29/10/2005

الساعة الثانية عشر يوم25أكتوبر2005 كان موعد الاعتصام الذي قررت أمهات المعتقلين المصريين تنظيمه أمام مقر وزارة الداخلية، كما كان متوقعاً حاصرت قوات الأمن النساء المشاركات بالاعتصام من بداية تجمعهن أمام مقر نقابة المحامين بشارع رمسيس و أمام أقرب محطة مترو لمكان الاعتصام – محطة سعد زغلول

عندما تجمعت الأمهات أمام مقر الوزارة بعد ساعة كاملة من موعد بدء الاعتصام- برفقة عدد من الشباب المتعاطفين مع قضيتهن و مطالبهن حاصرت الشرطة الجميع (باستخدام الحواجز الحديدية و صفوف متوالية من العساكر و الضباط ) حاصورا السيدات على الرصيف المقابل ، لحد أن الحركة داخل هذا المكان- السجن كانت صعبة للغاية خاصة في ظل وجود مسنات و أطفال.

مدير أمن القاهرة نبيل العزبي و رتب أخرى كبيرة و قوات و سيارات أمن مركزي و قوات و سيارات شرطة كلهم كانوا موجودين ، لماذا ؟ لحصار 25 سيدة و 5 شباب !،اعتدى الضبط – بأنفسهم- و منهم لواء و رائد شرطةو رتب أخرى ، أكثر من مرة على النساء و الشباب المشتركين بالاعتصام و حاولوا خطف أحد هؤلاء الشباب ممن كانوا يقومون بالهتاف ، و أكثر من مرة يوجهون لهم الحديث “روحوا بقى لبيوتكم انتوا بتتعبونا كده معاكم” و وصل الأمر إلى ضرب الأطفال و منهم الطفل عبدالله يحي11 سنة الذي أصيب بعينه اليسرى و أخته خديجة 10 سنوات

هجوم الضباط في الحيز الضيق الذي كانت تقف به النساء أدى لجرح البعض منهن، و إحدى السيدات المسنات كانت تعاني من صعوبة شديدة في التنفس و رفض الضباط أن تخرج لأي مسجد قريب لتغسل وجهها أو تستخدم المرافق ، العصا التي استخدمها احد الضباط في ضرب احد الشباب سقطت و التقطتها سيدة من المعتصمات و لدينا صور عديدة لهذه المهزلة إهداء لوزارة الداخلية المصرية عن الطريقة التي يتعامل بها منتسبوها مع النساء و المدنيين

كذلك طاقية احد العساكر الذين كانوا يحيطون بالمعتصمين سقطت ايضا عند هجومهم المظفر، جن جنون الضباط من هذا و أخذوا يكيلون الشتائم للجميع !!!، بالطبع استرد الضباط العصا و الطاقية بعد أن هجموا على النساء عدة مرات لاستعادة ما فقدوه !!!!، لكن ألم يفكر هؤلاء أنهم فقدوا شيئا أهم عندما صورتهم كاميرات الاعلام و هم يهجمون على النساء و الأطفال أمام مقر وزارتهم ؟ هل هذه حقوق الانسان و حفظ كرامة المواطن التي يتحدثون عنها ؟؟

رفض الضباط أي طلب للخروج من الكردون الذي أحاطونا به حتى للذهاب للمسجد و الوضوء ، لك أن تتخيل نساء و اطفال مسجونين على رصيف و ظهورهم لحائط لمدة 12 ساعة متواصلة و في رمضان !! أكثر من مصور فوتوجرافي و فيديو من وزارة الداخلية تفرغوا لتسجيل اليوم و تصوير الشباب المتعاطفين مع أمهات المعتقلين

و استمر الاعتصام و رفضوا انضمام شخصين حاولوا الانضمام للاعتصام ، و رفضوا خروج أحد من النساء أو الشباب لإحضار إفطار – لا تنسوا نحن في رمضان و صائمين، الاعتصام استمر كسابقه في الثلاثاء الماضي حتى منتصف ليل القاهرة تقريبا ، رفض اللواءات استلام مذكرة قانونية

و رفضوا حتى أن تقابل أي سيدة مسئول بالوزارة ، ضباط وزارة الداخلية كانوا يطلبون إنهاء الاعتصام و الخروج فرادى و بين كل شخص و الآخر نصف ساعة ! و كان 2-3 ضباط يسيرون وراء أي شخص يخرج من الاعتصام ، للمراقبة و التأكد أننا لن ننقل المظاهرة لمكان آخر – و وصل بهم الأمر أنهم طلبوا من أحد الشباب ممن كانوا يقومون بالهتاف أن يقبل حذاء ضابط حتى يسمح للنساء بالعودة لمنازلهن و هددوا الجميع بالاعتقال، الكردون الأمني و التضييق الشديد على حركة النساء لم يمنع الإعلام المصري و الأجنبي من التقاط صور و مشاهد الضرب ..

للأسف لم يكن هناك مشاركة في الاعتصام من القوى و الحركات المصرية ، ساندنا بعض الإعلاميين الشرفاء و محرري مواقع الانترنت في نشر ما حدث أولا بأول و اتصالهم بنا دوما عبر الهاتف، و كانت هناك مساعدة مشكورة من مركز النديم للتأهيل النفسي لضحايا العنف ، و الأستاذ أحمد سيف المحامي و الدكتورة ليلى و الدكتور ماجدة عدلي من مراكز حقوق الإنسان.

النساء استخدمن طبلة المسحراتي اثناءالهتاف ، و هناك طفلة صغيرة في الثالثة كانت تقود الهتاف أحيانا ، و رفع المعتصمون لافتات لا للطواريء أفرجوا عن أولادنا .. و كان الضباط سعداء جدا عندما سقطت إحدى اللوحات منا فأخذوها و احتفظوا بها!!

و في هذا اليوم رددت هتافات أهمها :

إحنا أهالي المعتقلين
يوم ورا يوم معتصمين
لجل ولادنـــــا المعتقلين
طلعوهم م الزنازين
إحنا أهالي المعتقلين
ع الفطار مقهورين
ع السحور حزانين
و آدي حالتنا في رمضان
فين هيه حقوق الإنسان

و اللي ها يظلم في رمضان
بكرة يحصل غازي كنعان

رمضان جانا رمضان جانا
و أهالينا في الزنزانة
رمضان جانا .. و لا فرحنا به
اصل الابن طال غيابه
اصل الأب طال عذابه
أصل الأخ راح مكانه
رمضان جانا .. و لا فرحنا به
و أهالينا في الزنزانة

قول قول يا مسحراتي
قول قول قول
أمن الدولة اعتقلوا اخواتي
يا عزيز عيني و أنا بدي أروح بلدي
بلدي يا بلدي .. و السلطة أخدت ولدي
اشهد يا ربي .. شوف يا شعبي
أنا حقي راح ف بلدي

لما تلاقي جوع مع ظلم
لما تلاقي ظلم و قهر
لما تلاقي عشة و قصر
معتقلات مالها حصر
يبقى أنت أكيد ف مصر
يبقى انت أكيد ف مصر

همه مين و إحنا مين
إحنا الشرفا المصريين
إحنا أهالي المعتقلين
و همه الفسدة و الظالمين
معتصمين معتصمين
ضد القتلة و الظالمين
طول الليل هنا قاعدين
لا كراسي و لا بطاطين
على أرض وطنّا قاعدين
حتى خروج المعتقلين

همه يصيفوا في مارينا
و إحنا الجوع والفقر هارينا
همه يشتوا في منتجعات
و إحنا ولادنا ف المعتقلات

يا مصور الداخلية سيبك بقى م الكاميرا دي
دا إحنا اخوات في الإنسانية

و لا بد من يوم معلوم
تترد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم
أسود على كل ظالم

أمهات المعتقلين المصريين
aynawaladi@hotmail.com