14/12/2005
الأصدقاء الأعزاء
بعد التحية ……….
اليوم يحكى لكم ابو فلان حكايته الخامسة عن عبد الدايم بن قرية أولاد غانم بعد أن بهرته المظاهرات والحركات والتغيير المحتمل فى مصر فى ظل العمل بالطوارىء وانعدام فرص العمل . فتعالوا نسمع الحكاية علنا نضحك على أنفسنا قليلاً .
مع خالص الود
كـــــرم صـــابر
المدير التنفيذى
امتى التغيير ……….بكرة!!
زيطة يا ولاد زيطة أخيراً فى مصر بتقوم مظاهرات فى كل حتة ، وكأننا على وش هوجة ويمكن يبقى فيه توزيع أراضى تانى على الفلاحين والأسعار ترخص ويبقى فيه شغل وحاجات زى ارفع راسك يا اخى ومساكن شعبية وعيشة بقى !!
أنا … اعرفكم بنفسى الأول .. أخوكم عبد الدايم ، من قرية فى محافظة الشرقية اسمها اولاد غانم معايا بكالوريوس تربية ابويا باع عشانى 4 قراريط من نص فدان يملكه ، وزنق على باقى اخواتى فى العيشة عشان أخلص تعليمى الحالى ولما خلصته وخدت الشهادة دوخت السبع دوخات عشان ألاقى وظيفة وانتو طبعاً عارفين النتيجة ، القصد خدتها من قاصرها واشتغلت بالحتة فى مدرسة بتعمل فصول تقوية فى البندر يعنى حتى مفيش مرتب ، وانا عندى مبدأ ضد الدروس الخصوصية لأن التعليم رسالة والمعلم ده حاجه جامدة قوى عند ربنا وأصلاً من أساسه مفيش عيال فى المدرسة دى او فى القرية بياخدوا دروس خصوصية هو بكتيره قوى وكمان بالعافية دروس التقوية وهى دى قدرتهم .
وأنا طبعاً مثقف ومعايا شهادة عالية أعرف نحو وبلاغة ولغة عربية ومفيش جرنان يقع فى ايدى الا وافليه حته حته ، سواء معارضة أو حكومة او رياضة يعنى من مجاميعه وما بحبش امريكا ومبسوط من العيال بتوع المقاومة فى العراق وفلسطين ورافض سياسة الحكومة فى مصر ومش بصدقها فى اى حاجة تقولها لأنى قبل كدة صدقت انهم هيطبقوا قانون الطوارىء على المجرمين اللى بجد بس ، بس لقيتهم قبضوا من يجى 8 سنين على ابن عمى فتيح اللى ملوش ولا حتى فى لعب الكوتشينة ، ولا كان ارهابى ولا دياوله النحس ابن النحس كان صاحب واحد بدقن كان معاه فى ثانوى ومرة ولا مرتين راح معاه صلاه الجمعة ومن ساعتها وهو معتقل ولا حد بيسأل فيه ، لا حكم افراج بينفعة ولا خطب المسئولين عن الحرية والقانون بتطلعه أمه عميت من العياط والله العظيم ! وانا طلعت باكره الحكومة وما بصدقهاش ونفسى حاجة تحصل عشان خاطر فتيح وعشان ميبقاش فيه ظلم ، وعشان ماحدش تانى يعمى من العياط على قريب اتاخد ظلم .
أحنا كان عندنا قرايب فى مصر وبسافر اقعد عندهم فى الاجازة وبذاكر لاولادهم عشان مبقاش عوالة عليهم وتبقى فرصة كويسة أسمع عن ندوة أو مؤتمر اروح واسمع واحيانا اتكلم برضه امال ايه ما انا مثقف وبرضة وطنى وسياسى وبرضه بتبقى فرصه احكى موضوع فتيح فرحت قوى قوى فى الاجازة اللى فاتت لما روحت ولقيت ناس اسمهم (كفاية) ظهروا …. لأ وايه بينادوا بالتغيير وبيعملوا مظاهرات كل شوية يا سلام!! ، اتشجعت وقلت اه .. كفاية فعلاً .. اى تغيير يبقى كويس . واشتركت فى المظاهرات وبقينا نهتف جامد ضد الريس وضد ابنه عشان لا ده يجى ولا ده يجى كفاية كدة عليهم كفاية ظلم بقى ، سلم نقابة الصحفين خدمننا راقات ، واحنا نهتف جامد قوى عشان نسقط الريس ونصحى الشعب …….. امال أيه يا ولاد !!
ولما حصل تعديل فى الدستور فرحت وقولت أكيد هو خايف مننا وبعدين قالوا التعديل ده بايظ وبدانا نهتف ضده ومشى التعديل مع ان القضاه روخرين زمزئوا وقالو الاستفتاء على التعديل فيه تزوير قرأت كده وسمعت من ناس قريبين منهم !! بس الموضوع مشى وبدأت المظاهرات تكتر وتزيد . ناس عملوا مظاهرة فى شبرا وناس عملوا مظاهرة فى امبابة والأمن خاف وماكلمهمش والاخوان والاشتراكيين عملوا تحالف مع بعض وبقوا يعملوا مظاهرات مع بعض برضه عند النقابة استغربت شوية فى الأول بس قلت وماله لا يبقى فيه حاجه اسمها يسار ولا يمين نبقى كلنا حاجه واحده ما احنا كلنا مصريين .
وبعدين عزيز باشا صدقى عمل جماعة كلها من الكبارات برضه عشان التغيير قلت لروحى ايوه كده الاغنياء والغلابة يبقوا مع بعض محنا كلنا مصريين وهو هدفنا كلنا واحد التغيير ويمكن عزيز بيه هو كمان عنده قريب معتقل زى فتيح قريبى ؟! وهاصت على الأخر لحد الانتخابات انا قلت الريس كده أكيد هيتغير أحنا صحينا الشعب قوى !!! والجرانين بقت تتكلم عن المظاهرات وعن كفاية والتليفزيونات تصور والناس اكيد عايزة تغيير ويوم الانتخابات طلعت حته مظاهرة والامن سابها وخاف يجى ناحيتها ايوة .. أمال ايه .. تغير بقى !!! والشعب كان بيتفرج ومبسوط ، معرفش ايه اللى حصل فى الانتخابات والريس بقدرة قادر نجح واستمر فى الحكم يا ليلة سوخة ايه اللى حصل ؟! حاجة تربك بجد ، فيه ناس قالت حصل تزوير وناس تقول ما حصلش بس الشعب الحقيقة كان هادى وساكت ليه .. ما عرفش ! قلنا اكيد هينتقم مننا ويعتقلنا ، مفيش حاجة من دى حصلت تقريباً ، لسة خايف مننا ولا أيه وحتى بعد الانتخابات عملنا مظاهرات تانية وسابونا براحتنا خالص اكيد غالبا لسة خايفين مننا عشان بقى فيه حركات كتير بتطالب بالتغيير اللى بنطالب بيه .
عمال من اجل التغيير ! فلاحين من اجل التغيير! صحفيين من اجل التغيير !محامين وطلاب واطباء كتاب وفنانين نساء وشباب حتى الاطفال اللى عندهم 6 سنين عملوا أطفال من أجل التغيير ! صحيح ما كنتش باخد بالى منهم فى المظاهرات بس كنت باسمع عنهم وغالبا دول برضه اطفال فاهمين ومثقفين أمال إيه !! . خلصت الاجازة ورجعت البلد قررت اعمل حاجة فى بلدنا من اجل التغيير برضه وعنها وبدات اتكلم مع الناس واحكيلهم اللى بيحصل فى مصر ايشى مظاهرات واشى حركات واحنا لازم نعمل برضه حاجة !! المهم شوية يسمعوا ويدوروا راسهم ويقولوا حاجة جميلة قوى ، ربنا يقدم اللى فيه الخير .
وشوية يقولوا : ياعم احنا مالنا ومال الحاجات دى ، خلينا فى حالنا واللى يقولك مش فاضى واللى يهز دماغه ومايقولش حاجة واللى ينصحك تكبر دماغك ميت رد وميت رأى وميت نصيحة لحد ما كلمته هو . جاد الحق الشرقاوى ، سمعنى بابتسامة ودودة جداً وابتسملى ابتسامة مشجعة وقال : وماله ياسى الاستاذ ده كلام تمام احنا فعلاً محتاجين تغيير انا هالملك الناس فى الدار عندى بكره بعد العشا تشرفنا نشرب الشاى ونتكلم فى الموضوع .
وافقت على الفور . ياه اخيرا ها نعمل حاجة فى بلدنا عشان التغيير سرحت وقعدت افكر وارتب ها يبقى ايه يا ترى فلاحين تانيين من اجل التغيير ولا شبان ولا نخليها ” شراقوة من اجل التغيير” اقولك .. نستنى لما نشوف الناس هيطلعوا ايه ، اللى يجيبوا كله كويس ،وساعتها نبقى نختار اى اسم المهم يبقى فيه حاجة وانا هابقى المقرر بتاعهم !! والله برضه حاجة كويسة يا واد يا عبد الدايم ، المدرس والمقرر هيبة برضه أيوة أمال إيه !! الراجل اللى اسمه محمد جاد الحق ، راجل عنده حته ارض صغيرة كان عامل زراعى وسافر السعودية كام سنة وجه اشترى حته ارض( تريحه شوية من الشقا ) وقعد يزرع فيها وعنده عيلين عرف يودى واحد كلية الحقوق والتانى بيساعد فى الزراعة وهو وابنه بيقروا الجرانين وعندهم تليفزيون ووصلة دش والناس فى البلد بتعزه وبتعمله حساب ومفيش جنازة او فرح لحد الا وتلاقيه فيها ، ومفيش مشكله لحد الا وحاشر نفسه فيها عشان تتحل تانى يوم خدت بعضى على داره ، لقيت يجى 15 واحد من البلد قاعدين ايشى فلاح وايشى بقال وايشى صنايعى وايشى طالب قلت فى سرى عال خالص ، مش وحش دول ينفعوا ابدأ بيهم .
عم جاد قال يا جماعة استاذ عبد الدايم عايز يتكلم معاكوا شوية فى حكاية التغيير اللى ظهرت اندهش اغلبهم …. تغيير ايه لا سمح الله هو فيه حاجة غلط ؟
بدأت اشرحلهم الموضوع وأكلمهم عن المظاهرات اللى شفتها فىمصر والمؤتمرات والتليفزيونات اللى بتصور ويعنى ايه تمديد ويعنى ايه توريث وايه كفاية لحد كدة عايزين يبقى فيه تغيير بقى وفكرتهم بفتيح وقلتلهم عشان اللى زيه يطلعوا من الحبس واهو برضه كفاية معتقلات مع سيرة المعتقلات اتلبشوا وسكتوا شوية وبعدين واحد منهم سألنى بمنتهى البرءاة هو انت ناوى ترشح نفسك ولا حاجة يا عبد الدايم ؟ قلتله لأ .. ومش اى حد يرشح نفسه .
وقعدت اشرحلهم فى حكاية الانتخابات التعديل الجديد للدستور والقيود اللى وضعته الدولة علشان تمنع الناس من الترشيح لرئاسة الجمهورية ! واحد منهم قاللى بنفس البساطة طاب واحنا مالنا ومال بتوع الاحزاب هو حد فيهم بيعبرنا ولا بنشوفهم غير ايام الانتخابات ، اذا كان ما بيسألوش فينا يبقى عايزنا نسأل فيهم ولا نرشحهم ليه يا استاذ ؟السؤال بتاعه هايبوظلى الدنيا لأ والاكادة كلهم كانوا مبسوطين من كلامه قررت ابقى حكيم فى الرد عليه …… قلت يا أخى خليك انت عندك حسن نيه نبدا بحسن النيه ونثق فيهم ونمشى معاهم فى التغيير لمحت ابتسامة غريبة على وش جاد الحق واستغراب من كلامى على وشوش الباقيين واضح ان كلامى ما أقنعهمش لسة قلت فى سرى معذورين برضه مش مثقفين ولا فاهمين زيى أكلمهم فى السياسة احسن عشان يفهموا.
وقلت يا جماعة احنا عايزين نعمل جمعية وطنية ونعمل منها دستور جديد والشعب يشارك فى الجمعية بممثلين عنه. جيت اكحلها عميتها حسيت كأنى بتكلم هيروغليفى كلهم بصولى بدهشة شديدة ، والوحيد اللى اتكلم قال : جمعية يشارك فيها كل الشعب ودى مين يقبضها الاول ولا يقبضها امتى حسيت انه بيتكلم بحسن نية وان دى الجمعية اللى يعرفها رديت لا مش الجمعية اللى فى بالك يابو محمد جمعية تانية سياسية ، بصوا يا جماعة الموضوع مهم احنا عايزين نعمل جمعية اسمها ” شراقوة من اجل التغيير” ونطالب بان يبقى فيه رئيس جديد ننتخبه احنا . زى مين يعنى يا استاذ عبد الدايم ؟
رديت – مش مهم يبقى مين المهم نختاره احنا والمهم يبقى فيه تغيير .
– ازاى بقى اى حد وخلاص ويبقى اسمه تغيير ده يا عبد الدايم !! ؟
فلاح تانى قال – لو كده يا استاذ يبقى على راى المثل ( اللى نعرفه احسن من اللى ما نعرفوش) ايش ضمنا احنا اللى هيجيى ده هيهعمل ايه ؟ ولا هايهتم بينا بعد ما ينجح وبعدين اللى موجود شبعان على كل حال ومش عايز حاجة تانى ، أنما اللى هيجى لسة عايز يشبع من الأول.
– رديت بعصبية – كفاية ربع قرن ، لازم نجرب حد تانى وان ما عجبناش نبقى نغيره برضه ويمكن يا سيدى اللى يجى ده يكون مصلح وكويس كفاية بقى احنا شبعنا ظلم واعتقالات لقيتهم اتلبشوا تانى لما جبت سيرة الاعتقالات وقاموا مبلمين مرة واحدة !!
حد من الطلبة قال : هى كفاية دى تعرف حاجة عن ظروف بلدنا يا عبد الدايم ولا قالت هتغير الشرقية ازاى ؟ رديت بحسم – كفاية مش طالعة عشان الشرقية بس احنا مش بنتكلم عن محافظة هنا ولا محافظة هناك ، احنا بنتكلم عن البلد كلها احنا هنغير الدستور نفسه .
طب وده هايفيدنا باية …… ما ياما دساتير اتغيرت و لسه الكبار كبار واحنا زى ماانت شايف بدأت الزمزئة …….. الناس دى مش فاهمة حاجة فعلاً ……… كلمتهم تانى عن الحركات والمظاهرات وأد ايه الناس دى شجاعة …… والحكومة بتخاف منهم وبتعملهم الف حساب وعشان انحررهم واحمسهم اكتر كلمتهم عن اطفال من اجل التغيير وقلت الله احنا هنبقى اقل من العيال ولا ايه ؟
عند الجملة دى عم جاد الحق اتعدل فى قعدته قلت فى سرى ( كويس لازم نحررته شاور وقال : دقيقه واحدة يا استاذ عيال ايه اللى بتتكلم عليهم مشافناش فصل فى مدرسة مثلاً خرج فى مظاهرة عشان التغيير بتاعك مين فى العيال اللى بتتكلم عنهم قرا كلمة فى الدستور عشان يبقى فيه حاجة بجد يبقى اسمها أطفال عايزين يغيروا الحكومة ويغيروا الدستور .
– بحسبك جاى تكلمنا عن حاجة تخصنا احنا عشان نقف معاك وتقف معانا فيها زى مشكلة بنك التنمية الزراعى مثلاً أو الارض اللى خذها مننا الملاك الكبار اوالزراعة اللى بتبوظ من الكيماوى ، او العيال اللى بيشتغلوا و يشقوا من سن 6 سنين ، دول العيال اللى عندنا مش ولاد الافندية بتوع التغيير محدش بيفكر فىالتغيير اللى احنا عايزينه ولا حد جه سألنا انتوا عايزين ايه شوف يا استاذ انت مدرس ليه مفكرتش فى مشاكل التعليم وازاى تحلها …….. العيل اللى ابوه محتاج دراعه مش هايوديه مدرسة والعيل ابن الغلبان ما بيقدرش اهله يصرفوا على تعليمه احنا بنقرأ ان فيه 20 مليون عيل اتشردو وعايشين فى الشارع اتكلمتش عنهم انت واطفالك بتوع التغيير طبعاً لأ ديه هموم ناس غلابة قوى مش هموم افندية بيتكلموا فىالانتخابات والدستور والحاجات دى فيه ناس من اللى بيتكلموا فى التغيير كبار واصحاب مشاريع ووزرا وبشوات لما دول هيغيروا هيغيورا ايه ؟ ولمصلحة مين بقى ؟ فيه ميت دستور جديد وحالتنا دى زى ما هى كده ؟ !! ولا حاجة شوية كبار جم مكان شوية كبار شوية خطب جديدة وشوية اغانى جديدة وخلاص.
وبعدين انت مكبر الموضوع قوى يا استاذ عبد الدايم عمال ايه الل بتتكلم عنهم وكأن الدنيا كلها اتقلبت والشعب كله قام لعلمك انا بشوف برضه فىالدش المظاهرات اللى انت بتحكيلنا عليها وما يجوش كلهم على بعض يجى الفين واحد يعنى الموضوع كله ما يكملش عدد طلبة مدرسة ثانوى ودول مش هيهدوا الدنيا ولا هيخوفوا الحكومة زى ما بتقول دى اكترها دعاية واسامى على مفيش عمال ايه من اجل التغيير عمال مصنع ايه يا ترى ولا ورش مين والفلاحين من اجل التغيير اللى بتحكى عنهم ماشوفنهمش ليه ، ماحدش منهم جه يتكلم معانا ولا مع غيرنا ليه ؟ ما هى كل حارة ليها امارة لو فيه حاجة من دى بحق وكانت امارتها بانت لو عشرة عشرين مصنع ولا نقابة لو عشرة عشرين رابطة فلاحين بناسها كنا قلنا اه وصدقنا وامنا ومشينا معاهم انما أفندية وناس محترمين ….. أه بس ! مش الناس الفقيرة اللى زينا واللى بيحسوا بوجعنا ويعرفوا مشاكلنا . يعنى لما ناس تقول وهما بعيد عنا وعن همومنا عايزين نصدقهم ازاى ولا تغيير اية اللى هيعملوه الناس يا عبد الدايم هو كلام وبس وعلى رأى المثل – اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب .
– رد عبد الدايم تكتيك يا عم جاد عشان نسقط الحكم بس. تكتيك ايه وبتاع ايه يابنى احنا منفهمش فى اللوع ده وحكم ايه اللى تسقطه ومين يسقط دول؟!! ما اسخم من ستى الا سيدى هيقعدوا يتحالفوا مع بعض تانى زيد مع عبيد وعبيد مع زيد واحنا نضيع فى النص ، لما يبقى فيه ناس مننا بحق وحقيقى نعرفهم ويعرفونا وبيتكلموا عن قضايانا ومشاكلنا وبيجولنا احنا ويتكلموا معانا احنا مش مع التليفزيون نبقى نصدق ونمشى معاهم يبقى فعلاً همهم وقضيتنا قضيتهم .
– بس فيه ناس فعلا بيتكلموا عن مشاكل الفقراء وعن العمال والفلاحين
– بيتكلموا مع نفسهم مش معانا محدش منهم جه سألنا انتو عايزين ايه ؟!
– بس الناس اللى بتقول عليها دى خايفة ياعم جاد ساكتين مرعوبين دانا جبت سيرة فتيح والاعتقال شوف الناس بلموا ازاى ؟ المهم الخوف ده ينتهى والناس تعمل حاجه كفاية شالت الخوف من قلوب الناس، خرجت هتفت ضد الكبار وضد الحكومة هزت العرش تحت اللى قاعدين عليه ، فرضت نفسها وفرضت المظاهرات بتاعتها وبقت كل الدنيا بتتكلم عليها .
– قام محروس ابن عم جاد الحق رفع ايده وقال : انا عندى كلام يا عبد الدايم عايز اقوله . اتفضل يا محروس أفندى (العرف عندنا ان اللى يخش الجامعة نقوله يافندى او يا استاذ او يا دكتور حسب كليته ).
أكيد كفاية دية فيها ناس مخلصين بجد والحقيقة ان الاخلاص لوحده مش كفاية الناس ده الحكومة استفادت من وجودهم علشان تقول أن فيه ديمقراطية وتغيير.
– ضحكت مستنكرا : ازاى يا محروس افندى نبقى ضد الحكومة وبنعمل ده كله ضدها وهى بتستفيد منه !!
– لأ يا استاذ عبد الدايم مش ده قصدى الحكومة استفادت منهم من غير ما يقصدوا ، اقولك الحكومة ديه لسة حابسه لغاية دلوقتى أكتر من عشرة ألاف معتقل فى السجون ولحد دلوقتى الأمن مسيطر على الجامعة ومفيش طلبة بيعرفوا حتى يعلقوا فرخ ورق عليه رأيهم والطوارىء موجودة فى عشرين قانون مش فى قانون واحد والناس كلها بتعانى فى حياتها ومفيش شغل وايجار الارض غالى ومفيش سكن ومفيش جواز يعنى الناس مخنوقة بجد من الحكومة ومتقلوش انك شلت الخوف من الناس بالمظاهرات بتاعتكم الناس مش عيل صغير شاف الشجيع فىالسيما بيضرب لوحده فىالعصابة فهو كمان هايتشجع ويبقى بطل .
الحكاية مش بالبساطة دى انتو هناك فى القاهرة عندكوا احزاب ونقابات وفيكوا ناس مراكز يعنى برضه مسنودين شوية انما هنا الناس غلابة يا عبد الدايم والمركز عامل زى الغول الصول فيه يخوف زى العمدة والحكومة شديدة قوى مع الناس الغلابة بيتضربوا ويتبهدلوا ويتعذبوا ومش بعيد يموتو من غير دية انتو حاجة والناس دى حاجة تانية الفقرا عندهم حسابات كتيرة والخوف ومحبطين وفقدين الثقة فى كل حاجة اكثر تقدر تقولى ايه عملت إيه المظاهرات اللى بعيد عن الناس فى الحكومة أوغيرها !والجديد فىالموضوع حكاية الديمقراطية اللى عايزها امريكا شوية مظاهرات زى كدة هتحل المشكلة للحكومة ؟ يعنى لما تطلع مظاهرات تهتف ضد الرئيس وما حدش يمنعها مش كدة بقى فيه ديمقراطية هما دلوقتى محتاجين المنظر علشان الخارج والامريكان يتبسطو والنظام يستمر ويبقى اسمهم فرضوا فعلا ديمقراطية فى المنطقة ويبقى اسمهم اتحدوا النظام وعملوا مظاهرات وطرحوا مطالب وبقوا موجودين والناس الغلابة اللى هما الشعب بجد مالهمش دعوة بالموضوع ده كله وبعد شوية مش هيبقى محتاج القانون بتاع الطوارىء عنده ميت قانون ويقدر يعمل ميت قانون يأدوا نفس الغرض.
يعنى بالعقل كدة يا استاذ عبد الدايم لو شوية مثقفين مفيش وراهم جماهير والحكومة عايزة تمنعهم مش هتقدر تمنعهم تقدر طبعاً بميت طريقة وطريقة اللى مش معاه الناس ممكن ينداس بس هى عايزة المشهد بتاع الديمقراطية ده دلوقتى وعلشان تبقى رسول الحرية والنظام بقى ديمقراطى ولا فيه حركة شعبية بجد قدرت تفرض حاجة على الحكومة، صرخ عبد الدايم يعنى نسكت يا محروس افندى وبلاش نعمل حاجة ولا إيه – عم جاد اتكلم ما حدش قال نسكت يا بنى بس القصة مش قصة مظاهرات وبس دلوقت اللى عايز تغيير بجد لازم يراهن على الناس مش على اللى قاعدين فوق بيتخانقوا على الكرسى مش على التغيير ولازم تبدأ من حال الناس وقضاياهم ومطالبهم ، وواحدة واحدة ممكن الشعب يستعد ويقوم ويقول كلمته ويعمل تغيير حقيقى فى المصانع وفى الغيطان ساند الناس علمهم دربهم وادخل بيهم ومعهم بعد كدة فى المحيط يشيلك وغير ده هتحرت فى ارض مش بتاعتك وهتزرع لغيرك وبعد كده تقول كأنك يا بوزيد ما غزيت .
دى بقى تتعمل ازاى ؟ تعمل احزاب تعمل تنظيمات تعمل نقابات جمعيات تعمل جن ازرق انت حر ، بس تعمله من الناس ومعهم ساعتها مش هاتتوه فى الزيطة وهتظبط ساعتك على توقيتات وهموم الخلق اشتغل مع الناس عشان تفهمها وعشان توثق فيك ولا ايه يا استاذ . انت قارى وعارف تغيير يعنى ايه ومين اللى بيعمله وبيحصل ازاى راجع نفسك وارجع وسطينا ومعانا.
بصراحة .. بدأت احس كأن حد دلق عليا جردلين ميه ساقعة الراجل ده مش جاهل ومش عدو هو فاهم بطريقته احسن منى ، الحماسة كانت وخدانى وببقى فرحان قوى باى مظاهرات وبالهتافات . بس فعلا زى ما قال القصة مش قصة مظاهرات كل شوية وعاطل على باطل لأ مش كفاية انك تكون عايز تعمل حاجة عشان الفقرا ، المهم فعلا يبقى بيهم ومعاهم تبقى فكرة التغيير طالعة منهم عشان تبقى ممكنة وتستمر انا غلطت لما اعتقدت ان اللى ناقص هو ان الناس تبقى مع كفاية. اللى عايز تغيير يدور على الناس ويروحلهم ويمشى معاهم خطوة بخطوة وعلى قد خطوتهم واللى عايز الحماس على الفاضى والمليان يروح مطرح ما عايز مش وإحنا كمان علينا دور …. والناس فى البلد عليها دور …. إحنا دورنا هنا مع الناس مش مع الهيصة اتعدل عبد الدايم فى قعدته وبص لعم جاد كمل ياعم جاد لأجل التغيير والناس والعدل والحرية.
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net
lchr@lchr-eg.org
Website : http://www. Lchr-eg.org