11/2005

كان من الطبيعي أن تشهد جولة الإعادة للمرحلة الأولي لانتخابات مجلس الشعب كل الظواهر السلبية التي أفرزتها سياسة الإفقار التي اتبعتها حكومات الحزب الوطني المتعاقبة , فقد تسببت تلك السياسة في إسقاط أكثر من 40% من الشعب المصري تحت خط الفقر …

وكان من الطبيعي كما أسلفنا أن يكون للمال والرشاوى الانتخابية والبلطجية دورها الحاسم في نتائج جولة الإعادة للمرحلة الأولي التي تمت في ثمان محافظات . ففي القاهرة ومن خلال 19 دائرة انتخابية تنافس 64 مرشحا للفوز ب 32 مقعدا وأنقسم المرشحون ما بين 36 مستقلا و 25 للحزب الوطني ومرشحا واحدا لحزب التجمع ومرشح واحد لحزب الوفد وآخر لحزب الغد , أما في محافظة الجيزة فقد تنافس 48 مرشحا علي الفوز ب 24 مقعدا في 13 دائرة انتخابية , وانقسم المرشحون ما بين 27 مستقلا و 18 مرشحا للحزب الوطني ومرشح واحد لكل من التجمع والوفد والغد ,

وفي محافظة المنوفية جرت الإعادة في 10 دوائر انتخابية بين 36 مرشحا للفوز 18 مقعدا وكان انتماء المرشحين ما بين 25 مستقلا و 10 مرشحين الحزب الوطني ومرشح واحد لحزب الأحرار , وفي محافظة بني سويف جرت الإعادة في 7 دوائر انتخابية بين 24 مرشحي للفوز ب 12 مقعدا وانقسم المرشحون ما بين 16 مستقلا و 8 مرشحين للحزب الوطني , وفي محافظة أسيوط جرت الإعادة بين 38 مرشحي للفوز ب 19 مقعدا في 10 دوائر انتخابية وتوزع انتماء المرشحين ما بين 23 مستقلا و 15 مرشحي للحزب الوطني , وفي محافظة المنيا جرت الإعادة في 11 دائرة انتخابية بين 42 مرشحي للفوز ب 21 مقعدا وكان انتماء المرشحين ما بين 26 مستقلا و 15 مرشحا للحزب الوطني ومرشح واحد لحزب التجمع , وفي محافظة الوادي الجديد جرت الإعادة في دائرتين علي ثلاثة مقاعد بين ستة

من المرشحين انقسموا ما بين 3 مرشحين مستقلين ومثلهم للحزب الوطني , أما في محافظة مرسي مطروح فقد جرت الإعادة في دائرتين انتخابيتين بين 8 مرشحين للفوز بأربعة مقاعد وانقسم المرشحون ما بين 6 مستقلين ومرشحين للحزب الوطني , أي أن إجمالي المرشحين في جولة الإعادة كان 266 مرشحا تنافسوا للفوز ب 133 مقعدا , الغريب في هذا الأمر أن عدد مرشحي أحزاب المعارضة كان 8 مرشحين والإخوان المسلمين 44 مرشحا والحزب الوطني 96 مرشحا أما المستقلون المنشقون عن الحزب الوطني فقد كانوا 118 مرشحا وهم يمثلون أدوات الحزب الوطني لخداع الجماهير أو حصان طروادة الذي يضمن للحزب الوطني الفوز بأغلب المقاعد ,

وكان ينبغي إذا أراد الحزب الوطني أن تتم هذه الانتخابات بشفافية كما يدعي أن يقوم بفصل هؤلاء المنشقين ولا يقبلهم مجددا في صفوفه بعد فوزهم في الانتخابات وهو الأمر الذي لن يحدث مما يؤكد أن انتخابات المرحلة الأولي بدأت بالتدليس وبتزوير إرادة الجماهير التي انتخبت المرشح المستقل علي أساس أنه مستقل وليس منتميا للحزب الوطني , ونود هنا أن نشير قبل أن نبدأ في سرد بعض الانتهاكات والتجاوزات التي حدثت في جولة الإعادة للمرحلة الأولي أن نشير إلي بعض الأحكام المتسرعة علي نتائج المرحلة الولي والتي أخذ يرددها الشارع السياسي دون تبصر حقيقي أو تأمل ….

فقد أخذ البعض يردد أن أداء أحزاب المعارضة كان سيئا في المرحلة الأولي وأنها أحزاب هشة تفتقد إلي الجماهيرية … ويبدو أن هؤلاء نسوا أو تناسوا أن قانون الطوارئ وكل القوانين سيئة السمعة حبست تلك الأحزاب في مقارها وصحفها بعد أن منعت المؤتمرات , واللقاء الحر المباشر بينها وبين الجماهير وأرغمت حكومات الحزب الوطني أحزاب المعارضة أن تكون كأسماك الزينة المحبوسة في أقفاص زجاجية والتي لا يسمح لها إلا بتهوية معينة وبأغذية محددة وبدور ومعين وهو الأمر الذي حد من تأثيرها كثيرا في الشارع المصري , أما المقارنة المغلوطة بين أحزاب المعارضة والإخوان المسلمين علي أساس ما فاز به كل طرف من مقاعد في المرحلة الأولي فهو أمر يدعو إلي السخرية , فالإخوان المسلمين تنظيم …

ما زال حتى الآن في نظر السلطات تنظيما غير شرعيا – أسس في أواخر الأربعينيات واستطاع من خلال متكأته الدينية أن ينظم اللقاءات , في المساجد وأن يستقطب من خلال شعاراته الإسلامية , الكثير من الجماهير التي تميل إلي الدين بفطرتها وهو الأمر الذي حرمت منه أحزاب المعارضة , ولو نظرنا إلي نسبة التصويت في المرحلة الأولي والتي لم تتعد 25% في أعلي التقديرات بما يعني أن هناك 75% قد أحجموا عن التصويت فإن هذا المؤشر يؤكد أنه لو تم إلغاء قانون الطوارئ بما يسمح لأحزاب المعارضة التفاعل الحر المباشر مع الجماهير وهذا إن حدث سيقلب الخريطة السياسية رأسا علي عقب وسيصبح لأحزاب المعارضة دورها المؤثر والخطير في الحياة السياسية ..!

نعود إلي الانتهاكات والتجاوزات التي حدثت في جولة الإعادة للمرحلة الأولي , وكان من الغريب أن تقوم الحكومة ممثله في اللجنة العليا للانتخابات بأول تلك الانتهاكات قبل أن تبدأ جولة الإعادة فقد حكمت محكمة القضاء الإداري ببطلان الانتخابات التي جرت في الجولة الأولي من المرحلة الأولي في دوائر بولاق الدكرور ومنشأة القناطر والوايلي وقضت بإعاداتها بين جميع المرشحين في هذه الدوائر بعد تعديل صفات المرشحين حسب الأحكام القضائية إلا أن اللجنة العليا لم تنفذ حكم محكمة القضاء الإداري وسمحت بإجراء جولة الإعادة في تلك الدوائر وكان من الطبيعي أن يحجم الناخبون عن التصويت في دوائر بولاق الدكرور ومنشأة القناطر …! وقد عللت لجنة الانتخابات موقفها بأن مرشحي الإعادة قاموا باستشكال لعدم تنفيذ هذا الحكم مما يستوجب إجراء انتخابات جولة الإعادة ولم تذكر اللجنة أن هذا الاستشكال قدم أمام القضاء المستعجل الذي لا يختص أساسا بتلك القضايا …!

أما أبشع صور الانتهاكات التي رصدناها في جولة الإعادة , فقد تمثلت في إرغام الأرامل للتصويت للحزب الوطني وذلك بربط صرف المعاشات بانتخاب مرشح الوطني وهو ما حدث في اللجان من 78 حتى 87 فقد قامت مسئولة بإدارة معاشات المرج والتي تساند أحد المسئولين بالإدارة التعليمية بصرف المعاشات مقابل تقديم الأرامل للبطاقات الانتخابية والتصويت لصالح مرشحي الوطني وهو ما أكدته كلا من سامية الراوي ونور الهدي عبد العظيم لمندوبي أولاد الأرض لحقوق الإنسان , فقد أكدته أنهما لم يصرف معاشهما إلا بعد أن تأكدت مسئولة المعاشات من أنهما قاما بالتصويت لصالح مرشحي الحزب الوطني في لجان السيدات بمدرستي جمال عبد الناصر ومصطفي كامل …! أما أسوء تجاوزات المرشحين فتمثلت في قيام مؤيدي مرشحي الإخوان المسلمين في دائرة بندر المنيا برفع شعار ” لا لمرشح الكنائس نعم لمرشح المساجد ” ضد وجيه شكري مرشح حزب التجمع والذي كان قدره أنه ينتمي للديانة المسيحية …!

وبعيدا عن القيد الجماعي والأخطاء الجسيمة في الكشوف الانتخابية والتي رصدناها في الجولة الأولي ولم يتم تصحيحها في جولة الإعادة وظل الوضع كما هو عليه فإن البلطجة والرشاوى الانتخابية وحرب المنشورات كانت السمة الغالبة علي انتخابات جولة الإعادة , ففي محافظة بني سويف وفي اللجنة الفنية بنات بدائرة بندر بني سويف شبت معركة بالشوم بين أنصار كلا من مرشح الوطني والإخوان علي مقعد الفئات ورغم تدخل قوات الأمن لفض الاشتباك فقد تمخضت المعركة عن إصابة أحد أنصار المرشح الوطني وتم نقله إلي مستشفي بني سويف , وقد اشتعلت حرب المنشورات في بني سويف فقد وزع الوطني منشورا بعنوان ” وا إسلاما ” وكتبوا بداخله صوتك لمن – كوندا ليزا رايس ترضي عن الإخوان وتعلن التعاون معهم , صوتك لمن هل المسلم لا بد أن يكون من الإخوان .. صوتك لمن .. لا للفتنه .. لا للشعارات .. كلنا مسلمين ” في حين وزع الإخوان منشورا بعنوان ” صحوه لله فأتموها ” وفي لجنة مدرسة الفتح الابتدائية قام عدد من أنصار مرشحي الوطني بتهشيم الكمبيوتر التابع لأنصار مرشحي الإخوان ,

أما في دائرة روض الفرج فقد قام بلطجية مرشحي الحزب الوطني بمحاولة التأثير علي أصوات الناخبين المؤيدين لمرشح الوفد طارق سباق وافتعل البلطجية مشاجرات واشتباكات عنيفة أمام مقر لجنة الوفد بروض الفرج , كما ظهرت بلطجة من نوع جديد من السيدات اللاتي قمن بضرب وإرهاب الناخبات وإجبارهن علي التصويت لصالح مرشح الوطني . وفي مصر القديمة قامت مشاجرة بالأيدي والأسلحة البيضاء وقام أنصار مرشح الحزب الوطني المنشق تيسير مطر بتبادل إطلاق النار مع أنصار مرشح الحزب الوطني ” الرسمي ” بكر عمر مما أدى إلي إصابة بعض المارة والناخبين , ومن بين المصابين عاملة حضانة بمسجد السنية القريب من عقر شياخة كوم غراب بزهراء مصر القديمة وقد تم نقل المصابة إلي مستشفي هرمل بمصر القديمة .

وفي بولاق أبو العلا قام بعض البلطجية بإطلاق النار علي الناخبين لمنعهم من الوصول إلي اللجان الانتخابية للتصويت للمرشح بالدائرة محمد المسعود وكانت لجنة مدرسة الرملة ومدرسة السلام هما أكثر اللجان التي تعرض فيها الأهالي للضرب والسبب وتعرضت بعض الفتيات للتحرش الجنسي وقد اتهم الأهالي مرشح الحزب الوطني بدر القاضي بتأخير هؤلاء البلطجية لإرهابهم ومنعهم من الإدلاء بأصواتهم لصالح المسعود , وقد حدثت مشادة بين المسعود وناخبي القيد الجماعي من العمال بشركة الصرف الصحي بالأزبكية والقاطنين بمحافظة القليوبية والمنوفية والذين جاءوا للتصويت لصالح مرشح الحزب الوطني بدر القاضي , وقد تدخلت قوات الأمن وسمحت بدخول ناخبي القيد الجماعي علي أن يكون القاضي السلطة العليا في البت في الأمر .

وبالفعل قرر قضاه اللجان 57 , 58 , 59 الترجمان السماح لهم بالتصويت لأن أسماءهم مقيدة بالكشوف الانتخابية , في حين قام قاضي اللجنة 56 بمنعهم لأنهم ليسوا من القاطنين في الدائرة , وفي لجنة السلام بدائرة بولاق أبو العلا قام رئيس اللجنة بطرد مرشح الحزب الوطني بدر القاضي من اللجنة وذلك لإصراره علي السماح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم بدون تحقيق شخصيته وبالقطع فإن كشوف أسماء الناخبين في تلك الدائرة امتلأت بأسماء المتوفين والأسماء المكررة , الغريب أنه تم حذف أسماء كل من عبد المنعم حامد سليمان ومحمود نبيل عباس والسيد صالح إبراهيم وعبد المنعم حسن حواس من تلك الكشوف مع أن هؤلاء أدلوا بأصواتهم في نفس اللجنة في انتخابات الرئاسة ..!

أما في دائرة بولاق الدكرور وبالتحديد في لجنة مدرسة مصطفي كامل فقد رفض رؤساء اللجان قيام المواطنين بالإدلاء بأصواتهم من خلال البطاقات العادية مؤكدين علي ضرورة الانتخاب ببطاقة الرقم القومي مما أدي إلي عدم تمكين عدد كبير من الإدلاء بأصواتهم , وفي لجنة مدرسة صفية زغلول اشتكي الكثير من السيدات من بطء حركة التصويت والذي أدي زحام شديد أمام مقر اللجنة وتعرضت السيدات لإغراءات مالية لشراء أصواتهن وعندما رفض تلك الرشاوى تم الاعتداء عليهن بالألفاظ النابية ..!

ومحافظة أسيوط شهدت دائرة بندر أسيوط معركة طاحنة بين مرشح الوطني محمد الصحفي ومرشح الإخوان خالد عودة , فقد قام أيضا مرشح الوطني بالاعتداء بالشوم علي مندوب الإخوان داخل لجنة المخزن الإقليمي وتم الاعتداء علي د . وحيد محمد حسن وتم تحرير محضر بذلك كما شهدت لجنة مدرسة الخياط الثانوية بنات إرهابا حكوميا فقد أحيطت اللجنة بسيارات الأمن المركزي لمنع الناخبين وإرهاب ناخبات الإخوان وتم في هذه اللجنة الاعتداء علي مرشح الإخوان د . خالد عودة من أنصار مرشح الوطني بالسب والقذف والهتافات المعادية كما شهدت بقية لجان أسيوط في حي غرب وشرق اعتداءات بالجملة ما بين مؤيدي الوطني ومؤيدي الإخوان وتدخل الأمن لحلها .

وفي حلوان تعرض عشرة مواطنين لإصابات خطيرة نتيجة تعرضهم للاعتداء بالسنج والجنازير والأحجار من بلطجية الحزب الوطني ضد مندوبي مرشح الإخوان علي فتح الباب في الدائرة 25 , فقد تعرضت لجان النهضة وعمر بن عبد العزيز وعبد الرؤوف ورشاد بشياخة المساكن الاقتصادية لهجوم مفاجئ من بلطجية الحزب الوطني في محاولة استخدام ” البطاقة الدوارة ” وقد تصدي لهم مندوبو مرشح الإخوان , فقام البلطجية بالاعتداء عليهم بالسنج والجنازير مما أسفر عن إصابة عشرة من عناصر الإخوان , وقد أصيب الناخبون بالفزع وعادوا غلي منازلهم دون تصويت , كما تعرضت هذه اللجان للغلق لمدة نصف ساعة وتعرض أيضا مرشحي المعارضة ومن بينهم الإخوان للمنع من الوقوف أمامها في محاولة من البلطجية للتزوير لصالح محمد مصطفي مرشح الحز ب الوطني , وفي دائرة مزغونة بمحافظة الجيزة قام مؤيدو مرشح الحزب الوطني عصام أبو المجد بإلقاء الزجاجات الفارغة والطوب علي المقر الانتخابي بالمدرسة الإعدادية بمزغونة وذلك لإصرار رئيس اللجنة علي إبراز الناخبين للبطائق الشخصية مما أدي لإصابة رئيس اللجنة,

وفي حين شهدت لجان السيدات إقبالا كبيرا منذ الصباح الباكر خاصة في مدرسة شجرة الدر التي تضم 6 لجان , وقد لاحظ مندوبنا أن اللجنة 58 لم يكن رئيسها حريصا علي التأكد من تحقيق شخصية الناخب …! وفي دائرة الشهداء بمحافظة المنوفية شهدت لجنة قرية شهالة أعمال عنف من أنصار مرشح الوطني علي مقعد العمال أحد العيسوي وقاموا بطرد الصحفيين ومندوب أولاد الأرض إلي خارج القرية وفي لجنة قرية ميت بره لم يستخدم رؤساء اللجان الحبر الفسفوري لساعات عديدة , كما قام بكري طولان عضو مجلس الشورى ” وطني ” بمنع الناخبين الذين ينتمون للإخوان من الوصول إلي اللجان بدائرة الشهداء وخاصة بقرية ” شمياطس ” وقام بعض البلطجية بالاعتداء علي المندوبين وقد أصيبت إحدى المندوبات وتم نقلها إلي مستشفي الشهداء المركزي , وفي دائرة بندر شبين الكوم وفي لجنة الشهيد الجندي بالقرية الغربية قامت مجموعة من البلطجية بافتعال مشاجرة بالسنج وقاموا بإطلاق النيران بالقرب مقر اللجنة لإرهاب الناخبين , وفي دائرة أسطنها قام أنصار مصطفي عوض المرشح المستقل بإغلاق المجمع الانتخابي بمدرسة أسطنها الثانوية أمام مرشح الإخوان الدكتور ياسر محمود ومنعوا أنصاره من التصويت , وكان رد فعل أيضا مرشح الإخوان أن قاموا باقتحام مقر اللجان واعتدوا علي الناخبين بالضرب مما أدي إلي إصابة أربعة مواطنين .

وفي محافظة المنيا شهدت دوائر مركز سمالوط بعض التجاوزات الأمنية وذلك حين تدخل عميد شرطة بإحدى لجان دير سمالوط وتحرش بأنصار المرشح الوطني الذي قام بإبلاغ اللواء عبد المجيد سليم مدير أمن المنيا الذي أمر علي الفور باستبعاد العميد .

وقد شهدت دائرة ” مايو والتبين ” بحلوان منافسة شرسة بين مصطفي بكري مرشح الجبهة الوطنية ونبيل الجابري مرشح الحزب الوطني علي مقعد الفئات استخدمت فيها حرب المنشورات بين الطرفين , واستعان الجابري بسيارات الشركة القومية للأسمنت لنقل الناخبين إلي مقار اللجان وشهدت الدائرة العديد من المفارقات منها نقل 150 اسما من الكشوف من مدرسة الرشاد بمنطقة المساكن الاقتصادية إلي مكان آخر مجهول …!

وقد وصلت البلطجة في جولة الإعادة ذروتها حين تعرض كل من المستشارين صلاح درويش ومحمد عبد الرحمن وفيصل حرحش رؤساء اللجان 48, 49 , 50 ومقرها المعهد العدوي الأزهري في حي عبد السلام عارف في دائرة بندر ومركز بني سويف للاعتداء من أنصار وبلطجية أبو الخير عبد العليم مرشح الحزب الوطني بالسيوف والمطاوي عقب اقتحامهم للجنة واستخدموا الكراسي والمناضد في الاعتداء علي الناخبين لمنعهم من التصويت لمرشح الإخوان , وقد اعد المستشارون الثلاثة مذكرة رسمية بالاعتداءات وأرسلوها إلي رئيس اللجنة العامة ..!

ولم يكن في ظل هذا المناخ إلا أن تستشري ظاهرة الرشاوى الانتخابية وشراء الأصوات , فقد برزت تلك الظاهرة في معظم الدوائر ” إن لم يكن في جميعها ” ففي دائرة عابدين قام مرشحو الوطني بتوزيع مبالغ مالية علي الناخبين , وقام طلعت القواس برفع سعر الصوت الانتخابي لموظفي المحافظة من 30 جنيها في الجولة الأولي إلي 40 جنيها في جولة الإعادة , وفي الدائرة 22 دار السلام ومصر القديمة أمام المدرسة الفنية المعمارية وقف عشرات الأنصار للمرشحين أمام المدرسة وداخلها لجذب الناخبين وإعطائهم 50 جنيها مقابل الصوت , وفي حلوان رصدت أولاد الأرض حول لجان حلوان البلد تقديم الرشاوى علنا للناخبين وبلغ سعر الصوت ما بين 30 غلي 50 جنيها , وفي دائرة روض الفرج قام مرشح الوطني بشراء الأصوات ووصل سعر الصوت الانتخابي 100 جنيها , وفي دائرة المنيل كانت الأموال تتدفق ببذخ أمام اللجان الانتخابية من خلال المنافسة الشرسة علي مقعد الفئات بين ممدوح مكي مرشح الوطني وشاهيناز النجار ” مستقل ” .

ومن المؤكد فإن ظاهرة الرشاوى الانتخابية ستبرز بشدة خلال المرحلة الثانية والثالثة , وأن تلك الظاهرة ستظل قائمة , ففي ظل سياسة الإفقار التي تتبعها الحكومات المتعاقبة للحزب الوطني سيظل دائما المواطن البسيط عرضة للبيع والشراء …!

يبقي لنا أن نؤكد أن حياد الشرطة في جولة الإعادة كان إيجابيا في فض الصدامات والمشاجرات بين أنصار المرشحين … ولكن هذا الحياد الإيجابي تجاوز حدوده في بعض الدوائر حين قامت الشرطة بعمل كردونات لمنع الناخبين من الوصول إلي اللجان …!