2/8/2008
يمضي النصف الاول من هذا العام وقد ودع الريف المصري سكينته .. فمن يصدق أن الفلاح الذي كانت تمضي حياته بين الرتابة والهدوء وطمأنينة نفس نابعة من ايمان عميق بالرزق المخبوء في الغيب وثقته في دورة الكون وانسياب النيل ومواعيد الزرع والحصاد – من يصدق – بعد ان نجحت سياسة الافقار التي تتبعها الحكومات المتاعقبة في ان تدفعه الي تحت خط الفقر وان تزعزع ثقته في دورة الكون وان الرزق قد لا يأتي , ان هذا الفلاح الوديع ينتفض ويثور ويحتج وان يسجل النصف الاول من هذا العام 89 احتجاجا فلاحيا تمثلت في 33 اعتصاما و 45 تظاهرة و 5 اضرابات و3 وقفات احتجاجية و 3 مرات من التجمهر, وكان من الطبيعي ان تزداد حدة العنف في الريف المصري وان تسجل نفس الفترة 57 حادثة عنف بين الفلاحين سقط من جرائها 54 قتيلا و 194 مصابا في حين تم القبض علي 1394 مزارعا , والغريب في الامر ان نصيب الوجه البحري من تلك الحوادث كان 34 حادثة توزعت ما بين 6 حوادث لمحافظة البحيرة و5 حوادث لمحافظة الشرقية و5 حوادث لمحافظة القليوبية و4 حوادث لمحافظة المنوفية و 4 حوادث لمحافظة القاهرة و3 حوادث لمحافظة الجيزة و3 حوادث لمحافظة الاسماعيلية وحادثتين لمحافظة الدقهلية وحادثتين لمحافظة الاسكندرية , في حين كان نصيب الوجه القبلي 23 حادثة عنف فقط توزعت مابين 8 حوادث لمحافظة قنا و7 حوادث لمحافظة سوهاج وحادثتين لمحافظة اسيوط وحادثين لمحافظة الفيوم وحادثين لمحافظة المنيا وحادثة واحدة لمحافظة أسوان وحادثة واحدة لمحافظة بني سويف , ومن هذا يتضح أن اكثر المحافظات عنفا هي محافظة قنا “8 حوادث” تليها محافظة سوهاج ” 7 حوادث “ثم محافظة البحيرة “6 حوادث” فمحافظة الشرقية ” 5 حوادث” فالقليوبية “5 حوادث ” اما اقل المحافظات عنفا فهي محافظة اسوان ” حادثة واحدة” ومحافظة بني سويف ” حادثة واحدة” , وتعددت اسباب العنف بين الفلاحين وتمثلت تلك الاسباب في الخلاف علي الحدود بين الارض الزراعية والخلاف علي المسقي ونوبة الري والنزاع علي ملكية الأرض واسباب اخرى , وقد شهد يناير 13 حادثة عنف سقط من جرائها 10 قتلي و30 مصابا وتم حبس 39 اخرين , في حين شهد شهر فبراير 8 حوادث عنف سقط جرائها 7 قتلى و23 مصابا وتم حبس 11 اخرين , وشهد شهر مارس 6 حوادث عنف والغريب انه برغم انخفاض معدل الحوادث في هذا الشهر إلا ان تلك الحوادث سقط من جرائها 18 قتيلا و 28 مصابا وتم القبض علي 10 اخرين كما شهد شهر ابريل 7 حوادث عنف سقط فيها 10 قتلى و 39 مصابا وتم القبض علي 40 من المزارعين , وشهد شهر مايو 7 حوادث عنف ايضا سقط من جرائها 8 قتلى و 20 مصابا وتم القبض علي 1233 مزارعا منهم 1230 مزارعا في محافظة البحيرة بعد تأخرهم عن سداد ضريبة الاطيان ..!
وشهد شهر يونيو اكبر معدل لحوادث العنف بين الفلاحين حيث بلغ 16 حادثة وسقط من جرائها 11 قتيلا و54 مصابا , وبهذا يتضح أن شهر مارس كان الاعلى في عدد الضحايا ” 18 قتيلا و28 مصابا ” وشهر يونيو كان الاعلى في معدل حوادث العنف ” 16 حادثة ” في حين كان شهر فبراير الاقل في عدد الضحايا ” 7 قتلى و23 مصابا ” ومن المؤكد أن زيادة حوادث العنف في شهر يونيو يعطي دلالة بأن الاشهر القادمة ستشهد المزيد من حوادث العنف بين الفلاحين بعد أن استنفذت سياسة الافقار التي تتبعها الحكومة ما لديهم من صبر واحتمال..1
احتجاجات الفلاحين في نصف العام
شهد النصف الاول من عام 2008 نحو 89 احتجاجا عماليا تمثلت في 33 اعتصاما و 45 تظاهرة و 3 وقفات احتجاجية و3 مرات من التجمهر و5 إضرابات , فقد شهد شهر يناير 5 اعتصامات و 6 تظاهرات , وشهد شهر فبراي 3 اعتصامات و4 تظاهرات و3 وقفات احتجاجية و3 مرات من التجمهر , في حين شهد شهر مارس 7 اعتصامات و5 تظاهرات واضرابين عن الطعام , وشهد شهر ابريل 4 اعتصامات و8 تظاهرات و3 اضرابات , وشهد شهر مايو 6 اعتصامات و 10 تظاهرات وشهد شهر يونيو 8 اعتصامات و12 تظاهرة , ومن هذا يتضح ان معدل احتجاجات الفلاحين في ازدياد مستمر منذ شهر فبراير ” 13 احتجاجا” فمارس ” 14 احتجاجا ” فابريل ” 15 احتجاجا” فمايو ” 16 احتجاجا” واخير يونيو ” 20 احتجاجا” بما يعني ان الضغط المتواصل علي الفلاح المصري من الحكومة لتنفيذ ما يسمى بتحرير الزراعة وذلك بالغاء الدعم عن الاسمدة وغيرها من مستلزمات الانتاج الزراعي دفعت بالفلاحين الي سفح الهرم الاجتماعي حتى وصل الحال ان الريف المصري يقف الان علي حافة المجاعة , القرى المصرية التي كانت في الماضي سلة قمح العالم اصبحت الان تعاني من الجوع – هذا ما تؤكده الاسباب التي دفعت بالفلاحين الي الاعتصام والتظاهر والاضراب عن الطعام, فقد تمثلت اسباب احتجاجات الفلاحين في ان نقص الخبز وعجز اهالي القرى عن الحصول عما يسد رمق ابنائهم الي القيام بنحو 30 احتجاجا في حين كان نزع ملكية الاراضي من الفلاحين والمساكن من قبل هيئات الدولة المتمثلة في ” هيئة الاوقاف – الاصلاح الزراعي – املاك الدولة” سببا في قيام الفلاحين بنحو 27 احتجاجا في حين احتل نقص الاسمدة وارتفاع أسعارها في السوق السوداء المركز الثالث من اسباب احتجاجات الفلاحين حيث قام المزارعون بنحو 14 احتجاجا لنقص الاسمدة, واحتل نقص مياه الري المرتبة الرابعة من الاسباب فقد قام الفلاحون بنحو 10 احتجاجات لهذا السبب, في حين قام الفلاحون بنحو 3 احتجاجات لنقص مياه الشرب واحتجاجين بعد رفع ايجار الاراضي من قبل هيئة الاوقاف واحتجاجين ضد الغرامات التي فرضت عليهم لزراعة الارز واحتجاج واحد قام به مزارعو القصب بعد ان تعرضوا للكثير من الخسائر , ومن المؤكد فإن المتأمل لهذه الارقام سيدرك ان عصر الهدوء والسكينة في الريف المصري قد انتهى وان الحكومة التي تمضي في خطتها لفرض اليات السوق دون النظر الي البعد الاجتماعي للفلاح المصري قد فتحت بالفعل امامه ابواب الغضب..!