10 أكتوبر 2004م

مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية
بيان صحفى ردا على ما نشر من تصريحات منسوبة لشيخ الأزهر

طالعتنا جريدة الرأى العام الكويتية فى عددها الصادر بتاريخ 8/10/2004 ،وتبعتها جريدة الوفد المصرية بتاريخ 9/10/2004 بتصريحات عدائية من شيخ الأزهر بخصوص مركز ابن خلدون ولقاءه الأول حول “الاسلام والاصلاح” وما صدر عنه من اعلان نهائي . وان صحت نسبة هذه التصريحات لشيخ الأزهر ، فإننا نود أن نوضح له بعض الحقائق لمجرد التوضيح:

– أولا : يقول شيح الأزهر” إن مشاركة مراكز غربية في المؤتمر وصمة عار ونكبة يجب ان يتداركها المجتمع والمسئولون”
ونحن نتسائل هل يرى شيخ الأزهر أن الاجتهاد حكر على فئة معينة من البشر يستثنى منهم الغربيين ؟ وماذا نفعل فى أقسام الدراسات الاسلامية فى الجامعات الغربية ؟ هل نطالب بإلغائها لعدم الاختصاص ؟ وهل نرفض الحوار مع هؤلاء الغربيين بحجة عدم اختصاصهم بالحديث عن الاسلام ؟ . يسعدنا أن نذكر شيخ الأزهر أن الاسلام رسالة عالمية جاءت لجميع البشر ، وأن الاجتهاد فريضة اسلامية ، وأن باب الاجتهاد مفتوح أمام الجميع ولا يملك أحد إغلاقه أو إحتكاره ، وأنه لايوجد كنيسة أو”كهنوت” فى الاسلام ، وأن الاحتكام فى هذه القضايا انما يكون للحجة والبرهان ، وليس بإلقاء الاتهامات والتخوين والتسفيه. وان “من اجتهد فأخطأ فله أجر ومن أصاب فله أجران” .

– ثانيا :يقول شيخ الأزهر : ” ان توصيات المؤتمر باعتماد النص القرآني مرجعية حاكمة وحيدة هي دعوة صريحة لاغفال مصدر رئيسي من مصادر التشريع في الاسلام ، وهو السنة النبوية”
ونحن نطالب شيخ الأزهر بإعادة القراءة الدقيقة للبيان الختامي للمؤتمر وسيجد أننا لم نطالب بإلغاء السنة النبوية وأن ما طالبنا به هو اعتبار القرآن الكريم هو وحده المنزه عن التحريف و هو وحده المحفوظ بيد الله الى يوم القيامة ، وهو المرجعية الحاكمة الوحيدة على ما سواه، أى أن نحتكم اليه اذا ما اختلفنا ، وهذا فرض قرآني صريح ، يقول تعالى (أفغير الله ابتغى حكما وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا : الأنعام 114 )، فهل يختلف معنا شيخ الأزهر فى هذا ؟ أى هل لديه مرجعية حاكمة أخرى نحتكم اليها عند الاختلاف ؟ ألا يعلم شيخ الأزهر أن الكثيرمن الأحاديث والتفسيرات مشكوك فى صحتها ؟ وأن الكثير منها مسئول عن اتهام الاسلام بالعنف والإرهاب والجمود؟ إن كان يعلم ، وبالقطع هو يعلم ، فإن واجبه ، بل واجبه الأول الذى يفرضه عليه قانون الأزهر، هو الاجتهاد من أجل تجلية حقائق الاسلام وتنقيته مما يشوبه من أكاذيب وخرافات يعترف بوجودها الداني والقاصى.

– ثالثا : يقول شيخ الأزهر : ” ان هؤلاء جماعة خارجون وسبق ان اتهم احدهم بخيانة البلاد” ونحن نأسف لما قاله شيخ الأزهر اشارة لقضية د. سعد الدين ابراهيم والعاملين بمركز ابن خلدون ويسعدنا أن نوضح له الحقائق التالية:

    • 1- أن د. سعد الدين ابراهيم لم يتهم بخيانة البلاد بل بتهم أخرى اصطنعتها مباحث أمن الدولة المصرية .

    • 2- إن حكم أعلى محكمة فى مصر – محكمة النقض- أعلن براءة د. سعد الدين ابراهيم و العاملين فى المركز من جميع التهم الموجهة اليهم ، بل وأدان ضمنيا سخافة التهم الموجهة اليهم ، فهل لشيخ الأزهر رأى مخالف لمحكمة النقض؟ وهل يعتبر شيخ الأزهر الاتهام فى حد ذاته إدانة ؟

    3- هل من حق شيخ الأزهر اتهام بعض المفكرين المسلمين بأنهم خارجون عن الإسلام ؟ ألا يعنى ذلك اتهامنا بالكفر وتعريض حياتنا للخطر ؟ أليست اتهامات مماثلة مسئولة عن اغتيال فرج فودة وتعرض الأديب العالمي نجيب محفوظ لمحاولة الاغتيال؟ اننا ننأى بالأزهر عن الانزلاق الى هذا الأسلوب التكفيري الذى استخدمته جماعات العنف والتطرف و سبق أن أدانه الأزهر نفسه.

– رابعا : يطلب شيخ الأزهر :” ايقاف مؤتمرات مركز ابن خلدون لدورها التخريبي في المجتمع المصري” ونحن نؤثر على شيخ الأزهر استخدام هذه اللهجة التحريضية الكهنوتية الغير مسبوقة لاستعداء أجهزة الدولة والحكومة المصرية ضد المركز، ونذكره بأن الأزهر مؤسسة مدنية تخضع للقانون المصرى وتمول من قبل دافعى الضرائب المصريين ، ونحن منهم. ونطالبه بدلا من الاكتفاء باستعداء الدولة على المركز بان يرد ردا موضوعيا على ما جاء فى البيان الختامي للمؤتمر.

أخيرا : لقد أثرنا أعلاه الكثير من الأسئلة التى ننتظر الرد عليها تحديدا من شيخ الأزهر وندعوه للاشتراك ، أو من ينوب عنه ، فى الاجتماعات التالية التى سينظمها المركز بالتعاون مع مراكز عربية وغربية أيضا للحوار حول اصلاح المسلمين بالإسلام.