30/3/2008
يعبر مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز عن بالغ صدمته لما حدث مع المواطن محمد عفيفي، البحار المصري، الذي فقد حياته أثناء كفاحه من أجل البحث عن لقمة عيش لأطفاله الصغار بـطريق “الحلال” ونظرا لأنه لم يضر بمصلحة أحد هنا أوهناك، فإن ذلك يجعل منه رمزا للشعب المصري وشعوب المنطقة.
ويؤكد المركز أن سلوك البحارة الأمريكيين يتطابق مع سلوك جنود شركة بلاك ووتر في العراق، وبالتالي يزيد الإحساس بالمرارة والغضب في أوساط الرأي العام العربي احتجاجا علي السياسات الأمريكية الموالية لدولة الاحتلال في فلسطين والمعادية للعرب في المنطقة بأسرها.
وأفادت تحقيقات المركز أن الشهيد محمد عفيفي ينتمي إلى (البمبوطية) الذين يمارسون التجارة في عرض البحر، ولم يكن يحمل معه قنابل وإنما يتحرك كعادته في المياه المصرية، لكن بحارة – أو جنود – السفينة الأمريكية وجهت النيران باتجاه قاربه.. فمات!.
ويرى المركز أنه كان من المتوقع توقيف السفينة لحين انتهاء التحقيقات من الجهات الأمنية ولكن ذلك لم يحدث فغادرت السفينة إلى البحر المتوسط، وقامت الفرق الأمنية بدلا من ذلك بتفريق زملاء القتيل الذين تظاهروا بمراكبهم الصغيرة حول السفينة الأميركية مطالبين بالثأر لزميلهم،.. وأسرعت بدفنه.
ويستغرب تعاطي الحكومة مع القضية حيث أنها تجاهلت المطالب بتوقيف المتهمين، ورفضت مطالب عدد من نواب الشعب بتشكيل لجنة تقصى حقائق، كما اعتبرت على لسان وزير الخارجية تصريحات كلا من السفير الأمريكي في القاهرة، والمتحدث الرسمي الأمريكي في واشنطن بمثابة اعتذار وأن مصر قامت بقبوله.
ويطالب المركز الحكومة الأمريكية بالتالي:
- إجراء تحقيق في الحادث وتقديم المتهمين إلى محاكمة عادلة وذلك بالتعاون مع مصر على اعتبار أن الجريمة وقعت في مياهها الإقليمية،
- تقديم تعويض فوري لأهل المواطن محمد عفيفي لا تقل عن التعويضات المقدمة لقتلى الجيش الأمريكي في العراق،
- الإنصات لصوت العقلاء من الناشطين المدنيين ورجال الدين الأمريكيين، ومن بينهم القس الدكتور جاي روك، والوزير بالكنيسة المشيخية، الذي قال لمركز سواسية إن أي رد عنيف من جانب الجيش الأمريكي، أو أي قوة عسكرية أخرى، غير مقبول على الإطلاق، وأنا أحد الأمريكيين الذي يدين ما حدث ويعرب عن تعازيه لأسرة الضحية، إننا نعمل من أجل السلام والتنمية لأن مقتل 4 آلاف جندي أمريكي وعشرات الآلاف من العراقيين لن يصنع مستقبل آمن.
أما بخصوص الحكومة المصرية …
فلا نطالبها بكسر قدم أحد من الجنود الأمريكيين! وإنما بأن توضح للرأي العام بشفافية الخطوات التي ستقوم بها من أجل الحفاظ على حقوق المواطن المصري وتحقيق احترام السيادة على الأرض والمياه المصرية. ويدعوها إلى الكشف في أسرع وقت عن نتائج التحقيقات التي تجريها النيابة العسكرية، آملا أن تعرض كافة الحقائق أمام البرلمان وتتعرض لمحاسبته.. أو يقدم أحد المسئولين استقالته بشجاعة!!.
للمزيد طالع أبواب الموقع
http://www.sawasya.com