26/12/2004

في خطوة تكشف زيف ادعاءات الحكومة الأمريكية والمصرية بشأن الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان، حيث تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لمنع صدور تقرير التنمية الإنمائية الثالث في العالم العربي وذلك لإدانة التقرير الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك جرائم الاحتلال في أرض العراق وأثر الغزو الأنجلوأمريكي لها على أوضاع الحريات في العالم العربي وهذا ما أكده/ مارك براون رئيس البرنامج الإنمائي، كما توجد ضغوط مصرية في ذات السياق نظراً لاحتواء التقرير على موضوعات خاصة بتوريث السلطة في مصر.

كما هددت الإدارة الأمريكية بوقف مساهماتها المالية في البرنامج وهي تمثل 70% من إجمالي هذه الموازنة. إن البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان إذ يستنكر هذه الضغوط، فإنه يؤكد على مخالفتها لكافة الأعراف والمواثيق الدولية وخاصة تلك التي تقر حرية الرأي والتعبير بما يشتمل عليه هذا الحق من حرية النقد البناء، وكلاهما ابلغ ما يكونا أثراً في مجال اتصالهما بالشئون العامة وعرض أوضاعها تبياناً لنواحي التقصير فيها، والحق في حرية التعبير والنقد ليس معلقاً على صحة ما يدلي به ولا يرتبط مع الاتجاه العام في بيئة بذاتها وإنما هي حرية يجب أن تهيمن على كافة مظاهـر الحيــاة بما يحول بين السلطات العامة وفرض وصايتها على العقل العام وتشكيل الرأي العام من وجهة نظرها الأيديولوجية وبما يخدم مصالحها، ومن ثم يجب ألا تكــون معاييـر القـوة والمال مرجعـاً لتقييم الآراء أو عائقـاً دون تـدفقها أو نشرها أو تداولها ودونما اعتبار للحدود.

ومـن ثـم فـإن البرنامـج العربي ودفاعاً عن حرية التعبير (م19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) يطـالب بضرورة نشر تقرير التنمية الإنسانية في العالم العـربي وإخـراجه على وجه السرعة وأن ترفع السلطات الأمريكية ضغـوطها عـلى بـرنامـج الأمم المتحدة الإنمائي في هذا الشأن.