13/4/2006
يتوالي مسلسل الاعتداء علي حرية الرأي والتعبير في مصر ،هذا المسلسل المتمثل في استمرار حبس الصحفيين وتدخل مؤسسة الأزهر في شؤون الفكر والإبداع وتأتي مصادرة ديوان ( هكذا عن حقيقة الكائن وعزلته أيضا ) للشاعر محمد آدم بعد طباعته وتوزيعه علي مكتبات الهيئة العامة للكتاب في الأسبوع الأول من مارس حيث تمت مصادرته في الأسبوع الثالث منه وذلك بسحب نسخ الديوان من مكتبات الهيئة ،مما يعد انتهاكا للمادة 19 من العهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية الفقرة الثانية الخاصة بالحق في حرية الفكر والتعبير والإبداع .
وفي مقابلة من مراقب المرصد مع الشاعر محمد آدم ذكر أن هذه ليست السابقة الأولي التي تتم فيها مصادرة لأحد دواوينه حيث تمت مصادرة ديوان آخر له عام 1992بعنوان ( أنا بهاء الجسد واكتمالات الدائرة ) وكانت المصادرة بسبب تقرير صادر من الأزهر يتهم الشاعر بالاستخدام القرآني داخل النص ، وذكر أيضا أنه سلم الديوان للهيئة عام 1998 في ظل رئاسة الدكتور سمير سرحان وتمت طباعته ونشره ومصادرته في شهر مارس 2006 ، وبسؤال الشاعر محمد آدم عن السبب الكامن وراء مصادرة ديوانه نفي علمه بالسبب الحقيقي للمصادرة وقال أنه تتواتر أنباء غير مؤكدة عن ضغوط تعرضت لها الهيئة ووزارة الثقافة من قبل أحد نواب الإخوان بمجلس الشعب والتلويح بتقديم استجواب إلي وزير الثقافة بشأن الديوان إذا لم يتم سحبه من المكتبات.
وفي هذا السياق يدين المرصد المدني لحقوق الإنسان مصادرة الكتب والأعمال الأدبية والفنية تحت أية دعاوي ويطالب مؤسسات وأجهزة الدولة الثقافية الالتزام بالمواثيق الدولية الخاصة بحرية الرأي والتعبير وفي القلب منها المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه مصر عام 1982 وأضحي تشريعا وطنيا بمقتضي المادة 151 من الدستور المصري كما يطالب الهيئة العامة للكتاب بالإفصاح عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء سحب ومصادرة الديوان من المكتبات ، وضرورة إعادة طرحه مرة ثانية ، احتراما للحق في حرية الرأي والتعبير المنصوص عليها في المادة 47 من الدستور المصري.