7/7/2008
بيان صحفي
يعرب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن قلقه البالغ تجاه الأحداث الجارية بسجن صيدنايا، حيث تقوم قوات الأمن السورية-مدججة بالمعدات الثقيلة- بتطويقه منذ يومين وحتى الآن وسط أنباء -وفقاً لتقارير منظمات حقوق الإنسان في سوريا- عن سقوط أعداد من الضحايا تقدر بـ25 قتيلاً وعشرات الجرحى من المساجين على أيدي قوات الأمن السورية في اليوم الأول لاندلاع العنف بين سجناء صيدنايا وحراس السجن. وكانت تلك الأحداث قد اندلعت إثر اعتراض السجناء السياسيين على دروب المعاملة غير الإنسانية التي يلاقونها داخل السجن والمستمرة منذ فترات طويلة.
ويحذر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان الحكومة السورية من مغبة الاستخدام المفرط للقوة ضد السجناء بسجن صيدنايا، على غرار ما اقترفته نفس القوات من أفعال في سجن “تدمر” بسوريا في 27 يونيو 1980، وهي الحادثة التي راح ضحيتها المئات من المساجين السياسيين. خاصة مع تواتر أنباء حول إصابة العشرات من أقارب المسجونين يوم أمس، على يد قوات الأمن السورية والشرطة العسكرية المتواجدة على مقربة من سجن صيدنايا، ومستشفى تشيرين العسكري، حيث تم نقل المصابين وجثث القتلى من المسجونين، وذلك لمنع هؤلاء من الاطمئنان على ذويهم.
ويستنكر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، عزوف السلطات الرسمية السورية عن تقديم تقرير مفصل وواضح حول نتائج القمع الأمني للسجناء. ومنع الحقوقيين من التواجد على مقربة من السجن لمراقبة تدخل الأجهزة الأمنية، ومدى التزامها بالمعايير الدولية المقررة في ظل تلك الظروف. وتقترف قوات الأمن السورية تلك الانتهاكات بلا مبالاة للنداءات المتكررة للمنظمات الحقوقية السورية والإقليمية والدولية للوقف الفوري لأعمال القتل ودروب المعاملة القاسية وغير الإنسانية للسجناء وذويهم.
كما يحث مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان السيد فيليب الستون المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحالات الإعدام بلا محاكمة أو الإعدام التعسفي أو بإجراءات موجزة، والسيد مانفريد نوفاك المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة إلى التدخل الفوري، وحث الحكومة السورية على تجنب وقوع المزيد من الضحايا، وعلى الالتزام الفوري بتعهداتها الدولية بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية لعام 1966.
كما يدعو مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان قادة الاتحاد من أجل المتوسط –الذين سيجتمعون بباريس في الثالث عشر من يوليو 2008 بمشاركة الرئيس السوري بشار الأسد- على اتخاذ موقف حازم من هذه المذبحة، ووضع حد لها قبل انعقاد القمة.