15/6/2005

من أين يأتى كل هذا الحزن 000؟ فبعد أن حلت اللعنة على مزارعي المشمش إذ بها تحل من جديد على مزارعي البرقوق فى محافظة القليوبية ، ثلاثة الأف طن من البرقوق ذهبت مع الريح وأخذت معها أحلام البسطاء لتنطفئ الفرحة في البيوت ، ويصبح اليوم الذي ينتظره الجميع في قرى الجعافرة والقشيش وكوم السمن والخرانية التابعة لمركز شبين القناطر يوما حزينا ، فعلى مساحة 500 فدانا من أشجار البرقوق كان من المفترض أن يصل إنتاج الفدان إلى أكثر من 6 طن كما اعتاد المزارعون فى كل عام غير أن اللعنه التي كانت تتربص بهم حالت ألا يزيد إنتاج الفدان عن 25.

من الطن ليخرج الجميع من حصاد عام بأكمله وقد خسروا كل شئ وليت الأمر توقف عند هذا الحد ، بل إن معظم مزارعي البرقوق كانوا قدا إستدانوا من ا! لبنوك على أمل السداد بعد بيع المحصول وكانت النتيجة أن عجزوا عن السداد وأصبحوا اليوم مطاردين في الحقول خوفا من السجن هكذا انحسرت البهجة عن المرارة والحزن 000!

يقول محمد عبد العظيم لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان

“إن الفلاحين في المنطقة كلها عليهم ديون ومعرضون للحجز على منازلهم وقد خسرت أنا هذا العام اكثر من 15 ألف جنيه، الناس هجرت المنازل وفروا إلى الحقول خوفا من القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة بسبب القروض من البنوك وقد صدر ضد بعضهم أحكاما بعد أن عجزوا عن السداد بعد الخسارة الكبيرة التي لحقت بهم فمنهم من هو مدين بأكثر من 100 ألف جنيه وأصبح لزاما عليه إما السداد أو الدخول إلى السجن ”

ويضيف رضا درويش ” قريتنا كلها تعتمد على إنتاج البرقوق فلا يتم الزواج إلا بعد جنى المحصول حتى حساب الجزار والبقال وشراء الملابس الجديدة مرهون بالبرقوق اليوم وبعد أن خسرنا كل شئ لاندرى كيف ستسير حياتنا اليومية وقد رفض البقال والجزار التعامل معنا بعد أن عجزنا عن سداد ما علينا ”

أما عبد الطيف عوض مصطفى فيقول لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان ” الغريب في ا! لأمر أن مديريات الزراعة تلقى با للوم على الفلاحين وتدعى بأننا نقوم بزراعة محاصيل أخرى بين أشجار البرقوق مما يؤدى إلى زيادة الرطوبة تحت الأشجار مما يصيب جذور الأشجار بالتعفن وكذلك زيادة الإصابة بخنافس الخلفة أو ما نطلق عليها السوسة المجهولة التي تقضى على الأشجار تماما في وقت قصير وقالوا أيضا أننا أهملنا في الرش الوقائي بالكبريت وقت انتفاخ البراعم لمقاومة البياض الدقيقى والعناكب ولم نقم بمقاومة خنافس الخلفة والحفارات حسب البرامج التي توصى بها وزارة الزراعة كل ذلك لم نسمعه إلا بعد أن وقعت الواقعة وخسرنا كل شئ فأين كانوا قبل أن تقع الكارثة وأين دور المرشدين الزراعيين الذين كان يجب عليهم أن يقوموا بجولات ميدانية في الحقول للوقوف على إصابة الأشجار وارشادنا على العلاج المناسب”

ويضيف وجيه مصطفى ” إن كل ما يدعيه موظفو مديريات الزراعة غير صحيح لأن الحقيقة أنهم تركونا نستخدم رش من نوع واحد منذ مدة طويلة حتى أصبح هذا الرش غير مجد ولا يؤثر على الافات فأين كانوا كل هذه المدة ، الغريب في الأمر أنني قمت بترك إحدى أشجار البرقوق بدون رش فأعطت إنتاجا كبيرا في الوقت الذي انخفضت ! إنتاجية الأشجار التي تم رشها بدرجة كبيرة فمن المسئول عن ذلك فمنذ سنتين كان الفدان يعطى إنتاجا قدره 6 طن تراجع في العام الماضي إلى 2 طن ووصل هذا العام إلى ربع طن فقط في الوقت الذي تصل فيه تكلفة الفدان الواحد إلى 4 آلاف جنيه لقد تبددت أحلامنا ولم يبق أمامنا إلا أن يحجز البنوك على منازلنا أو الدخول إلى السجن ”

من جهتنا 00 فإن أولاد الأرض لحقوق الإنسان تطالب وزارة الزراعة بالتعويض الفوري لمزارعي البرقوق في محافظة القليوبية عن الخسائر الفادحة التي أصابتهم خاصة وأن معظمهم أصبحوا مهددين بالدخول إلى السجن بعد عجزهم عن سداد ديون البنوك

كما تطالب أولاد الأرض لحقوق الإنسان بتفعيل دور المرشدين الزراعيين والرقابة الصارمة عليهم حتى لاتتكرر تلك المهزلة مرة أخرى