21/2/2008

السيدة المحترمة : وزيرة الصحة
الرباط
الموضوع : حول القرار الغريب للمندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتاونات الذي يمنع بموجبه إيفاد المرضى من المصحات و المستشفيات بالإقليم إلى المستشفى الإقليمي بتاونات ليلا من أجل تلقي العلاج .

تحية طيبة
وبعد ،

بلغ إلى علم مكتب فرعنا أن العديد من المرضى في حالة صعبة (الولادة العسيرة ) تم نقلهم إلى مستشفى الحسن الثاني بغفساي ليلا من أجل تلقي العلاج ، غير أنه و رغم وضعيتهم الصحية الحرجة والتي تتطلب تدخل سريع امتنع المسؤولون بغفساي من إيفادهم إلى المستشفى الإقليمي بتاونات ، مما اضطر الكثير منهم رغم ظروفهم المادية الصعبة إلى التوجه إلى المصحة الخاصة بتاونات ، و منهم من توجه إلى جهات أخرى .

كـما أن نتائج اتصالاتنا و تحرياتنا حول الموضوع تؤكد صحة الخبر ،وأنه بقرار من المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتاونات يمنع إيفاد المرضى إلى المستشفى الإقليمي بتاونات ليلا ، و أنه تم تعليق هذا القرار بجل المصحات و المستشفيات بإقليم تاونات .

إن قرار المندوب الإقليمي للصحة بتاونات و القاضي بمنع مصحات و المستشفيات التابعة لإقليم تاونات بإيفاد المرضى ليلا للمستشفى الإقليمي قصد العلاج ، نعتبره انتهاك سافر للحق في الصحة و إجراء متنافي تماما و الأهداف المسطرة و الملزمة لوزارة الصحة ، كما نتساءل عن مصير صحة المواطنات و المواطنين بإقليم تاونات الذين وجدوا أنفسهم لسبب من الأسباب في حاجة ماسة للعلاج ليلا (أيمكن أن نحدد وقت مرضنا ؟ و وقت الولادة ؟ و خاصة أن جل الإحصائيات تشير إلى أن 80% من الولادات تتم ليلا ) .

السيدة الوزيرة المحترمة ، يمكن التغلب على الخصاص في الموارد البشرية في المجال الصحي و قلة الأدوية و الإمكانيات لتحسين الوضع الصحي بالمغرب ، لكن الموضوع المطروح ، و بكل صراحة هو موضوع أخلاقي،حيث قدم الإنسان(الطبيب ) تنازلا أخلاقيا عاد إلى بعض من غرائزه الطبيعية قبل بناء المدنية ، نتيجة الخوف من الغد والشهوة المتوحشة والمفرطة في رفع من مدخراته ، وأمام عدم المحاسبة والعقاب ازداد الوضع حدة و خطورة.

لذا ، فإن مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي يطلب منكم السيدة الوزيرة المحترمة في إطار مسؤولياتكم ، من جهة اتخاذ كل الإجراءات القانونية لحماية وضمان الحق في الصحة لسكان دائرة غفساي ، وإلغاء القرار الغريب الذي يمنع إيفاد المرضى من المصحات بالإقليم إلى المستشفى الإقليمي بتاونات ليلا من أجل العلاج ، ومن جهة أخرى العمل على الضمان استمرارية سلوكا مدنيا لائقا بقيمنا الأخلاقية و جدير بمكانتنا التاريخية الرفيعة بين الأمم بكل بمؤسسات الصحة العمومية ، وذلك عبر الصرامة في فرض احترام الواجب ومتابعة كل المتلاعبين بصحة المواطنات و المواطنين./. و تقبلوا تحياتنا الطيبة .

عن المكتب : الرئيس
أولاد عياد محمد