18 نوفمبر 2004
على إثر خمس جلسات من المفاوضات عقدت خلال الفترة من 10 إلى 21 يناير/كانون الثاني 2000, اعتمدت “مجموعة العمل المنعقدة بصورة متواصلة بين الجلسات” التابعة للجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة نص مشروع البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة.
وقد ظل مركز حقوق الطفل المصرى ينبه ويدعو ويناشد المجتمع الدولى والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بأن تحث قوات الاحتلال الانجلوأمريكية أن تولى اهتماما وعناية خاصة بإتفاقيات جنيف الأربع فيما يخص وضع تدابير خاصة لحماية الأطفال والنساء والمسنين أثناء الحرب أو النزاعات المسلحة وضرورة العمل على إحترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية فى ذلك الشأن…
إلا أن الوضع فى مدينة الفالوجة أصبح يفوق كل الانتهاكات التى تحدثنا عنها من قبل، يبدوا أن قوات الاحتلال الأنجلومريكى بدأ يفقد أعصابه وتوازنه أمام الصمود الباسل والمقاومة الصلبة لأبناء الشعب العراقى بالفالوجة، { وهذا ما اعترف به الجندي الأمريكى رايان شابمان (22 عاما) الذي نقل للعلاج في المستشفى العسكري الأميركي في ألمانيا بعد إصابته بجروح في عينه خلال مواجهات مع المقاتلين في الفلوجة، والذي لم يتمالك نفسه أمام الصحفيين وقال “بصراحة من الصعب محاربة رجال مستعدين للقتال حتى الموت” }… فقامت قوات الاحتلال بمنع وصول الإغاثة الإنسانية والقوافل الطبية لها، ثم راحت تقتل الأطفال والنساء والشيوخ دون تمييز وهذا ما يعد إنتهاك واضح لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بحماية المدنين أثناء الحرب كما هو خرق فاضح لاتفاقية حقوق الطفل والملحق الخاص بحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة…
إن ما بحدث فى العراق بمدينة الفالوجة على وجه التحديد، بداية من الحصار والتجويع والتشريد وهدم المساجد والمنازل ثم القتل العشوائى للمدنيين وهدم 33 مسجد للعبادة ، 6 ألاف منزل، يعد كارثة إنسانية بكافة المعايير، كما أن إنتشار جثث القتلى فى الشوارع ومنع القوافل الطبية من ممارسة عملها يعد أيضا كارثة إنسانية جديدة وجريمة أخرى من جرائم الحرب التى يجب أن يعاقب من أرتكبها من أطراف النزاع..
وهاهي كاميرات الإعلام الأمريكية!!! تعود مرة أخرى لتكشف انتهاكات وفضائح جديدة للقوات الأميركية التي جاءت للعراق تحت شعار حماية حقوق الإنسان ونشر العدالة والحرية والسلام فإذا بها ترتكب فضيحة تضاف لفظائع أبو غريب التي هزت العالم قبل عدة أشهر.
طرف الفضيحة الجديدة جندي من المارينز أجهز على جريح عراقي أعزل داخل مسجد بالفالوجة بما اعتبر انتهاكا لحرمة أماكن العبادة وتعديا على جريح يمنحه القانون الدولي الإنساني الحماية بل والعلاج. قتل جريح بهذه الصورة التي بثتها شبكة تلفزيون أمريكية في غياب التغطية الإخبارية لوسائل الإعلام الأخرى يثير تكهنات بأن صورا أخرى ربما تكون أكثر بشاعة لم تجد طريقها للنشر…
وقد أعربت المفوضيّة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقها حيال وضع المدنيين. وقال المتحدث باسمها خوسيه لويس دياز إن المفوضية وجهت نداء واضحا إلى سائر الأطراف لفعل كل ما بوسعهم من أجل ضمان حماية المدنيين خلال القتال.
وهنا فإن مركز حقوق الطفل المصرى يطالب :-
- منظمة الأمم المتحدة بالحفاظ على شرعيتها والقيام بالدور المنوط بها تجاه حماية حقوق الطفل وتنفيذ البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة*بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 263 الدورة الرابعة والخمسون المؤرخ في 25 أيار/مايو 2000
- محاكمة المسئولين عن هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية وعلى رأسهم بوش المسئول الأول عن الحرب فى العراق.
القاهرة فى : 18 نوفمبر 2004 مركز حقوق الطفل المصرى
مركز حقوق الطفل المصرى