22/4/2009

أقامت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة ذبحتونا في مقر الحزب الشيوعي الأردني ندوة بعنوان :”عامان على ذبحتونا ….” وذلك بمناسبة مرور عامين على انطلاقتها ، وقدم الطالب علي حمدان عريف الندوة نبذة مختصرة عن أهم محطات الحملة خلال العامين الماضيين مؤكداً على أن ذبحتونا كانت أول من قام بكسر قانون الاجتماعات العامة حين أقامت اعتصاماً أمام مجلس النواب دون أخذ إذن من الجهات المعنية ، وأضاف أن الحملة قامت بإصدار التقرير السنوي الأول للحريات الطلابية وأصدرت دراسة حول واقع ومستقبل الجامعات الرسمية كما فتحت ملف الجامعات الخاصة إضافة لمتابعتها لعشرات القضايا الطلابية المتعلقة بالحريات و الرسوم حيث نجحت في حل بعضها وأخفقت في أخرى نتيجة للتدخلات الأمنية المباشرة والضغوطات على الجامعات لمنعها من التعامل مع الحملة.

ثم ألقى الأستاذ مبارك أبو يامين العبادي رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب كلمة بدأها باستذكار هبة نيسان التي تمر ذكراها في مثل هذه الأيام ، ثم انتقل للحديث عن العمل الطلابي مشيراً إلى انحيازه دائماً إلى جانب الطلبة في قضاياهم ومطالبهم إلا أنه نوه إلى ضرورة أن يكون العمل الطلابي غير مسيس ولا يجير لصالح أي حزب كان وأن تكون مرجعية الطلبة هي الجامعة وليس الحزب .

ثم تحدث عن حملة ذبحتونا حيث أشاد بالحملة وكافة الإنجازات التي حققتها والتي كان على رأسها توفير الحماية للطلبة والمظلة التي تقيهم من تفرد إدارات الجامعات بهم متهما معظم إدارات الجامعات بالانصياع والخضوع للأجهزة الأمنية ، وأكد على أهمية الإصدارات والقضايا التي تتابعها الحملة والتي تشكل مرجعية للمواطن العادي وللمهتمين بالشأن العام .

ثم نوه إلى أهمية ما حققته الحملة من ضغط متواصل على الحكومة أدى إلى منع رفع الرسوم الجامعية فالحكومة ” أصبحت تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على أي خطوة باتجاه رفع الرسوم خوفاً من ردة فعل حملة ذبحتونا ”

وختم كلمته بالتوجه بالشكر إلى القائمين على الحملة لما يقدموه من جهود طلابية وشبابية من أجل خدمة الوطن والمواطن.

ثم تحدث الأستاذ ماجد توبة عضو مجلس نقابة الصحفيين حيث نوه في بداية كلمته إلى أن “لجوء حملة ذبحتونا إلى مراقب من خارج الحملة ، بل ومن خارج الوسط الطلابي لتقييم عملكم وأدائكم وتلمس انعكاساته هو أحد أسرار قوتكم وحضوركم الفاعل والواثق في ساحتنا الوطنية “.

و أضاف “أزعم أنني رافقت مسيرة حملتكم بل حملتنا ذبحتونا منذ تشكلها رسميا قبل عامين .. وقبلها مساحة واسعة وممتدة من الإرهاصات و الحراك الطلابي الذي تبلور في هذا الشكل المنظم.

الإنجاز الأول الذي يحسب للحملة هو المبادرة المثابرة لإخراج هذا التحرك الطلابي المنظم إلى حيز الوجود رغم العراقيل والمعيقات والضغوطات التي واجهت وتواجه وستواجه الحملة “.

وأشار إلى أن التصدي للعمل العام في ظل الإحباطات اليومية وحالة التقهقر العام على مختلف المستويات بات أمراً نادراً ويشهد تراجعاً لافتاً وهو أمر يمكن تلمسه على أكثر من صعيد ، لذلك يحسب للحملة – في ظل هذه الظروف -المبادرة لتأطير الجهود الشبابية والطلابية العابرة للتيارات والمشارب الفكرية والسياسية في هذا الجهد الوطني الهام ، ومن ثم المبادرة بجلد وحماسة ونكران للذات لمواصلة المسيرة وتجاوز كل العقبات التي تواجهها حتى باتت ” ذبحتونا ” ماركة شعبية أردنية جميلة لها حضورها وتأثيرها ، وإذا كان هدف الحملة المعلن منذ أول يوم هو الوصول إلى رأي عام أردني ضاغط من أجل إعطاء الطلبة حقوقهم وحرياتهم والدفاع عن حق المواطن الأردني في تدريس أبنائه في الجامعات وتعرية طبقية التعليم الجامعي التي باتت واقعاً أليماً ، إذا كان هذا هو الهدف الأول للحملة فقد استطاعت الحملة ونجحت في تحريك المياه الراكدة وأسهمت في تنوير الرأي العام الأردني وتمكنت من فرض هم الحرية الطلابية على الصحافة والإعلام ودفعت به إلى مقدمة الإهتمامات .

كما نوه إلى أهمية الدراسات التحليلية التي خرجت بها الحملة وكشفتها للرأي العام .

وختم كلمته بالقول “نعم مازال الطريق طويلاً أمامكم وستواجهون الكثير من العراقيل والمعيقات والمحاربين لأفكاركم النبيلة وما يزال المشوار أمام حركتنا الطلابية طويل لاستعادة ما صودر منها من حرية واستقلالية لكننا واثقون أن هذا الجهد المثابر وهذه الطاقات الشبابية والمتفانية في سبيل قضيتها لابد وأن تراكم الإنجاز وأن تحقق أهدافها وأن تتمكن من الإسهام في حركة شعبنا ومجتمعنا في رحلته لنيل حقوقه الدستورية بالحرية والديمقراطية” .

وقدم الدكتور فاخر الدعاس منسق الحملة مداخلة أشار فيها إلى أن الحملة اتخذت من كلمة ” ذبحتونا ” شعاراً لها تعبيراً عن حجم الظلم والقمع والاضطهاد الذي يعانيه القطاع الطلابي سواءً على صعيد الرسوم الجامعية التي ارتفعت بنسبة تزيد عن ألـ 450% في بعض التخصصات، أو على صعيد الحريات الطلابية وأنظمة التأديب القمعية

وأضاف أن ” ذبحتونا: تضم تركيبة من حزبية وقوى طلابية مختلفة ن وهذا من اهم اسباب استمراريتها وسر نجاحها، حيث كان البعض يراهن على فشل الحملة في بدايتها لكن الحملة وتيرتها وقوتها بإزدياد”.

و أشار إلى أن الحملة باتت الان جهة طلابية تمكن الطالب من اللجوء اليها تحافظ على حقوقه قدر امكاناتها بعيدا عن فكرة ان الحملة تريد تسييس الطلاب ام لا، وتهدف الحملة الى ثلاث نقاط : اولا موضوع الرسوم الجامعية و منع رفعها، وخفضها بما يتناسب مع وضع الطالب، اذ ان هنالك خداع للمواطن في رفع الرسوم، فعلى سبيل المثال الجامعة الاردنية كون رسومها منخفضة قليلا مقارنة مع الجامعات الاخرى لا تقوم الحكومة بتحويل الطلاب إليها بأعداد كبيرة، اذ يتم تحويلهم الى جامعات اخرى رسومها اعلى مثل الجامعة الهاشمية التي تصل ساعة الطب فيها الى 85 دينار”.

وتعليقا على مصداقية الحملة، يرد دعاس : لم تصدر الحملة بيان غير متأكده منه، ومصداقيتنا اهم شيء بالنسبة لنا فعلى سبيل المثال حاول البعض استغلال الحملة في صراع القوى الذي حصل مؤخرا في البلد، لكن الحملة رفضت ان تكون اداة في يد احد، لذا كنا نتمحص جيدا بكل معلومة تصل الينا”.

يتابع “استطاعت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة ” ذبحتونا ” ، أن تكشف الكثير من الخطوات التي تقوم بها الحكومة نحو خصخصة الجامعات ، ونجحت في وقف بعض هذه الخطوات ، من مثل وقف التوجه الحـكومي لـرفع الرسوم الجامعية عام 2007 ، واكتسـبت ” ذبحتونا ” على الرغم من قصر عمرها ، مصداقية لدى الرأي العام الأردني ، ناتج عن كشفها للحقائق دون أهداف دعائية ، أو طرح لمعلومات مغلوطة” .

و نوه إلى أن الحملة تتعرض منذ انطلاقتها حتى هذه الايام الى “مضايقات من قبل الجامعات و الاجهزة الامنية، اذ منعت الحملة منذ بدايتها من العمل داخل الجامعات وتم تهديد كل من يتعامل معها، لذا لجأت الحملة الى تجنب نشر بياناتها داخل الجامعة مباشرة ، خوفا على الطلاب الذين تم تهديهم علانية بانهم سيفصلون نهائيا اذا ما تقدموا بشكوى الى ذبحتونا”.

كما قدم النائب السابق وعضو لجنة التعليم في مجلس النواب سابقاً الدكتور عودة قواس مداخلة أشار فيها إلى أهمية ودور الطلبة في التغيير على مستوى الوطن منوهاً إلى أن الطلبة والشارع الطلابي يعدان الأهم على صعيد الضغط على الحكومات .

كما نوه إلى ضرورة أن يولي الإعلام اهتماماً أكبر بالحملة كونها تطرح قضايا في غاية الأهمية حيث تقوم بعض الصحف الرسمية بتجاهل الحملة فيما تقوم بعضها الآخر باجتزاء تصريحاتها، كما لفت إلى أن طرق الحملة لملف المدارس الخاصة يعتبر خطوة نوعية أخرى تضاف إلى رصيد الحملة.

على صعيد آخر ، تواصل لجنة المتابعة للحملة تحضيراها لإصدار التقرير السنوي الثاني للحريات الطلابية.

لجنة المتابعة للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة
” ذبـــحـــــتـــــونـــــــــا “