7/3/2009
الإرهاب كائن هلامي ليس له ملامح ثابتة ولا يرتدي ثياب محددة ولا تحركه عقيدة أو أيديولوجية بعينها ، ولكنه كالحرباء يتلون حسب الظروف والأحوال بالشكل الذي يسمح له بتوجيه ضرباته الموجعة لاقتصاديات الدول وأمن المجتمعات وسلامة البشر ، متسترا مرة برداء الدين وأخرى برداء الثورة وثالثة برداء العصبية القبلية أو المذهبية أو الحزبية . وفي إطار اهتمام ” ماعت ” بقضية الإرهاب وتأثيراتها الضارة على السلام المجتمعي والأمان الداخلي ومعدلات التنمية في المجتمع المصري ، فقد أصدر المركز تقريرا تحت عنوان ” الإرهاب واستهداف السياح من التفجير إلى الاختطاف ” تعرض فيه لتحليل مضمون الصحافة المصرية في تناولها لقضية اختطاف السائحين في الصحراء الغربية التي حدثت في شهر سبتمبر الماضي . وقد تناول التقرير مفهوم الإرهاب و الصعوبات التي تحول دون الاتفاق على تعريف محدد له وفشل المنظمات الدولية في التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن مما جعل لكل دولة مفهومها الخاص بالإرهاب والذي تصنف على أساسه التنظيمات والحركات والأحداث إلى ما هو إرهابي وغير إرهابي . كما تناول التقرير رؤية المواثيق الدولية للإرهاب وتوصيفها للأحداث التي تعتبرها إرهابا ، وكذلك التشريعات الخاصة بالإرهاب في القوانين المصرية وتحديدا القانون 97 لسنة 92 من قانون العقوبات المصري الذي يرى البعض أنه كافي لمواجهة الإرهاب دون الحاجة إلى تشريع جديد أو لحالة طوارئ ، بينما يرى البعض الأخر الحاجة الماسة إلى تشريع جديد للإرهاب يوازن بين أمن المجتمع وأمن المواطن . وأشار التقرير إلى العلاقة بين الإرهاب والسياحة في مصر مستعرضا أهم الحوادث الإرهابية التي استهدفت سائحين أجانب منذ عام 1992 وحتى حادث الاختطاف الأخير ، وكذلك التنظيمات الإرهابية التي كانت تقف خلف هذا الحوادث والمصادر الفكرية والفقهية التي كانت تستند إليها في هذا الأمر ، كما تعرض التقرير للمراجعات الفقهية الأخيرة لقادة الجماعات الإسلامية مركزا على تراجعهم عن الأفكار المتعلقة باستهداف السياح الأجانب الوافدين إلى مصر باعتبارهم مسئولين عن سياسات حكومات بلادهم المناهضة لمصالح العرب والمسلمين والداعمة للعدوان على حقوقهم . وفيما يتعلق بالمعالجة الصحفية للموضوع فقد كشف التقرير أن جريدة المصري جاءت في المركز الأول من حيث تغطيتها للموضوع تلتها جريدة الدستور ثم البديل ، بينما كانت صحف الأهالي والوطني اليوم الأقل من حيث معالجتها للموضوع وربما يرجع ذلك إلى الطبيعة الأسبوعية لهذه الصحف . وقد تنوعت المعالجة الصحفية إلى ثلاث اتجاهات ، ركز الاتجاه الأول على المجهودات المبذولة لتحرير الرهائن ودور القوات المصرية في هذا الأمر والتحركات الدبلوماسية والأمنية التي بذلت في هذا الصدد ومن أبرز الصحف التي مثلت هذا الاتجاه صحف روزاليوسف والأهرام والأخبار والوطني اليوم ، بينما الاتجاه الثاني ركز على انتقاد الإجراءات الأمنية المصاحبة لتأمين رحلات السفاري وعجز أجهزة الأمن عن تأمين الأفواج السياحية وتفرغها لأمور أخرى من خارج اختصاصها ، ومن أهم الصحف الممثلة لهذا الاتجاه صحف البديل والدستور ، بينما الاتجاه الثالث ركز أصحابه على الجوانب الخفية وغير المطروحة بشدة في القضية مثل مسؤولية إسرائيل عن الاختطاف ، والأماكن السياحية التي لا يعرفها المصريون كمنطقة الجلف الكبير التي وقع بها الاختطاف ، ومن أبرز الصحف الممثلة لهذا الاتجاه صحف الوفد والمصري اليوم . وأوضح التقرير عن أن قضية اختطاف السياح الأجانب في الصحراء الغربية لفتت النظر إلى عدة أمور منها وجود عصابات منظمة تعيش في المناطق الحدودية بين مصر ودول الجوار وبعيدة عن يد الأجهزة الأمنية في هذه البلدان ، وكذلك وجود عديد من المناطق السياحية داخل مصر التي لا يعرف عنها المصريون شيء ، كما كشفت القضية عن أنه لم تعد جماعات التطرف الديني الطرف المعني باستهداف الأجانب والسياح في مصر كما كان الحال في حقبة التسعينيات حيث أن المراجعات الفكرية لقادة الجماعة الإسلامية كانت ذات دور كبير في ذلك . وأوصي التقرير بالاستمرار في دعم منهج المراجعة الفكرية لقادة الجماعات الإسلامية لما له من دور كبير في محاصرة العنف في المجتمع المصري عموما والعنف الموجه ضد السياح تحديدا ، وكذلك العمل على توفير الحماية الأمنية اللازمة وتوفير عوامل الأمان لسياحة السفاري في الصحاري المصرية لما لها من دور في التنمية السياحية . للإطلاع على التقرير كاملا أدخل على الرابط http://www.maatpeace.org/Arabic/DetailsPage.aspx?PageID=1056 |
[an error occurred while processing this directive]