28/6/2008

إن هيئة ” الجباية ” الأوقاف سابقا لم تجد غضاضة في تحويل حياة 4الاف أسرة في محافظة الشرقية إلي جحيم .. ولان يدها ممتدة كا لإخطبوط في كل ربوع مصر كان من اليسير عليها أن تلقي 4 آلاف أسرة أخري بمحافظة الاسكندرية نفس المصير ..!

القضية تكاد تكون واحدة وإن اختلفت الأسماء والأماكن.. فدائما ضحاياها من البسطاء القابعين تحت خط الفقر والعاجزين عن دفع هذا البلاء الواقع عليهم وكأنه القضاء والقدر

تقول المأساة الأولي أن 4 آلاف أسرة في قري عزبة الشيخ حسن والمنشية والورشة وكفر محرم التابعة لسنهوا مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية أصبحت مهددة بالتشرد

والطرد من أراضيهم ومنازلهم , رغم أن تلك الأسر قامت منذ عشرات السنين باستئجار هذه الأراضي من هيئة الأوقاف وقامت بالالتزام بتسديد هذه الإيجارات رغم زيادتها المستمرة .. إلا أن هيئة الأوقاف تصر علي طرد الأهالي..!

يقول كريم علي عواد من عزبة الشيخ حسن “نقوم بدفع الإيجارات بانتظام مقابل إيصالات من هيئة الأوقاف منذ عام 1964 حيث كانت المباني في ذلك الوقت بالطوب اللبن ومع مرور الوقت تم إحلال وتجديد المنازل التي تآكلت أو انهارت , وفجأة وبدون سابق إنذار رفعت الهيئة الإيجارات علينا وبدون وجه حق حيث أن الهيئة لم ترفع إيجار المنازل الموجودة في القاهرة .. والغريب أن رفع هذه الإيجارات كان بأثر رجعي لمدة خمس سنوات ماضية..!

ويقول شكري بدري عبد القادر ” أصيب والدي بجلطة فور سماعه أن الهيئة تطالبنا بمبلغ 8الاف جنيها نظير إيجارات بأثر رجعي أو نظير حق انتفاع منذ خمس سنوات ماضية , رغم سدادنا جميع الإيجارات بانتظام , والغريب أن هيئة الأوقاف أرسلت إلينا إنذارات بالطرد ومحاضر تعد علي أملاك للدولة أي أن الهيئة تناقض نفسها .. فكيف تحصل منا الإيجارات بموجب إيصالات وفي نفس الوقت تتهمنا بالتعدي علي أملاك الدولة..؟!

ويقول رضي احمد الزيات ” قمت بدفع الإيجار بانتظام إلا أنني فوجئت بالعديد من الإنذارات وأصبحت مهددا بدخول السجن , كما قامت الهيئة برفع إيجارات الفدان من 650جنيها في العام إلي 1800 جنيه والمنازل من 40 جنيها إلي 140 ثم 200 ثم 250جنيها دون وجود قرار من وزير الأوقاف أو الموافقة من مجلس الشعب علي هذا الارتفاع مما يؤكد أن تلك الزيادات تتم بشكل عشوائي..!

ويضيف فكري محمد النادي من قرية الورشة ” تقدمت بطلب شراء أو ما يسمي طلب استبدال إلي هيئة الأوقاف بالشرقية بناء علي قرار الهيئة رقم 213 لسنة 1993 ودفعت المقدم الخاص بالاستبدال ومعه جميع الأوراق المطلوبة بقسيمة رقم 579470 بتاريخ 1 / 12 / 1999 وحتى ألان لم تبت الهيئة في طلبي وفوجئت بان المبلغ الذي دفعته كمقدم لشراء الأرض تم تحويله إلي إيجار وأصبحت حائرا لا اعرف مصيري فهل أنا ضمن المستبدلين أم المستأجرين ولان معي إيصالات تؤكد أنني مستبدل و إيصالات أخري بأنني مستأجر ..!

ويؤكد الأهالي لباحثي أولاد الأرض أنهم تقدموا بطلبات استبدال للهيئة منذ أكثر من عشر سنوات ولكن الأوقاف لم ترد سواء بالإيجاب أو بالرفض .. بل أنها قامت برفع الإيجارات عليهم بنسبة 300% بأثر رجعي لمدة خمس سنوات دون قرار وزاري برفع الإيجارات وإنذارهم بالدفع أو الطرد ..! وهو الأمر الذي يؤكد أن هيئة الأوقاف لايعنيها سوي فرض الجباية وتحصيلها ..!

وفي محافظة الإسكندرية وبالتحديد في عزب العرب الصغرى والكبرى والهلالية والكوبانية ومنشية الأوقاف بالمعمورة قامت هيئة الأوقاف بإرسال إنذارات لنحو 4 آلاف أسرة بالطرد من منازلهم ولم تتوقف عند هذا الحد بل قامت بإرسال البلدوزرات وهدمت بالفعل 60 منزلا ومازلت تواصل الهدم ولن يوقفها احد ..!

والغريب في الأمر أن هيئة الأوقاف قامت ببيع أراضي الأهالي لثلاث جمعيات إسكان لضباط الشرطة وهي ( ضباط الشرطة بالإسكندرية والوفاء لضباط الشرطة وجمعية كفر الشيخ لضباط الشرطة ) , كما قامت بالتواطؤ مع بعض ضباط الشرطة للاستيلاء علي العزب ومنحهم أراضي زراعية بمحاصيلها ..!

ويقول نور عبد الهادي ” احد المتضررين ” دفعنا الإيجار السنوي لهيئة الأوقاف حتى ديسمبر الماضي إلا أن ذلك لم يمنعها من إرسال إنذارات بالطرد لنا بعد أن قررت إقامة مشروع علي مساحة 100 فدان من إجمالي 317 فدانا وهي المساحة التي أقيمت عليها منازلنا دون أن يمنعها احد .

ويقول هشام زيدان ” لقد قمنا برفع دعوي قضائية أمام القضاء الإداري في الإسكندرية ضد المحافظ عادل لبيب ورئيس هيئة الأوقاف .. ونحن في انتظار قرار القضاء العادل

ويؤكد اشرف فتح الله أن السبب الرئيسي في إقدام هيئة الأوقاف علي طردهم هو نيتها إقامة مدينة سكنية سياحية باسم ” زهراء المعمورة ” علي أراضي مجاورة للقرية يصل ثمن الوحدة فيها إلي نحو نصف مليون جنيه ومن غير المعقول أن تطل هذه المدينة علي سكان العزب العشوائية ..”

من جانبنا ..فإن أولاد الأرض تري أن ما تقوم به هيئة الأوقاف من فرض جباية علي الأهالي في محافظة الشرقية وقيامها بالفعل في إزالة منازل 4الاف اسره بمحافظة الإسكندرية هو أمر يجافي كل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وأهمها الحق في حيازة أمنه..

لذا فان أولاد الأرض تطالب رئيس مجلس الوزراء بالوقف الفوري لكل محاولات هيئة الأوقاف بفرض الجباية علي الأهالي في محافظة الشرقية وهدم منازل الأهالي في محافظة الإسكندرية ورفع المعناة عن هؤلاء البسطاء الذين لايمتلكون غير تلك الجدران التي تستر عوراتهم ..!