28/11/2005

انتهت المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية وبدأت محافظات المرحلة الثالثة تستعد للمعركة التي سوف تجري يوم الخميس القادم الأول من ديسمبر، وتقع على رأسهم سوهاج وهي محافظة تقع في وسط صعيد مصر، مما جعلها محرومة من أغلب الخدمات التي تتمتع بها المحافظات السياحية في الجنوب أو المحافظات الشمالية التي تقترب من العاصمة. قام مركز الأرض بزيارة ميدانية لسوهاج على أعتاب الانتخابات، لرصد مشكلات الأهالي والمزارعين بها والبرامج الانتخابية لمرشحيها، ولتوعية الفلاحين بحقوقهم السياسية في المشاركة وتدريب المراقبين، وكشفت الزيارة أن المشاكل التي تعاني منها قرى ومراكز سوهاج لا تحظى باهتمام يذكر في برامج المرشحين، ويقوم التنافس على أساس عائلي قبلي تتحالف فيه العائلات الكبرى مع الحزب الوطني.

يُعد مركز جهينة أحد أكثر مناطق سوهاج حرماناً من الخدمات الإنسانية، كان قد تم تحويله لوحدة إدارية مستقلة عن مركز طهطا منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ولكن منذ ذلك التاريخ لم يحظى فلاحو وأهالي جهينة بما يستحقونه من خدمات كمركز مستقل. يخوض الانتخابات بها 19 مرشحاً جميعهم مستقلين ما عدا مرشحي الحزب الوطني وهما محمد علان فئات وعبد الرحمن بهادر عمال، منهم 5 فئات و14 عمال على رأسهم عزت أبو درب عمال ومحمود عبد العزيز مصلح عمال، وأحد المرشحين الفئات ينتمي لحزب الغد، وقد كان للإخوان المسلمين فيما سبق وجوداً في هذه الدائرة من خلال حزب العمل ولكنهم فقدوا شعبيتهم فيها ورحلوا عنها. من ضمن المرشحين سيدة مستقلة فئات تُدعى د. محاسن الضبع فئات تقطن في القاهرة ولكن أصولها العائلية من سوهاج وتبلغ من العمر50 عاماً، وهي تتبع المجلس القومي للطفولة والأمومة وتستخدم اسم السيدة سوزان مبارك في دعايتها الانتخابية التي يدعمها فيها زوجها. وتقيم مؤتمرات فخمة وتتحدث بلباقة وتؤكد أنها في حال فوزها سوف تقوم بإنشاء المصانع لتشغيل الشباب وإقامة المدارس، ولكن لا يصدقها أحد من الأهالي ويقولون أنها إذا نجحت فسوف تعود للقاهرة ولن يراها مرة أخرى أحد كعادة كل أعضاء مجلس الشعب.

بشكل عام ترتفع في قرى جهينة معدلات البطالة، ولا وتوجد بها مياه نقية أو محطات تحلية لمياه الشرب، ومياه الشرب الجوفية فيها مختلطة بمياه الصرف الصحي، والشوارع فيها غير مرصوفة ولا توجد بها خدمات صحية. ولعل أهم المشكلات التي يعاني منها أهالي جهينة هي مشكلة الأراضي بمشروع “تسعين” غرب طهطا، وهي أراضي استصلاح زراعي تبلغ مساحتها عشرة آلاف فدان في 5 قرى جديدة، والخدمات في هذه القرى خاصة مياه الري معدومة ويحاول المزارعون الحصول عليها بالجهود الذاتية ويستخرجون مياه مالحة ولا تساعدهم الدولة على توصيل مياه النيل لهم، ويمتلك فيها البعض أراضٍ يزرعونها منذ 30 سنة ولكنها تعرضت للبوار بسبب نقص مياه الري. لم تستجب الدولة لنداءات المزارعين هناك بتركيب مكنة ري واحدة أو أكثر. والمنطقة محرومة أيضاً من مياه الشرب النقية وخدمات الكهرباء والتليفون، ولا توجد سبل مواصلات أو طرق مرصوفة أو خدمة بريد، وكل ذلك يعود بالأثر السلبي على عملية الإنتاج الزراعي وجودة المحاصيل وتسويقها، ويؤدي لتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل عام في جهينة، ويطالب الأهالي برصف الطرق وإنشاء الكباري لتيسير المواصلات والنقل. تعد زراعة البصل في جهينة من أفضل الزراعات، ولكنها فقدت مؤخراً سوق التصدير، وينفق الفلاح أكثر من 6000 آلاف جنيه على زراعة الفدان الواحد ولكنه يفقد ما أنفقه مع عدم تواجد سوق محلية ودولية، ويؤكد المزارعين أن خدمات التسويق والتصدير في قرى الوجه البحري أفضل بكثير منها في الصعيد ويطالبون بمساواتهم بها.

وقرى جهينة الجديدة والقديمة محرومة أيضاً من الخدمات الصحية، حيث إن أقرب مستشفى لها هي المستشفى الميرى بجهينة وهي حتى ليس بها أطباء أو ممرضات أو أدوية ولا توجد بها وحدة للعناية المركزة، ويطالب الأهالي بإنشاء وحدة إسعاف سريعة ومستشفى لجراحات اليوم الواحد. بالإضافة لذلك، يعاني المسنين في جهينة من عدم وجود مكاتب بريد لتسليم المعاشات لهم، مما يضطرهم لتحمل مشقة الذهاب للمركز مرة واثنين كل شهر انتظاراً لقبضها. ومن ضمن أهم المشكلات التي يعاني منها أهالي جهينة مشكلة الحيازة الزراعية في الأراضي المستصلحة، حيث هناك بعض من المزارعين يقومون بزراعة مساحات تبلغ ما بين فدانين أو ثلاثة منذ ما يزيد على خمسة وعشرين عاماً ولكنهم لم يحوزوا عقود ملكية لها بعد، وتطالبهم الدولة عند التسجيل بدفع مبالغ باهظة تبلغ 80 ألف جنيه مما يفوق طاقتهم المادية، خاصة وأنهم ينفقون مبالغ ضخمة في عملية الزراعة لتوفير مياه الري من خلال توربينات تعمل بالسولار، وحتى منهم من يملك المال لتسجيل الأرض لا تمنحه الدولة الفرصة لذلك. وكان الأهالي قد تعرضوا لعملية نصب من أحد مهندسي وزارة الزراعة من القاهرة الذي جمع منهم ما يبلغ 150 ألف جنيهاً بدعوى تمليكهم الأراضي ثم تم القبض عليه وفقد المزارعون الفقراء نقودهم.

ومن جانبهم لا يلعب أعضاء مجلس الشعب أو الوحدات المحلية أي دور في حل هذه المشكلات، حيث قام الأهالي بمطالبة أعضاء المجلس السابقين عن الحزب الوطني بحلها ولكن لم يستجب منهم أحد، وأحدهما هو حسن المهندس العضو السابق من طهطا والذي يؤكد الأهالي أنه لم يقدم لهم أية خدمات، والميزانية التي تخصصها الدولة ومحافظة سوهاج لجهينة ضئيلة جداً. هذا ويطالب الأهالي المسئولين بتوفير الخدمات المحرومين منها فيما يتعلق بمياه الشرب والري والكهرباء والبريد والصحة والتليفون، وبإقامة مشروعات للشباب لاستيعاب طاقتهم الإنتاجية، خاصة وأنه توجد أراضي فضاء كثيرة ملك للدولة يمكن استغلالها في إقامة مشروعات، ويطالبون المسئولين عن التعليم بتخفيض المصروفات الدراسية عنهم نظراً لأنهم محدودي الدخل مقارنة بأهالي المحافظات الأخرى، ويطالب الموظفون المحليون برفع رواتبهم الضئيلة للغاية مقارنة بموظفي المحافظة.

وقام المركز أيضاً بزيارة ميدانية لقرى دار السلام ومنها قرية الخيام للقاء مراقبي المركز فيها، وهي محرومة من أغلب الخدمات كالمواصلات ومياه الشرب النقية ويعاني مزارعوها من عدم توفر أبسط الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ذلك فضلاً عن الحضور الأمني المكثف في المنطقة وفي سوهاج بأكملها مما يعيق أنشطة المجتمع المدني ويحد من حرية عمل الجمعيات الأهلية. وقد واجه باحثو مركز الأرض أنفسهم هذا الحضور الأمني المكثف، حيث كان في صفوف الحضور في ندوة المركز مع الأهالي في الخيام أشخاص تابعين للأمن مسلحون ببنادق آلية وضابط أمن. بالإضافة لذلك، تعرض المرشح عزت أبو درب مستقل عمال في جهينة لمضايقات أمنية عند استضافته لندوة مركز الأرض في مقره الانتخابي حيث انتشر أفراد تابعين للأمن بين الحضور وخارج المقر الانتخابي للمرشح وأصروا على الحصول على بيانات باحثي المركز كاملة.

هذا وقد تقدم مركز الأرض بشكاوى الأهالي للسيد وزير الزراعة ومحافظ سوهاج، لأجل حل مشكلات المزارعين بمشروع تسعين غرب طهطا، وأيضاً لكفالة حقوقهم في توصيل الخدمات العامة والرعاية الاجتماعية والاقتصادية وحقوقهم الإنسانية بوجه عام.

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net
lchr@lchr-eg.org
Website : http://www. Lchr-eg.org