25/7/2006
في تحد صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية قامت ومازالت تقوم القوات الإسرائيلية بضرب المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في لبنان ، ولم يقف الحد عند قتل ما يقرب من 500 شخص وجرح الآلاف وإنما امتد إلى ضرب كل المرافق الحيوية و الموارد البيئية التي يعتمد عليها المواطنون في حياتهم ، فالأمر لم يقتصر على الحرمان المباشر من الحياة لبضع مئات من المواطنين اللذين معظمهم من الأطفال والنساء وإنما امتد أيضا للبنية التحتية للمجتمع اللبناني لتقصف القوات الإسرائيلية المعتدية مصادر المياه والصرف الصحي وتدمر الاراضى الزراعية والطرق والجسور هذا بالإضافة إلى تلويث الشواطئ وأحالت لبنان بأسرها إلى مكان تنتشر فيه الأمراض والأوبئة ، ومن لم يمت بالرصاص فانه يمت بالحرمان من ابسط حقوق الحياة من مياه وغذاء ،ومما ضاعف من شدة الانتهاكات للموارد البيئية في لبنان هو تهجير ما يقرب من750 ألف من المواطنين ( 25% من عدد السكان ) من الجنوب اللبناني إلى بيروت وباقي المدن اللبنانية وهو الأمر الذي يعنى مزيدا من الضغط على الموارد البيئية ويجعل في النهاية الموت أسهل بكثير من هذه الحياة ! وبالطبع فان كل هذه المّاسى والاعتداءات الوحشية تصيب بالدرجة الأولى المواطنين الفقراء نساءا ورجالا الذين مازالوا باقين في لبنان ولا يستطيعوا حماية أنفسهم سواء بالسفر أو بالهرب إلى المناطق المأمونة (إن كانت توجد في لبنان ) وتتم هذه الاعتداءات الوحشية في ظل صمت دولي غريب ويأتي على رأسه الأمم المتحدة التي لم تستطع حتى الآن إصدار قرار بوقف هذه الهجمة الوحشية التي تتنافى مع مواثيقها الدولية ، هذا المجتمع الدولي الذي كان يهب صارخا حينما تقوم المقاومة الفلسطينية بقتل مدني واحد من إسرائيل وتندد بالإرهاب الذي تقوم به المقاومة، فأين هذا المجتمع الدولي من إرهاب الدولة الذي تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب اللبناني وحرمانه من ابسط حقوق الحياة ؟! وبالطبع فان هذا العدوان يتم تحت غطاء من صمت الأنظمة العربية والتي خرج بعضها عن هذا الصمت ليدين المقاومة اللبنانية ! إننا نناشد كل المنظمات الغير حكومية في العالم والمنطقة العربية إعلان التضامن الكامل مع الشعب اللبناني والضغط على الأمم المتحدة والدول التي تساند إسرائيل من اجل وقف الجريمة البشعة التي تقوم فيها بتدمير البنية التحتية في لبنان وقتل المدنيين العزل، مع المطالبة بتطبيق مواثيق الأمم المتحدة الخاصة بحماية المدنيين والمرافق المرتبطة بحياتهم أثناء الحروب |