8/1/2009

على الغزاويين أن يرقصوا طربا ويعلنوا حالة الفرح العام لأن إسرائيل ستوقف المجزرة المستمرة للأسبوع الثالث لمدة ثلاث ساعات ، وعلى الحكومات العربية أن تسعد لأن جهودها الجبارة لم تذهب أدراج الرياح بل أثمرت عن هدية إسرائيلية ثمينة وهي تأجيل ذبح الضحية لمدة ثلاث ساعات ، و على ملايين المتظاهرين في شوارع العالم للتنديد بإسرائيل ووحشية إسرائيل أن يفضوا اعتصامهم ويستريحوا في مضاجعهم فقد تحقق المراد و حصل الفلسطينيين على الساعات الثلاث ، وعلى الفضائيات والصحف العربية التي أمطرت إسرائيل رشقا بالانتقادات في الأيام الماضية أن تقدم اعتذارها لقادة الحرب هناك وتشكر لهم حسن الصنيع ، ومن حق مجلس الأمن أن يأخذ استراحة طويلة بعد نجاحه منقطع النظير في إثارة العطف والشفقة والكرم الإسرائيلي الذي سمح بالساعات الثلاث .

لم يبقى لنا في ” مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية ” سوى السخرية التي هي كالبكاء والضحك الذي هو من شر البلية فهما أبلغ رد على ما تمخضت عنه جهود العالم في سبيل وقف مسلسل الانتهاكات الإنسانية والهولوكست الإسرائيلي والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ، ذلك المسلسل الذي وصلت أحداثه للحلقة الثالثة عشر بينما وصلت أعداد الضحايا حتى الآن إلى 697 شهيدا ثلثهم من الأطفال والنساء ، ووصلت أعداد الجرحى إلى أكثر من 3100 جريح نصفهم من الأطفال والنساء ، وتصاعدت حدة الوحشية الإسرائيلية إلى درجة قصف مدارس منظمة غوث اللاجئين ( أنوروا ) وهو ما قامت به أمس بزعم وجود مسلحين في المدرسة بينما كذبت تصريحات مسئولي المنظمة الدولية هذا الزعم .

ويعلن المركز عن خيبة أمله في مجلس الأمن و المنظمات الدولية المعنية بتطبيق وحماية القانون الدولي الإنساني وكذلك في حكومات الدول الكبرى التي لا زال فشلها مستمرا في حماية الشعب الفلسطيني الأعزل من الهجمة البربرية الإسرائيلية ، كما يعلن عن رفضه الشديد لأكذوبة وقف إطلاق النار لساعات ثلاث لإتاحة الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية ويعتبرها المركز مناورة إسرائيلية تستهدف كسب مزيد من الوقت الذي يمكنها من استمرار حربها ضد الفلسطينيين وتجميل صورة حكومات الدول الكبرى المتواطئة أمام شعوبها ، وتستهدف أيضا نصب فخ للمقاومة التي أثبتت قدرتها على الصمود في الحرب البرية ، ويرى مركز ماعت أن الأوضاع الإنسانية في غزة تتطلب وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار ، وتدخلا عاجلا للمنظمات الدولية عن طريق إرسال قوات حفظ سلام إلى القطاع ضمانا لعدم تكرار العدوان الإسرائيلي ، وكذلك تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لتوثيق انتهاكات إسرائيل في قطاع غزة واتخاذ الإجراءات القانونية أللازمة حيال القادة والجنود الإسرائيليين .

ويجدد المركز دعوته إلى كل أصحاب الضمائر الحية في العالم وكل المنظمات الأهلية والحقوقية في العالم العربي وخارجه أن تتضامن وتتحرك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه و أن تبحث سريعا عن آليات لمساعدة أبناء الشعب الفلسطيني في محنتهم ودعم صمودهم وفضح مزاعم وجرائم إسرائيل اليومية في حقهم .

مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية

[an error occurred while processing this directive]