10 مايو 2004
يتم يوم الأحد 16 ماي 2004 استحضار الذكرى الأولى للعمليات الإرهابية التي روعت مدينة الدار البيضاء ليلة 16 ماي 2003، و التي خلفت 33 قتيلا و العديد من الجرحى و المعطوبين في صفوف مواطنين أبرياء، مغاربة و أجانب، بالإضافة إلى 12 انتحاريا حولهم التطرف الديني إلى قنابل بشرية هدفها التدمير الأعمى للحق في الحياة و السلامة الجسدية.
و بهذه المناسبة إن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يعلن ما يلي:
- تأكيد تنديد الجمعية بالعملية الإرهابية ليوم 16 ماي و تضامنها التام مع عائلات الضحايا المتوفين و مع الضحايا الأحياء الذين يجب أن يحظوا جميعا بمواساة و عناية المجتمع و الدولة.
و بالمناسبة فإن الجمعية تجدد إدانتها لكل العمليات الإرهابية سواء ببلادنا أو عبر العالم المستهدفة لمدنيين أبرياء و لحقهم في الحياة و السلامة البدنية و تخص بالذكر عمليتي 11 شتنبر 2001 في نيويورك و 11 مارس 2004 في مدريد. - إن الجمعية تستنكر مجددا التجاوزات و الإنتهاكات و كل الإجراءات التعسفية التي واكبت عملية مواجهة الإرهاب ببلادنا و أبرزها المصادقة على القانون التراجعي المتعلق بمكافحة الإرهاب، و الإختطافات و التعذيب و المحاكمات غير العادلة، و الأحكام القاسية (منها 17 حكما بالإعدام) بل الجائرة في العديد من الأحيان و ظروف الإعتقال غير الإنسانية.
- إن الجمعية تؤكد أن المواجهة الجدية لظاهرة الإرهاب التي استعمل فيها الشباب كأداة لتحقيق أهدافه المقيتة لا يجب أن تقتصر على الواجهتين الأمنية و القضائية بل يجب أن تراعي أسبابها العميقة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و مع الإحترام التام للحريات و حقوق الإنسان. و هذا ما يتطلب بالأساس:
– وضع الأسس الصلبة لمجتمع تسوده الديموقراطية و حقوق الإنسان و لدولة الحق و القانون بدءا بإقرار دستور ديموقراطي.
– احترام الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية للمواطنين و المواطنات بدءا بالحق في الشغل و الحياة الكريمة للجميع و تخليصهم من الفقر و الجهل و المهانة.
– جعل حد لاستعمال الدين لأهداف سياسية و المراجعة الشاملة للتوجهات الرسمية التعليمية و الثقافية و الإعلامية والدينية في اتجاه نبذ العقلية التكفيرية و إشاعة ثقافة التسامح الديني و تشجيع التوجهات العقلانية و العلمية و نشر ثقافة حقوق الإنسان على مستوى كافة أطوار التعليم و في كل قنوات التنشئة الإجتماعية.
– اتخاذ مواقف واضحة من طرف الدولة لمواجهة العدوان الإمبريالي و إرهاب الدولة الأمريكي الإسرائيلي ضد الشعوب خاصة في فلسطين و العراق و أفغانستان و للتضامن معها في مواجهتها للإحتلال و الإبتعاد عن الإنحياز للإدارة الأمريكية و عن التطبيع مع إسرائيل و مع الصهيونية العالمية.
· و أخيرا إن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان و هو يؤكد موقف الجمعية المعادي للإرهاب مهما كان مصدره – جماعات أو دول – و الذي يميز بين الإرهاب كجريمة ضد الإنسان و بين المقاومة المشروعة للشعوب ضد القهر و الإحتلال، يعتبر أن الحصانة الحقيقية ضد الإرهاب ببلادنا تكمن في سيادة الديموقراطية و حقوق الإنسان و ينادي كافة فروع الجمعية و مناضليها بمختلف المناطق إلى الإحياء استحضار لحظات مأساة العمليات الإرهابية ل 16 ماي سواء في أنشطة خاصة أو في عمل وحدوي مع قوى حقوقية و ديموقراطية أخرى
المكتب المركزي
في 10 مايو 2004