27/9/2005

وكأنه قدر لا فكاك منه أن يقف الفلاحون البسطاء وحدهم في مواجهة تلك الأعاصير العاتية التي تحاول أن تقتلعهم من الأرض وتلقي بهم وبأبنائهم في العراء بلا رحمة

تلك الأعاصير التي تتمثل اليوم في التحالف المشبوه بين الإقطاعيين الجدد والشرطة وأصحاب النفوذ , حدث ذلك من قبل في قرية الزيني وبهوت وكمشيش وسراندو وصرد

وفي يوم الخامس من أكتوبر القادم ستتكرر تلك المأساة في قرية معجون بمحافظة الفيوم مجزرة أخري سيسفك فيها دماء الفلاحين المتشبثين بالشرف والعرض , لأن الأرض والعرض عند الفلاحين وجهان لعملة واحدة

وستحدث تلك المجزرة لصالح سيدة تدعي صباح تمام عبد الله التي أدعت أنها من الجيل الرابع لورثة المرحوم محمد معجون والذي تم حل الوقف الخاص به منذ أكثر من أربعين عاما وتحديدا في عام 1962 وتم توزيع الوقف علي جميع ورثته واشتري الفلاحون الأرض من الورثة ولديهم عقود ملكية وحيازات زراعية

لكن صباح تقدمت عام 2002 بمذكرة تطالب بأصل الصورة التنفيذية للورثة والتي بموجبها يمكن لها أن تشرد ألف فلاح وأسرهم

فتصدي لها الفلاحون أمام محكمة الفيوم الابتدائية وأثبتوا أن ” صباح ” تسعي مع مجموعة من الكبار وأصحاب النفوذ لاسترداد أرض تم بيعها بالفعل في قري معجون ومنيا الحيط وتطون وتقدر حوالي 1300 فدانا يعيش عليها أكثر من 75 ألف أسرة , وأنها تحاول أن تبدأ بقرية معجون حتى يمكن أن تطالب بعد ذلك بضم كل الأراضي في القرى الأخري .

في حين أصدرت المحكمة الابتدائية ولجنة الأوقاف حكمها القضائي لصالح الأهالي مؤكدة علي حقهم في الأرض التي قاموا بشرائها منذ عام 1963 وحتى الآن

وجاء في حيثيات الحكم أن المحكمة لم تقتنع بدعوى السيدة صباح بعد أكثر من أربعين عاما وانه ثبت لدي المحكمة وجود نوايا لطرد الفلاحين المالكين للأرض بموجب القانون والحيازة منذ عام 1962, وكان من الممكن أن يتوقف الأمر عند هذا الحد

إلا أن السيدة صباح وبمساندة أصحاب النفوذ قامت بجر الأهالي بواسطة مخبرين إلي مركز شرطة إطسا للتحقيق في الأمر

وتم تهديد الأهالي بكل وسائل القمع والاعتقال والضرب والتعذيب وفي قلب مركز الشرطة إذا لم يتخلوا عن هذه الأرض .

الغريب في الأمر أن تلك السيدة أقامت دعوي أمام المحكمة الاستئناف وصدر حكم لصالحها … أما الغريب في ذلك فهي صيغة الحكم ذاتها

فقد صدر الحكم مشمولا بالنفاذ بشكل يترك المجال مفتوحا أمام قوات الأمن للبطش بأي فلاح يحاول الدفاع عن أرضه , معتبرا اللجوء إلي القوة لانتزاع حق السيدة صباح تمام عبد الله مهمة الجهات المختصة – ” قوات الأمن ” … وعليها أن تقوم بذلك متي طلب منها ذلك بدقة ..!

وبالطبع فإن السيدة صباح لم تضيع وقتا حيث قامت بإبلاغ قوات الأمن لمتابعة اقتلاع الفلاحين من أراضيهم بالقوة وآيا كانت درجاتها وأشكالا وقت الموافقة علي طلبها بأن يتم التنفيذ يوم 5 أكتوبر القادم

وقد توجه ضباط الأمن إلي القرية مطالبين الأهالي بالهدوء وعدم التحرش بالقوات في اليوم المشهود وأن يتم تسليم الأرض وتشريد ألف أسرة تضم أكثر من سبعة آلاف مواطن بلا ضجيج أو شغب

وقد قام الأهالي فور عملهم بالأمر بالتجمع في أراضيهم وقرروا بدء مناوبة حراسة مهددين بأن شبرا واحدا من أراضيهم لن يؤخذ منهم وهم أحياء … وهو الأمر الذي يؤكد أن المعركة قادمة لا محالة في الخامس من أكتوبر ….

بين بسطاء لا يملكون غير سواعدهم وإيمانهم بحقهم في الأرض والحياة …. وبين أصحاب النفوذ الذين تساندهم جحافل الشرطة المدججين بالسلاح .

” من جانبنا …. فإن أولاد الأرض لحقوق الإنسان تطالب النائب بالوقوف الفوري لتنفيذ حكم الاستئناف حقنا للدماء … وحفاظا علي حق الفلاحين في أراضيهم التي تعد مصدرهم الوحيد للرزق والحياة …
” كما تطالب أولاد الأرض لحقوق الإنسان جميع منظمات المجتمع المدني الوقوف صف واحدا مع الفلاحين في حقول قرية معجون ومواجهة أصحاب النفوذ .