مزارع الخنازير التي تنتشر في محافظتي القاهرة والجيزة خاصة عند مقالب القمامة والأماكن التي يقوم فيها جامعي القمامة بتجميعها لفرزها ، وتعيش الخنازير على هذه القمامة ، ولقد أصبح من المعروف أن فيروس أنفلونزا الطيور إذا ما أصيب به الخنزير فإننا نصبح أمام كارثة من نوع آخر تتعلق بإمكانية انتقال العدوى بين البشر بعضهم بعض ، حيث أن الخنزير يطور من الفيروس ويحوله إلى نوع آخر أكثر وبائية بين البشر ، وهذه معلومات معروفة على المستوى الدولي ومن المفروض أنها معروفة للحكومة ، ولكن بعد الأزمة تبدأ القرارات فظهرت قرارات بإخراج مزارع الخنازير من وسط الكتلة السكنية نعم هكذا يكون التخطيط !! وعلى الرغم من أن الحكومة تعلم بإمكانية انتقال هذا المرض إلى بلادنا نظرا لانتشاره على المستوى الدولي إلا أنه من الواضح أنه لم يكن لديها أي خطة واضحة لمواجهة هذا الأمر 0وبدا الموضوع مثله مثل ما حدث أيام أزمة الجراد ( أصل الأزمات كثرت قوى ) عندما قالوا بأنهم كانوا ينتظرون الجراد أن يأتي من جهة فوجدوه فوق وزارة الزراعة في قلب العاصمة ، كذلك قالوا أنهم ينتظروا فيروس أنفلونزا الطيور أن يأتي من على السواحل ففوجئوا بمزرعة كلية الزراعة وقد حصدها المرض ثم وبعد أن بدا المرض ظهوره في العشش المنزلية تذكر المسئولون أن هناك قانونا يمنع إنشاء هذه العشش أصلا ومن الضروري تنفيذه على الفور 0 وبعد أن هاجم المرض مزارع الدواجن فوجئت الحومة بأن هناك تعويضات يجب أن تدفع ولا نعلم حتى الآن ماذا حدث في هذا الموضوع ، وبمناسبة موضوع التعويضات فنحن نرى أن المربين الصغار في العشش الصغيرة في المناطق الريفية الذين يعتمدون اعتمادا كليا على هذه الطيور كمحور اقتصادي في حياتهم سواء كطعام أو ثمن بيعها حتى يأتوا بقوت أطفالهم ، قد فقدوا طيورهم نتيجة للتخطيط السيئ أو للتخطيط الذي لم تقم به الحكومة إلا أثناء الأزمة ومن الواضح أن حكوماتنا المتعاقبة مازالت تصر على التعامل مع كوارثنا البيئية بمنطق رد الفعل أو منطق اللاتخطيط0 ومازالت هناك أسئلة مفتوحة على الرغم من مرور ما يقرب من شهر على إعلان الحكومة ظهور مرض أنفلونزا الطيور في مصر ، إلا انه مازال هناك الكثير من الأسئلة المفتوحة والتى لم تقم الحكومة بالإجابة عليها بشكل واضح وكافي حتى الآن ، ولعل من أبرز هذه الأسئلة :- السؤال الأول : من أين جاء فيروس أنفلونزا الطيور ؟ لقد أعلنت الحكومة في بداية ظهور الكارثة بأن الطيور المهاجرة هي السبب وراء ظهور هذا المرض في مصر وقد استندت الحكومة في هذا التصور إلى المعلومات الدولية المتداولة على أن سبب ظهور هذا المرض هو الطيور المهاجرة والتى تنقل المرض من مكان إلى آخر ، وكذلك استنادا على الحملة التي سبقت ظهور المرض في مصر والتى كانت تحذر بالذات من الدور الذي يمكن أن تلعبه الطيور المهاجرة في نقل هذا المرض والذي على أساسه قامت الحكومة بوضع خطتها في التركيز على المدن الساحلية ولكن ما حدث كان شيئا آخر : فها هو السيد وزير الدولة لشئون البيئة يؤكد في أكثر من تصريح صحفي بأن الطيور المهاجرة بريئة من انتقال أنفلونزا الطيور إلى مصر . ووسط زحمة التصريحات والتناقضات في الآراء والتباهي بالشفافية ( التي من المفروض أن تكون أمرا طبيعيا لأي حكومة ) والخطط المحكمة ، مازالت الحقيقة ضائعة ومازالت الحكومة مطالبة بالرد عليها : من أين جاء مرض أنفلونزا الطيور ؟ السؤال الثاني : لماذا ظهر مرض أنفلونزا الطيور في عشش الأهالي أولا وليس في المزارع ؟ أليس من المستغرب أن يظهر هذا المرض في العشش المنزلية في القاهرة والجيزة والمنيا في وقت واحد ( لاحظوا زى ما يكون بينهم اتفاق ) وإذا كان من المعروف سابقا أن الدجاج المربى في عشش منزلية كان يصاب بأمراض تسميها ربات البيوت ( الفرة ) كانت تقضى على الطيور فان ظهور هذا المرض الجديد في عشش منزلية وفى مناطق تعتبر بعيدة عن مسارات الطيور المهاجرة ( لو افترضنا أنها السبب ) وأنه من المعروف أيضا أن المربيات بعشش منزلية صغيرة لا يستوردون العلف حسب نظرية أخرى تقول أنه ربما يكون العلف المستورد قد لعب دورا في نقل المرض كذلك من المعروف أن مربيات الدجاج منزليا لا يستوردون سلالات الطيور من هنا وهناك ولكنهن يعتمدن على تناسل الدجاج من بعضه بعض ، لذا فإن السؤال يظل يبحث عن إجابة شافية وهو لماذا بدأ المرض في العشش المنزلية ؟ هل تذهب تحذيرات النواب إلى أدراج الرياح ؟؟!! في اجتماع لجنتي الصحة والزراعة بمجلس الشعب الأسبوع الماضي حذر بعض الأعضاء المشاركون في هذا الاجتماع من أن تحصين الدواجن بالأمصال يمكن أن يودى إلى توطن فيروس أنفلونزا الطيور في مصر وذلك لأنه يؤخر اكتشاف الإصابة كذلك حذر النواب في هذا الاجتماع من استيراد اللقاحات من الصين لأنها من المناطق المصابة بالمرض . لقد جاء ذلك في الاجتماع الذي وصف فيه النواب بعض الإجراءات التي أعقبت ظهور الفيروس في مصر أنها اتسمت بالعصبية والانفعالية ، وأن المسئولين لم تكن لديهم رؤية واضحة للتعامل مع الواقع في مصر وأنهم طبقوا المعايير الدولية حرفيا ، ولم يضعوا حلولا للتعامل مع الواقع المصري الذي تنتشر فيه العشش في المنازل والذبح خارج المجازر . ومن الملفت للنظر أنه ومنذ هذا الاجتماع بين لجنتي الصحة والزراعة بمجلس الشعب ، لم نسمع تعليقا واحدا من أي مسئول من الحكومة سواء بالإيجاب أو السلب ، وكما لو كانت هذه الاجتماعات هي مجرد اجتماعات روتينية يقوم بها أعضاء البرلمان للتنفيس عن أنفسهم وليس لمشاركة الجهات المسئولة في إدارة هذه الأزمة ! وإننا نرجو من السادة المسئولين الانتباه والالتفات إلى ما يقول هؤلاء النواب والتفاعل معه إيجابيا وتبين ماهو صحيح فيه وماهو غير صحيح ، وبالطبع فإنه من الواضح أن هذه الأزمة مازال أمامها وقت كبير حتى تحل ، الأمر الذي يتطلب إتاحة الفرصة لأوسع مشاركة ممكنة من جانب نواب الشعب والمجتمع المدني في اتخاذ القرارات المتعلقة بهذه الأزمة . الكارثة والحكومة والمنظمات الأهلية بعد مرور أيام قليلة من بداية ظهور مرض أنفلونزا الطيور في مصر بدأت تتعالى أصوات هنا وهناك ، سواء في مجلس الشعب أو في افتتاحيات الصحف القومية أو في تصريحات بعض الوزراء ، بأن المجتمع المدني غائب عن المشاركة في مواجهة كارثة أنفلونزا الطيور واتهموا منظمات المجتمع المدني وبالذات المنظمات الحقوقية بأنها لا تقم بأي دور في المشكلات الداخلية التي تهم المواطن ، وطالبت هذه الأصوات بضرورة أن تقوم هذه المنظمات بالمشاركة في المواجهة الدائرة مع فيروس أنفلونزا الطيور وأيضا من خلال هذه الأصوات والتصريحات الحكومية والصحفية اكتشفنا أن المطلوب من هذه المنظمات ،أن تكون مشاركتها في هذه الأزمة عن طريق نزولها إلى الشوارع وجمع الطيور النافقة التي ألقاها المواطنون في الشوارع وامتنع عمال النظافة عن جمعها ، كذلك أن تكون المشاركة هي مساعدة الجهات التنفيذية في هدم عشش المواطنين وحفر الحفر اللازمة لدفن الدجاج النافق حقا هذه هي المشاركة ولا بلاش . فنحن حسب علمنا أن المشاركة من منظمات المجتمع المدني كانت تستدعى من الحكومة وقبل أن يظهر المرض ، أن تكون هناك لقاءات مشتركة لوضع خطه مشتركة واتخاذ إجراءات تساهم فيها المنظمات الأهلية بدور واضح ومحدد ، في مقابل التزام الجهات الحكومية بإجراءات واضحة وعلى ضوء هذا التخطيط المشترك الذي كان يجب أن يسبق الكارثة وعنده فقط يمكننا أن نقول هل منظمات المجتمع المدني قد قامت بدورها أم لا . ونعتقد انه من يجب أن يحاسب المنظمات الأهلية أولا هو جمهورها وليست الجهات الأخرى التي تقوم بسن القوانين التي تقيد هذه المنظمات أو التي تدين هذه المنظمات عمال على بطال ، إن المنظمات الأهلية عامة والقومية خاصة وجميع منظمات المجتمع المدني تتمنى حقا وفعلا أن تكون هناك مشاركة حقيقية خاصة في مواجهه الكوارث والأزمات تقوم على التخطيط المشترك مع الجهات الحكومية فالمشاركة في صنع واتخاذ القرار خاصة في الكوارث البيئية يعتبر أساسا لقدرة المجتمع على مواجهه هذه الكوارث ، وتعبيرا عن إمكانية اتخاذ القرارات التي في صالح المواطنين حقا ، بعيدا عن الانفراد بالقرارات ثم إلقاء الاتهامات . أخبار عالمية أنفلونزا الطيور – الوضع السائد في إندونيسيا أكّدت وزارة الصحة الإندونيسية حدوث حالة أخرى من حالات العدوى البشرية الناجمة عن الفيروس H5N1 المسبّب لأنفلونزا الطيور. وتتعلّق الحالة بطفلة تبلغ من العمر 12 عاماً من بويولالي بمقاطعة جاوة الوسطى ، ظهرت عليها الأعراض (الحمى) في 19 شباط/فبراير وأُدخلت المستشفى في 23 من الشهر ذاته وتوفيت في غرّة آذار/مارس. وتبيّن أنّ طيور دجاج نفقت في بيتها في الأيام التي سبقت ظهور الأعراض عليها. وأُصيب أخ لتلك الطفلة يبلغ من العمر 10 أعوام بالمرض أيضاً في 19 شباط/فبراير وتوفي في 28 من الشهر ذاته . وبتلك الحالة المؤكّدة الجديدة يصبح العدد الإجمالي لحالات في إندونيسيا 29 حالة. توفيت منها 22 حالة . للمزيد : http://www.who.int/csr/don/2006_03_13/ar/index.html أنفلونزا الطيور تصل الى أفغانستان : قال مسئولون تابعون للأمم المتحدة إن الفحوصات الطبية أكدت اكتشاف مرض أنفلونزا الطيور القاتل في أفغانستان. على صعيد آخر تم ذبح سبعة آلاف دجاجة في مقاطعة جالغوان بولاية ماهاراشترا غرب الهند منذ يوم الأربعاء، بعد اكتشاف أربع إصابات هناك. وحتى الآن جرى التخلص من مئات الألوف من الدواجن منذ أول اكتشاف للمرض في تلك الولاية الشهر الماضي. وحتى الآن لم يصب أحد من البشر بأنفلونزا الطيور في الهند. وأدى اكتشاف الفيروس في الطيور الشهر الماضي الى تدن حاد في أسعار الدواجن ومنتجاتها هناك. للمزيد : http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_812000/4812952.stm |