10/11/2005

مقدمة
لادراكها ان الانتخابات الحرة و النزيهة و العادلة هى أساس أى تجرية تحول ديمقراطي حقيقى ، فقد قامت اللجنة المصرية المستقلة لمراقبة الانتخابات المكونة من 16 منظمة أهلية مصرية بتأهيل و اعداد اكثر من 5000 مراقب لمراقبة الانتخابات التشريعية من أجل ضمان نزاهة و مصداقية العملية الانتخابية . و يراقب أعمال التصويت و الفرز للجولة الأولى من المرحلة الأولى 1586 مراقب تابعين للجنة المستقلة فى 82 دائرة انتخابية مكونة لمحافظات المرحلة الأولى الثمانية.

وترحب اللجنة بالرح التعاونية و الحيادية التى أبدتها السلطات الأمنية فى التعاون مع اللجنة المستقلة وعدم تدخلها لصالح اى من المتنافسين فى الانتخابات . كما ترحب اللجنة باستخدام الصناديق الشفافة وقرار السماح للمراقبين المستقلين بمراقبة أعمال التصوت.

وبصورة عامة فإن مراقبو اللجنة المستقلة قد رصدوا بعض الجوانب الايجابية ، حيث احترم المسئولين الانتخابيون فى معظم الحالات قواعد التأكد من شخصية المصوتين و استخدام الحبر الفسفورى غير القابل للازالة و تم استخدام الصناديق الشفافة لأول مرة . ولكن فى نفس الوقت فإن اللجنة تعلن قلقها من توارد مجموعة خطيرة من الانتهاكات الواسعة التى أثرت على مصداقية و نزاهة العملية الانتخابية . وقد تضمنت هذه الانتهاكات : تهديد الناخبين ، ، شراء الاصوات ، تسويد البطاقات ، و تسريب بطاقات حمراء مختومة . وبالاضافة الى ذلك توارد أخبار عن حالات اختطاف و عنف و اعتقال و اطلاق نار ألقت بظلال مقيتة من السواد على العملية الانتخابية .

من جهة أخرى فقد فشلت السلطات الرسمية فى توفير آليات لضمان التأكد من مصداقية نتائج الانتخابات. ان الاغلبية العظمى من المراقبين تم منعهم من مراقبة عملية فتح اللجان فى مخالفة لقرار اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية وحكم الادارى و رغم حصول بعضهم على كروت وزارة العدل . و بالاضافة الى ذلك فقد تم منع ما يقرب من ربع عدد المراقبين من مراقبة الفترة الأولى من عملية التصويت . و لم يتمكن من دخول لجان الفرز الا عدد قليل من مراقبى اللجنة أفادوا بوجود أوجه قصور بالغة فى عملية الفرز تقلل من امكانية الحكم بمصداقية تعبير النتائج عن ارادة الناخبين فى ظل اجراء عملية الفرز بصورة عشوائية و فوضاوية. و الأهم من ذلك فإن الفرز الجماعى للصناديق لا يتيح عرض نتائج فرز كل الصناديق على حدة حتى يتم ابلاغها للحاضرين من المرشحين و مندوبيهم او المراقبين و تم نقل نتيجة كل صندوق على حدة الى مكان منفصل لتجميعها بصورة سرية ثم تم اعلان نتائج جميعه الصناديق دفعة واحدة بدون تحديد النتائج التفصيلية .

نتائج المراقبة :
1- السلطات تفشل فى ارساء آليات لضمان مصداقية النتائج
ان اللجنة المستقلة لا تستطيع ان تصف العملية الانتخابية بالنزاهة و العدالة و الحرية اذا لم يتمكن المواطنون من مراقبتها فى كافة الأوقات و المراحل للتأكد بأنفسهم من كيفية توزيع الأصوات كى تعبر النتائج بدقة عن خيارات الناخبين. ولذلك فإن السماح للمنظمات الأهلية بمراقبة عملية التصويت فقط يصبح غير ذات معنى اذا لم يتمكن المراقبون من المراقبة الكاملة للاجراء التالى للتصويت وهو الفرز . ولذلك تناشد اللجنة المستقلة السلطات المعنية استكمال البناء على الاتجاه الايجابي بالسماح لمراقبي المجتمع المدنى بمراقبة الانتخابات بصورة كاملة و فعالة ومستقلة.

2- استمرار تعنت السلطات المختصة يضر بشفافية العملية الانتخابية
ان قرار وزارة العدل الذى صدر فى الساعات الأولى من صباح يوم الانتخابات برفض اعطاء تصاريح للمراقبين التابعين لمنظمات و مراكز أهلية تاسبعين للجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات بحجة انهم غير مسجلين تبعا لوزارة الشئون الاجتماعية ، وهو ما يحد من حرية استقلالية عمل منظمات المجتمع المدنى المصرى .
واتخاذ هذا فى اللحظات الأخيرة يؤكد استمرار نهج السلطات الانتخابية فى استخدام سياسة حجب المعلومات و اشاعة فوضى عامة حول المراقبة المحلية . ومما يؤيد ذلك أيضا فقد امتنعت السلطات الانتخابية عن ابداء أية معلومات حول اجراءات عملية الانتخاب و أماكن و توزيعات اللجان الفرعية و قوائم الناخبين للمراقبين ولوسائل الاعلام . وهو ما يؤثر على مصداقية وشفافية العملية الانتخابية .

3- الانتهاكات الخطيرة والواسعة تفسد الانتخابات
شابت الانتخابات مجموعة كبيرة من الانتهاكات التى أثرت بشكل كبير على مصداقية ونزاهة العملية الانتخابية. فقد سجلت حالات كثيرة من عمليات تهديد الناخبين ، ، شراء الاصوات ، تسويد البطاقات ، و تسريب بطاقات حمراء مختومة . وبالاضافة الى ذلك توارد أخبار عن حالات اختطاف و عنف و اعتقال و اطلاق نار ألقت بظلال مقيتة من السواد على العملية الانتخابية .

تقييم اليوم السابق للانتخابات
على مدار اليوم السابق لاجراء الانتخابات قام المراقبون فى جميع دوائر محافظات المرحلة الأولى بفحص مقرات الاقتراع لقياس مدى استعدادها لاستقبال الناخبين و اجراء العملية الانتخابية بنجاح. و قد أفاد مراقبونا وجود بعض الايجابيات منها أن أغلب اللجان الانتخابية قد تم تعريفها للناخبين ولكن أفاد المراقبون ان هذه اللجان لم تستقبل المواد الانتخابية اللازمة لبدأ التصويت. و تجهيزها للتصويت بإزالة الدعاية الانتخابية للمرشحين.

كما رصد المراقبون تسرب بطاقات اقتراع فى بعض دوائر محافظة بنى سويف والقاهرة مساء الثلاثاء 8 نوفمبر وقبيل بدأ الانتخابات بساعات . و استطاع بعض المراقبين جمع بطاقات انتخابية فى دائرة المطرية و عين شمس معلم عليها بالتصويت لصالح مرشحى الحزب الوطني يتم توزيعها على المواطنين. وهو ما يعتبر انتهاكا خطيرا يضر بمصداقية و نزاهة العملية الانتخابية .

 

انتهاكات و تجاوزات عملية التصويت
طرد وتهديد مراقبي اللجنة المستقلة

فى دائرة الصف بالجيزة بلجنة مدرسة القويز تم طرد ثلاثة مراقبين من اللجنة وتهديدهم من قبل ضابط شرطة بالسلاح باطلاق النار عليهم فى حالة عودتهم للمراقبة . فى لجنة أخرى بنفس الدائرة قام مجموعة أشخاص مجهولون بطرد المراقبين التابعين للجنة و مصادرة بطاقة أحدهم و بعض متعلقاته الشخصية بدون ان تتدخل الشرطة لحماية المراقبين و ارجاع متعلقاتهم اليهم .

منع المراقبين من دخول اللجان
وفى مناطق أخرى كالجمالية بالقاهرة بمدرسة الحسين قام مستشار اللجنة احمد عبد الحافظ بطرد مراقبو اللجنة المستقلة أثناء قيام مرشح الحزب الوطني الوزير محمد ابراهيم سليمان. والسماح بالتصويت الجماعى لأنصاره الذين حضروا للتصويت معه . وفى دائرة الخارجة بالوادى الجديد أصر قام المسئولون الانتخابيون قام رئيس لجنة مدرسة ناصر الاعدادية بالخارجة باحتجاز المراقبين واجبارهم على التعهد بالبقاء داخل اللجنة حتى انتهاء اعمال التصويت بدون الاتصال بأحد.

واللجنة المستقلة تدين بشدة هذا التعنت و التضييق الرسمي لمواطنين يسعون لضمان نزاهة العملية الانتخابية وتعلن انها ستستمر فى متابعة أعمال الرقابة على الانتخابات ايمانا منها بدورها الوطني تجاه العملية الديمقراطية فى مصر. وتتوجه اللجنة الى كافة السلطات الحكومية لمساعدة و تسهيل اعمال مراقبيها الهادفة الى ضمان نزاهة وحيادية و عدالة العملية الانتخابية .

تأخر فتح اللجان و وصول الحبر السري:
سجل 55 % من مراقبي اللجنة تأخير فتح اللجان الانتخابية عن الموعد الذى حدده القانون وهو الثامنة صباحا. وكان التأخر بسبب تأخر وصول القضاة او ممثلى المرشحين الى مقرات الاقتراع او بسبب امتناع القضاة عن العمل الا بعد وصول الحبر السري .

حالات عنف متكرر
فى دائرة روض الفرج بالقاهرة سجل المراقبون حدوث اطلاق ناري بين أنصار المرشحين المتنافسين أسفر عن اصابة مواطنين. ويقوم المراقبون بتتبع الحادث لمعرفة تفاصيل أخرى. وتناشد اللجنة الأجهزة الأمنية بالتدخل السريع للوقف الفورى لمثل هذه الحالات . وفى دائرة حدائق القبة بالقاهرة قام مرشح الحزب الوطني عن الدائرة بصفع أحد مندوبي مرشح الاخوان المسلمين عن الدائرة . وفى دائرة باب الشعرية بالقاهرة وقعت احداث عنف واشتباكات بين مؤيدي مرشح الحزب الوطني ومؤيدي مرشح حزب الغد أسفرت عن وقوع ثلاثة اصابات للمواطنين . وسجل مراقبو اللجنة أيضا توارد أحداث عنف واشتباكات بين مؤيدي المرشحين فى دوائر عدة مثل الجمالية بالقاهرة و البدرشين بالجيزة . وفى دائرة ديروط بأسيوط يقوم مرشح الحزب الوطني عن الدائرة يقوم باستئجار بلطجية لاغلاق بعض محطات الاقتراع امام الناخبين .

العبث ببطاقات التصويت وقوائم الناخبين
بشكل عام سجل مراقبو اللجنة الكثير من الشكاوى من المواطنين حول أخطاء فى قوائم الناخبين فى جميع الدوائر و فى هذا الاطار تؤكد اللجنة على أن تصحيح قوائم الناخبين أصبح عاملا حرجا لنجاح أية عملية تصويت مستقبلية. كما سجل بعض المراقبون بدائرة ديروط بأسيوط و بولاق بالجيزة عملية استبدال قوائم الناخبين خلال عملية التصويت .

وفى بعض المناطق الأخرى سجل المراقبون اختلاف قوائم المراقبين المعلقة فى اللجان عن التى يستخدمها القضاة وفى بعض الأحيان كانت هذه القوائم مكتوبة بخط اليد.

وفى دائرة بولاق الدكرور أيضا تم تغيير رقم المرشح منتصر الزيات من 29 الى 28 أثناء الانتخابات ، وفى حلوان بالقاهرة تم تأخير التصويت لبضعة ساعات نتيجة تسليم بطاقات تصويت دائرة أخرى الى بعض اللجان . وفى دائرة المطرية بلجنة شجرة مريم رفضت المشرفة على اللجنة ادراج مجموعة من الاصوات الزائدة فى محضر استلام بطاقات التصويت.وفى نفس الدائرة تم رصد عملية شراء أصوات علنية أمام لجنة مدرسة النعام التجارية.

عدم احترام سرية التصويت وانتهاكات اخرى
وفى مناطق عديدة سجل المراقبون عمليات واسعة من التصويت الجماعى شابها عدم احترام سرية التصويت للناخبين ، كما حدث فى القاهرة بدائرة حلوان والخليفة و المنيل .

وفى معظم الحالات سجل المراقبون حدوث أنشطة دعائية و تأثير على ارادة الناخبين بالترهيب و الترغيب قام بها جميع المرشحين من الحزب الوطني و المعارضة و المستقلين داخل و خارج اللجان . وتؤكد اللجنة ان هذه الانشطة الدعائية هى المحرك الرئيسي لاشعال الشجارات واحداث العنف بين المرشحين خلال الانتخابات . فى مدرسة العطار الثانوية تم اغلاق اللجنة رقم 10 لثلاث ساعات متتالية طويلة على من فيها بدون داعى لذلك ، بينما فى لجنة بياض العرب ببنى سويف تم اغلاق الصناديق قبل انتهاء فترة التصويت بساعة على الاقل بلجان 167 ، 186 .

كما سجل مراقبو اللجنة عمليات شراء اصوات واسعة فى دائرة شبرا و النزهة والحدائق والمطرية فى الشارع وعلى مرأى من الناس .
و فى دائرة النزهة ومصر الجديدة تأخر السماح للمندوبين بالدخول الى اللجان ، وفى مدرسة محمد رفعت سيدات قامت مندوبة الحزب الوطنى بملئ بطاقات ابداء الرأى نيابة عن الناخبات تحت بصر القاضي . و فى مدرسة سيزانبراوى لجنة 136 بالتجمع الخامس تقوم وكيلة النيابة الادارية بتزوير البطاقات بنفسها لصالح مرشح الحزب الوطني بعد ان قامت بطرد مندوبى المرشحين و المراقبين .

وفى دائرة عين شمس و المطرية تم رصد 150 بطاقة انتخابية حمراء مختومة بدون اسماء صادرة من قسم شرطة المطرية مختومة على بياض امام مدرسة ابطال العبور . كما تم توزيع بطاقات انتخابية جديدة من قبل افراد الحزب الوطني للقيام بالتصويت مرتين فى نادى السكة و مدرسة التربية الفكرية بمصر الجديدة عن طريق نقلهم فى ميكروباس خاص أجرة قليوبية 5253 اجرة قليوبية و 11281 اجرة دقهلية و 40223 اجرة شرقية و 181 اجرة غربية . وفى الوراق بالجيزة تم احضار اتوبيسات الكهرباء بالموظفين للادلاء بأصواتهم لصالح مرشحى الحزب الوطنى. وفى مدرسة الزيتون التجارية بنين تصويت جماعى للعاملين بشركة مانفيس للأدوية لصالح الحزب الوطني بدون الحفاظ على الاقتراع الفردى وسرية الاقتراع .

الدعاية الانتخابية:
معظم اللجان الانتخابية معلق عليها لافتات دعاية انتخابية لجميع المرشحين فيما سجلت نسب بسيطة من المراقبين وجود دعاية داخل اللجان . مثل لجنة جواد على حسني التجريبية للغات بدائرة المعهد الفنى الذى تنتشرفيها الدعاية لمرشح الحزب الوطني الدكتور يوسف بطرس غالى .

وفى معظم الحالات سجل المراقبون حدوث أنشطة دعائية و تأثير على ارادة الناخبين بالترهيب و الترغيب قام بها جميع المرشحين من الحزب الوطني و المعارضة و المستقلين داخل و خارج اللجان . وتؤكد اللجنة ان هذه الانشطة الدعائية هى المحرك الرئيسي لاشعال الشجارات واحداث العنف بين المرشحين خلال الانتخابات .

انتهاكات و تجاوزات عملية الفرز
بصورة عامة لم يتمكن معظم المراقبون التابعون للجنة المستقلة من الدخول الى معظم لجان الفرز مما منعهم من حقهم فى الشهادة الحيادية عن مراقبتهم لعملية الفرز . وفى حالات عديدة أيضا فقد سجل بعض مندوبى المرشحين امتناع السلطات او تأخرهم فى السماح لهم فى حضور الفرز داخل اللجان.

وقد أفاد أحد المراقبين المتحركين التابعين للجنة المستقلة عن دائرة حلوان حدوث حادثة تغيير لصناديق أرقام 91،92،93،94 لمدرسة المعصرة والتى كانت يتم نقلها بميكروباس مرسيدس اجرة القاهرة رقم 20081 وتم اعتراضها بواسطة اتوبيس نقل عام قام بنقل الصناديق الى مقر شرطة المعصرة . وقد أفاد نفس المراقب ان هذه الصناديق قد شوهدت داخل لجان الفرز وقد رتبت البطاقات الانتخابية داخلها بعناية.
وفى حالات أخرى سجل المراقبون وصول بعض صناديق التصويت بدون شمع أحمر فى دائرة المنيل بالقاهرة و الهرم بالجيزة وقام القضاة بعدها وادماج اصواتها فى الفرز .

من جهة أخرى فقد رصد المراقبون بدائرة مصر الجديدو و مدينة نصر قيام مؤيدو الاخوان بالتجمع بالآلاف حول لجنة الفرز و قاموا باستخدام مكبرات الصوت لترهيب و ازعاج من فى داخله.

وفى دائرة الباجور بالمنوفية أبلغ مراقب اللجنة الذى منع من الدخول داخل لجنة الفرز حدوث اقتحام من مرشح الحزب الوطني بالدائرة كمال الشاذلى لمقر الفرز محاطا بمجموعة من البلطجية المسلحين. فيما تلقى شكوى لاحقة من المرشح المنافس له د. محمد كامل انه و مجموعة من مندوبي المرشحين الآخرين قد تم الاعتداء عليهم بالداخل بدون ان تتدخل الشرطة لايقاف ذلك الاعتداء.

 

مركز العمليات :
المقر : مركز ابن خلدون 17 ش 12 المقطم -القاهرة .
التليفون: 5081617 ،5081030، 6670974، فاكس 6670973 ، موبايل 0121076174
الايميل : sherifmnsour@yahoo.com او sherif@eicds.org