القاهرة في 14 يوليو 2004

تابع تجمع المنظمات المصرية لحقوق الإنسان بقلق بالغ المحاولات الملتوية التي تبذلها أجهزة الأمن المصرية للتضييق على أحد أنشط المؤسسات الحقوقية المصرية وهو مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف ، من خلال التستر خلف ما يسمى لجنة تفتيش تابعة لوزارة الصحة، قامت باقتحام مركز النديم في مساء الأحد 11 يوليو 2004 ، وأثناء تواجد بعض المرضى به ، متجاوزة كل القواعد المهنية والقانونية ، حيث راح أعضاء تلك اللجنة المزعومة يعبثون بملفات المركز ويلتقطون الصور ويفتشون في أنحاء المقر ويلقون الأسئلة التي تتعلق بنشاط المركز وكل ما يفعله ، عدا المهمة التي يزعمون القيام بها.

ويثير هذا التصرف الأمني المفضوح التساؤل حول تلك الأساليب الرخيصة وأهدافها والبدء في استخدام بعض الأجهزة الحكومية كذراع لأجهزة الأمن في محاولة لخنق دور المركز المتفرد مع بعض مؤسسات حقوق الإنسان التي تعمل بدأب على فضح ممارسات التعذيب المستشري في مصر ، والذي يكشف زيف الدعاوى الحكومية ببدء إصلاحات مزعومة للحد من منهج التعذيب .

ويرى تجمع المنظمات المصرية لحقوق الإنسان أن هذا المسلك ضد مركز النديم يأتي كنتيجة مباشرة لمشاركة العديد من العاملين به في عضوية الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب التي لم تدخر جهدا لكشف شيوع التعذيب وقامت منذ أسابيع قليلة بإصدار تقرير تضمن كشف العشرات من حالات التعذيب التي ارتكبها ضباط الشرطة في العديد من المدن المصرية .

إن تجمع المنظمات المصرية لحقوق الإنسان وهو يؤكد تضامنه الكامل ودعمه لمركز النديم ، ويؤكد على إدانته لتلك الممارسات الأمنية التي تتنافى مع كافة المواثيق الدولية وفي القلب منها إعلان حماية المدافعين عن حقوق الإنسان وما تضمنه من مواد تجرم هذا المسلك الأمني ، فهو يعلن أنه لن يدخر جهدا في القيام بدوره في دعم مركز النديم ودعم كافة مؤسسات المجتمع المدني المصري ، سواء على المستوى القانوني أو من خلال فضح تلك الممارسات محليا وإقليميا ودوليا حتى تمتثل الحكومة المصرية لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان .وتكف عن التحرشات بالنشطاء والمؤسسات الحقوقية في مصر.