18/10/2006

وهكذا لم تتخلف السحابة السوداء عن موعدها السنوى وجاءت لتطل علينا للعام الثامن على التوالى حيث بدأت فى عام 1999 من القرن الماضى ومازالت مستمرة حتى الآن بل أنه من الواضح أن هذا العام قد ازدادت شدة وضراوة , وأصبح يعانى منها ليس سكان القاهرة الكبرى فقط وإنما العديد من المحافظات الأخرى منها محافظة الشرقية والغربية والدقهلية والقليوبية والبحيرة .

ولقد كشفت السحابة السوداء هذا العام عن عدم صحة السياسات التى يتخذها المسئولين سواء عن البيئة أو المحافظات أو الوزارات وأن كل التصريحات والإجراءات والاجتماعات التى حدثت من بداية هذا العام قد ذهبت مع ظهور السحابة السوداء هذا العام .

وأصبح من الواضح أن السادة المسئولين الحكوميين مازالوا لا يريدون الاستماع إلى أراء الخبراء المستقلين والمنظمات الأهلية والذين طرحوا سياسات بديلة لمواجهة هذه الظاهرة منطلقين من أن ظاهرة السحابة السوداء ليست ظاهرة تأتى فى أكتوبر من كل عام فقد وإنما ظاهرة تلوث الهواء موجودة طوال العام خاصة فى القاهرة الكبرى وذلك بسبب وجود ثلاثة مليون سيارة تسير فيها ووجود مجموعة كبيرة من المصانع تحيط بها شمالاً وجنوباً وذلك بالإضافة إلى ازدياد حرق القمامة حرقاً مكشوفاً وأن حرق قش الأرز الذى يتم سنوياً ليس هو الذى يصنع ظاهرة السحابة السوداء وإنما هو يكشف عنها ويساعد على ازدياد معدلات التلوث لهواء العديد من المحافظات فى هذا الوقت من السنة .

وللتذكرة فإن الخبراء والمجتمع المدنى قد طالبوا الحكومة والجهات المسئولة خلال السنوات الماضية بالآتى :

أولاً : تطبيق قانون البيئة فيما يتعلق بقياس عوادم السيارات وعلى الرغم من صدور قرارات من وزارة الداخلية بهذا الخصوص إلا أن هذه القرارات جاءت بعيدة عما قصده المُشرع وحتى هى لم يتم تفعيلها بشكل حقيقى حتى الآن .

ثانياً : ضرورة التشديد على عمل دراسات تقييم الأثر البيئى للمنشآت الصناعية وعدم استثناء أى مشروع من الالتزام برأى جهاز شئون البيئة – كما حدث فى مصنع سماد حلوان , وكذلك التشديد على عمل المراجعة البيئية للمنشآت الصناعية وتطبيق القانون بحزم فى مواجهة غير الملتزمين بالمعايير البيئية حتى لو كانت منشآت تابعة للدولة, مع وضع خطة زمنية لنقل المصانع شديدة التلوث بعيداً عن المناطق السكنية .

ثالثاً : منع الحرق المكشوف للقمامة منعاً باتاً ومتابعة تطبيق القانون فى هذا المجال من الجهات المسئولة .

رابعاً: من الواضح أن طريقة نقل قش الأرز من الحقول لم تنجح حتى الآن وأصبح من الضرورى بالإضافة إليها أن يكون هناك مساعدة للمزارعين على الاستفادة من هذا القش فى أماكن إنتاجه مع التأكيد على عدم توقيع عقوبات عليهم ، خاصة أن حرق قش الأرز ليس السبب الرئيسى فى انتشار ظاهرة السحابة السوداء سواء فى القاهرة الكبرى أو المحافظات الأخرى , وإذا كنا فى السنوات السابقة قد تقدمنا بهذه المطالب مع باقى أطراف المجتمع المدنى إلى المسئولين سواء فى جهاز شئون البيئة أو غيره من الجهات مطالبين بتفعيل إشراك المجتمع المدنى فى وضع وصياغة السياسات الخاصة بأزمة التلوث الحاد للهواء وذلك من خلال النداءات واللقاءات والدعاوى القضائية والحلقات النقاشية والمسئولون مصرون على سياساتهم التى أثبتت فشلها عاماً بعد عام .

وإننا فى هذا العام نشدد على ضرورة النظر إلى المطالب سالفة الذكر التى يرفعها المجتمع المدنى بجدية مع إشراكه فى وضع الخطط والسياسات لمواجهة هذه الكارثة المستمرة والتي أصبحت تهدد صحة المصريين ليس فقط فى القاهرة وإنما فى العديد من المحافظات الأخرى 0

كذلك نطالب السيد رئيس لجنة الصحة والبيئة بمجلس الشعب دكتور / حمدى السيد بضرورة عقد لقاء عاجل للجنة لبحث استمرار ظاهرة السحابة السوداء للعام الثامن على التوالى والقيام بدورها فى المطالبة والضغط على الحكومة لاتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف هذه الظاهرة , وكذلك نطالب السادة أعضاء مجلس الشعب باستخدام الأدوات البرلمانية من استجواب وسؤال وطلب إحاطة مع الحكومة ومطالبتها بالاستماع إلى السياسات البديلة التى وضعها الخبراء والمجتمع المدنى .

والمركز يعلن عن استعداده لمساعدة المواطنين الذين تأثرت صحتهم وتتأثر حالياً نتيجة للتلوث الحاد للهواء (السحابة السوداء) على اتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية التى تمكنهم من الحصول على حقوقهم نتيجة إصابتهم وذلك بمقاضاة الجهات المسئولة , على أن يقوم المواطنون باتخاذ الإجراءات الخاصة لإثبات ضررهم الصحى من التلوث الحاد للهواء سواء عن طريق الحصول على تقرير طبى يفيد ذلك أو عن طريق إثبات حالة بقسم الشرطة وأن يقوموا بإرسال هذا التقرير أو رقم المحضر إلينا .