23/5/2005

يأتى صدور هذا التقرير فى اعقاب حادثه اطفال الفراولة التى وقعت فى محافظه الشرقيه بقريه كفر الدهتمون مركز ابو كبير وراح ضحيتها 5 اطفال كانوا يركبون عربة نصف نقل وتم دهسهم تحت عجلات القطار القادم من الصالحيه الى فاقوس وذلك اثناء توجههم لجنى محصول الفراولة .
هذا ويهدف التقرير الى تحسين اوضاع الاطفال فى مصر ووقف العنف والايذاء ضدهم ويضم التقرير أربعة اقسام .

ويستعرض القسم الاول من التقرير ” اوضاع عماله الاطفال فى مصر ” الذى يؤكد على ان عدد الاطفال العاملين فى قطاع الزراعة وصل الى 3 مليون طفل عامل .

يعملون فى ظل ظروف تشغيل سيئه من حيث الاجور والاجازات وساعات الراحه … الخ .
كما يستعرض اسباب عماله الاطفال والتى يرجعها الى تدهور المستوى الاقتصادى والاجتماعى لاسر هؤلاء الاطفال مما يجعلهم يدفعون بأطفالهم الى سوق العمل فى سن مبكره حتى يسمح لهم بمعاونه اسرهم على تدبير احتياجاتهم الاقتصاديه ، بالاضافه الى التسرب من التعليم بسبب تردى العمليه التعليميه وزياده المصروفات الدراسيه ، وزواج الفتيات فى سن مبكره للتخلص من اعبائهم . ويوضح التقرير مظاهر واشكال عماله الاطفال فى الريف والتى تتمثل فى تعرضهم لكثير من اشكال العنف والايذاء والاستغلال والموت أحياناً أخرى خاصة أطفال مزارع الصيف والمواسم وهم مجموعه من الاطفال الذين تجد اسرهم الفرصه فى صيف كل عام بتشغيلهم كعمال تراحيل للعمل فى زراعة وجمع المحاصيل خاصة محاصيل الارز والقطن والذرة والخضر والياسمين .

ويستعرض التقرير بعض صور الاكثر استغلال هؤلاء الاطفال حيث يتعرض بعضهم الى ايذاء خطير وذلك اثناء رش المحاصيل بالمبيدات التى تتسبب فى تسميمهم وقد تؤدئ فى بعض الحالات الى الوفاه . وقد حدث ذلك بالفعل بقريه دمياطه بالغربيه حيث اصيب عشره اطفال من القريه بغيبوبه تامه بعد رشهم بالمبيدات .

ثم يستعرض التقرير بعض حوادث الطرق والتى يتعرض لها الاطفال العاملون فى قطاع الزراعه اثناء نقلهم الى العمل او عودتهم منه الى قراهم فتؤدئ بحياه البعض منهم وتصيب البعض الاخر بجروح وكسور وعاهات مستديمه نظراً لتدنى وبدائية طرق نقلهم الى هذه المزارع . وقد شهدت احدى قرى الغربيه ماساه ادت لمصرع 29 طفلاً غرقاً واصابه 154 اخرين اثر انقلاب لورى مكشوف فى مصرف بيرش ، كانوا ذهبون لجنى محصول القطن فى احدى المزارع ولم يكن هذا الحادث الاول او الاخير من نوعه .

ثم يستعرض التقرير بعض صور استغلال اطفال الريف خاصة العاملين منهم فى محالج الاقطان والتى يعمل بها حوالى 300.000 عامل نسبه كبيره منهم من الاطفال .هذا و يقوم بتوريد الاطفال فى الريف للعمل مقاول الانفار ويعمل الاطفال فى معظم هذه الاعمال اكثر من ثمانى ساعات متواصله بدون راحه مقابل اجر يتراوح ما بين خمسه وسبعه جنيهات ولا يتمتعون بأيه حمايه قانونيه أو تأمينية . واذا اصيب احدهم يلقى فى الشارع ، بالاضافه الى الاثار السلبية خاصة على اوضاعهم الصحية والتعليمية وحقوقهم فى الحياة والنماء .

هذا ويستعرض القسم الثانى وتحت عنوان ” الفراولة المحصول الاحمر بعرق ودم الاطفال ” الذى تسبب جمعه فى موت خمسه من الاطفال . والذى يحتاج الى ايدى عامله تبلغ اكثر من 70% من الاطفال العاملين منذ بداية زراعته الى تنظيفه من الحشائش ورشه وريه حتى جمعه وتسويقه .

بعدها يتناول التقرير ملخص لما جرى لاطفال الفراولة فى الحادثة الاخيرة عبر شهادات اقاربهم واسرهم بقريه كفر الدهتمون مركز ابو كبير محافظة الشرقية حيث توفى فتاتين فى عمر الزهور اثناء ذهابهم لجمع المحصول لمساعده انفسهم واهلهم على المعيشه ، وقد توفى معهم فى السياره النصف نقل التى كانت تقلهم 4 اطفال من قريه خلوه الشرفا .
“وسارت السياره بالطريق كما سارت احلام كل منهم فى اتجاه حيث تجمع كل هذا مع اشلاءهم وماتوا تحت عجلات القطار القادم من الصالحيه الى فاقوس “واصيب السائق وطفل اخر حالته خطيره حيث دخل فى غيبوبه ولم يخرج من المستشفى حتى صدور هذا التقرير .

وتحدث فى هذا القسم شقيق الضحيتان حيث ذكر “انهم كانوا يسعوا لمساعده انفسهم وكانوا سيتم خطبتهم بعد يوم واحد من الحادثة . الا ان القدر لم يمهلهم “حيث اخبره صديق له بوقوع الحادثه واصابه شقيقته عند مزلقان كفر الحوت بالبيروم الذى كان مفتوح وحارسه ذهب لشراء خبز من المخبز رغم علمه بحضور القطار ، بالاضافه الى ان المزلقان ليس به اى اشارات صوتيه أو غير ذلك من صور التحذير للاهالى من الموت . “وخوفاً من بطش الاهالى قام الحارس بتسليم نفسه للشرطه مدعياً انه كان يحاول اغلاق المزلقان من الجانب الاخر ونزل احد الركاب وفتح المزلقان “.
وحكايات كثيرة من القرية ولكن فى النهاية سيظل حزن الامهات هو المشهد السائد لرحيل الابناء والمستقبل والاحلام .

ويستعرض القسم الثالث بعض النتائج حيث يبين التزايد المستمر فى حجم عماله الاطفال دون السن القانونيه نظراً لانخفاض اجورهم وقبولهم بشروط العمل القاسيه .
ويرجع التقرير اسباب عماله الاطفال الى تدهور الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأسر الأهالى وأيضاً لتدهور العمليه التعليميه وانخفاض مستواها وكثره اعبائها ومصاريفها بالنسبة لهذه الاسر .
ويبين التقرير اشكال عماله الاطفال فى الريف المصرى وتعرضهم فى مواسم الحصاد والزراعه للمبيدات القاتله التى تؤثر على اجسادهم ، وانتشار ظاهره الاعتداء عليهم بالاضافه الى حوادث الطرق التى تنتج عن سوء وسائل المواصلات ، وكذلك حرمانهم من التمتع بايه حمايه قانونيه أو تأمينية أو رقابيه بالاضافة الى تكرار صور الاهمال وانعدام المسئولية من جهات حكومية عديدة بخصوص حماية حقوق الاطفال .

كما يبين هذا القسم انتهاك حق الاطفال فى الرعايه الاجتماعية والتعليمية والصحيه حيث انتشرت بين الاطفال العاملين فى مجال الزراعه كثير من الامراض مثل الفشل الكلوى والسرطان .

و يستعرض التقرير فى القسم الرابع بعض توصيات التقرير وأهمها :

    • – حظر عمل الاطفال فى الاعمال الضاره بالصحه خاصة فى مجال الزراعة
    • – تحسين ورصف الطرق ومراقبه معديات النيل واصلاحها وكذلك المقطورات الزراعيه ومراقبه السائقين من ناحيه الرخص والقياده وكافة المشتركين فى جرائم قتل الاطفال .
    • – امداد مستشفيات القرى بالاطباء والممرضات والمعدات اللازمه لاستقبال اى حاله طوارى
    • – وجوب رقابة الاجهزة المختلفة لضمان عدم تعرض الاطفال لمخاطر رش المبيدات القاتله .
    – سرعة صرف مبالغ ماليه للآسر المنكوبه فى اطفالها لتعويضها عن فقدان ابنائهم بمبالغ لا تقل عن خمسين الف جنيه تقوم وزاره الشئون الاجتماعيه بصرفها فورياً لكل أسرة متوفى أو مصاب .على ان تقوم وزاره التربيه والتعليم باعفاء تلاميذ القرى المنكوبة من الرسوم الدراسيه حتى نهايه المرحله الإلزامية مراعاه لظروفهم الاجتماعيه وتقوم وزاره الصحة بتجهيز الوحدات الصحيه بالاطباء والمعدات والاسرة بهذه القرى لسرعه استقبال ومعالجة المصابين فى هذه الحوادث وتجهيز الوحدات الصحية بقرى مركز ابو كبير والصالحية بعربات اسعاف مجهزة لسرعة انقاذ الضحايا فى هذه الحوادث .ومطالبه مجمعه التامين بدفع تعويضات فوريه للمصابين والضحايا .


وختاماً : والمركز اذ ينعى أسر واهالى الضحايا يتقدم بهذا التقرير للمسئولين خاصة محافظ الشرقية ، ووزير النقل والمواصلات ، التربية والتعليم ، الصحة ،القوى العاملة الشئون الاجتماعية ، لإيجاد سياسات وطرق وآليات بديلة تكفل حقوق الأطفال فى الريف فى الحماية والرعاية والحياة الكريمة وأيضاً توفير الضمانات المختلفة للحد من حوادث الطرق داخل الريف وسرعة صرف مبالغ الضمان الاجتماعى لأسر الضحايا ولكفالة حقوقهم فى العيش بأمان ويناشد كافة مؤسسات المجتمع المدنى بالعمل معاً من اجل حماية حقوق الاطفال فى مصر ووقف ايذائهم والعنف ضدهم وكفالة حقوقهم فى النماء والتعليم والحياة الكريمة اللائقة .

—————————————————
لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز
العنوان : 122 ش الجلاء برج رمسيس القاهرة
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www.Lchr-eg.org

الموضوع صادر عن :

مركز الأرض لحقوق الإنسان

مركز الأرض لحقوق الإنسان