19/7/2006
هذا التقرير يتناول رصد حوادث العنف ضد المرأة التي نشرت في الصحف المصرية خلال النصف الأول من عام 2006 ويعد هذا العدد رقم (50) من سلسلة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي يصدرها المركز ويهدف التقرير إلى التعرف على العنف الموجه ضد النساء من خلال رصد وتحليل مضمون الصحف المصرية خلال ستة أشهر تبدأ من أول يناير وحتى نهاية يونيو. وقد تبين أن حوادث العنف ضد المرأة بلغت (245) حالة وكانت حوادث الخطف والاعتداءات الجنسية على النساء تشكل (35) حالةو بلغت حوادث قتل النساء لاسباب متنوعة (35) حالة وشكل العنف الأسرى ضد النساء (26) حالة وكانت الخلافات الزوجية (60) حالة وأتى الإهمال فى الرعاية الصحية للنساء ليمثل (12) حالة وشكل انتحار النساء (29) حالة وكانت الحوادث الأخرى للنساء تشكل (43) حالة وكانت هناك بعض حالات العنف الرسمى ضد حقوق النساء ويوثق التقرير (3) حالات منهم. اما خادمات المنازل فتمثلت فى حالتين (2).
وقد أدى العنف إلى وفاة وقتل العديد من النساء. فمن جملة (245) حالة عنف موجه للنساء تسبب العنف فى قتل ووفاة (155) أمرأة، سواء بسبب الأعتداء الجنسى(2)، أو العنف الأسرى(26)، أو بسبب قتل النساء المتعمد (38)، أو الخلافات الزوجية (48)، أو لعدم الرعاية الصحية (5)، او قتل النساء لأنفسهن (16)، وأخيراً بسبب الحوادث المتنوعة (20) حالة.
وقد نشرت الاعتداءات وحوادث العنف ضد المرأة فى الجرائد المصرية خلال النصف الاول من عام 2006 فى (245) خبر ونشر بجريدة المصرى اليوم (59) خبر ، نهضة مصر (44) خبر ، الاحرار (40) خبر ، الوفد (37) خبر ، روز اليوسف (11) خبر ، الاهرام (10) اخبار ، المسائية (7) اخبار ، وكل من الحقيقة والنبا (5) اخبار ، وكل من صوت الامه وجيل الغد (4) اخبار ، وكل من الجماهير واخبار اليوم (3) اخبار ، وكل من الفجر والسياسى المصرى والمساء والخميس خبرين ، والجمهورية والعمال والاخبار والتجمع والاسبوع خبر واحد لكل منهم .
وقد نشرت هذه الاعتداءات عبر شهورهذه الفترة حيث شهد شهر يناير نشر(48)حادثة وفبراير (41) حادثة ومارس (39) حادثة وابريل (37) حادثة ومايو(43) حادثة ويونيه (37) حادثة.
هذا ويستعرض التقرير فى مقدمته التمهيدية أنواع العنف الذى تتعرض له النساء ويشير إلى أن هناك تفاوت شديد في عدالة توزيع الدخول في مصر ، وذلك بين أفقر 20% من السكان إلي أغني 20% منها . ويعني هذا أن نصيب أغنى شريحة من الدخل يعادل أربعة أضعاف نصيب أفقر شريحة ، وأن هذا الاختلال يمثل بروزا لظاهرة الحقد الاجتماعي والتي تؤدي لتزايد ظاهرة العنف. فهناك ارتباطا واضحا بين الفقر والعنف باعتبار الفقر متغيراً مستقلا والعنف متغيرا تابعا ، وأن هذه العلاقة هي علاقة طردية تؤدي شدة الفقر فيها لحدة العنف ، ومن ثم ازدياد واستمرار العنف الموجه ضد النساء والأطفال بأعتبارهم اضعف فئات المجتمع 0
هذا ويستعرض التقرير فى القسم الأول صور الاعتداءات الجنسية على النساء والتى تمثلت فى (35) حالة اعتداء تنوعت هذه الاعتداء الى الانتقام من المرأة او الاعتداء عليها جنسياً من الخارج او من خلال الأب او الاعتداء عليها بدنياً لسرقتها او لخلافات الجيرة وغيرها أو بسبب رفض الزواج . وعلى سبيل المثال قام مندوب شرطة بنجدة اسوان ومعه اثنين من المجندين بقوات الامن المركزى بالتوجه الى شقة سيدة بعد منتصف الليل وطلبوا من زوجها مقابلة الضابط داخل سيارة النجدة اسفل العمارة الذى ابقاه معه حتى عاد الجناة الثلاثة ليكتشف انهم قاموا بالاعتداء على زوجته فقام بتقديم بلاغ وبالقبض عليهم اعترفوا بارتكاب الواقعة وتمت احالتهم الى محكمة الجنايات .
كما يستعرض التقرير فى القسم الثاني حوادث قتل النساء والتي تمثلت فى (35) حادثة قتل تنوعت الاسباب من الانتقام الي السرقة او اكتشاف علاقة محرمة او رفض العلاقة او للخلافات المادية او العائلية او لخلافات الجيرة أو لرفضها فسخ الخطبة او لرفضه توصيلها بسيارته او الاعتقاد بانها لصه او لفشله فى اغتصابها أو لسرقة طفلها الرضيع وعلى سبيل المثال شهدت مدينة الخانكة حادثا ماساوياً قام حداد مسلح وقهوجى باطلاق الرصاص على سيدة لقيامها بمعاتبة المتهمين لقيام ابن احدهما بمعاكسة ابنتها فنشبت بينهم مشاجرة فقام على اثرها المتهمان باطلاق الرصاص على المجنى عليها. تم القبض على المتهمين واحالتهما الى النيابة التى تولت التحقيق .
كما يتناول التقرير فى القسم الثالث العنف الأسرى ضد النساء والتي تمثلت فى (26) حالة تنوعت الى السرقة او الشك فى السلوك او لخلافات مادية او عائلية او أسريه او لإصرار على فعل علاقة آثمة او لحملها سفاحا او لتدخل الأم فى حياه الابن، وكان القتل مصير 24 سيدة فى العنف الأسرى. وعلى سبيل المثال تجرد شاب بحى الضواحى محافظة بورسعيد من المشاعر الانسانية وقام بذبح جدته داخل شقتها لسرقة مائة جنية ومصوغاتها الذهبية لسداد االقسط الشهرى للدش ومروره بضائقة ماليه شديدة رغم انه يعمل فى احد مصانع الاستثمار .
ثم يتناول التقرير فى القسم الرابع حوادث العنف بسبب الخلافات الزوجية حيث شكلت (60) حالة وتنوعت بين الخلافات الزوجية والمادية والعائلية او الشك فى السلوك او الجمع بين أكثر من زوج أو أهانه الزوجة لزوجها أمام الجيران أو طرده من منزلها او الشك فى نسب طفلهم او اكتشاف العريس بانها ليست عذراء او لحرص الزوج على صله الأرحام بينه وبين أسرته أو لطلب الزوجة الطلاق او رفض الزوجة العودة الى منزل الزوجية او لزواج الزوج من أخرى. وقد تلاحظ أن حوادث قتل النساء الناتجة عن العنف الأسرى كانت بمعدلات مرتفعة حيث بلغت 49 حالة قتل من الأزواج للزوجات بسبب الخلافات الأسرية وذلك من جملة 60 حالة تم رصدها، والمتبقى من حالات الخلافات الأسرية أحدث بالنساء عاهات مستديمة بسبب الضرب بآله حادة او الحرق. وعلى سبيل المثال انهى عامل حياة زوجته باطفيح اثر مشاجرة نشبت بينهما بسبب مصاريف المنزل طلبت منه شراء “طرطور” لطفلهما الوحيد عنفها امام الجيران خنقها بيده سقطت على الارض وافاقت بعد دقائق حاول ترضيتها خرجت الى الشارع سبته امام الاهالى سحبها الى المنزل ولف ايشارب حول رقبتها تركها جثة هامدة على الارض . القت المباحث القبض عليه واحيل الى النيابة التى تولت التحقيق .
وبعدها يتناول التقرير فى القسم الخامس العنف الرسمى ضد النساء والذى تمثل فى (3) حالات تنوعت الى قيام بعض ضباط الشرطة باعتقال بعض السيدات المتظاهرات والذين تضامنوا مع محاكمه المستشارين ، او إسقاط الحق فى الترشيح للانتخابات وعلى سبيل المثال تعرضت احدى الصحفيات بجريدة الدستور لانتهاكات عدد من رجال الامن حيث قاموا بخطفها من شارع عبد الخالق ثروت اثناء اتجاهها الى نادى القضاة لتغطية محاكمه المستشارين ومظاهرات التضامن معهما وقاموا بسبها واهانتها وضربها وتمزيق ملابسها وتعرية جسدها وقاموا بهتك عرضها بقسم السيدة زينب . ثم قذفوا بها الى الشارع .
وبعدها يعرض التقرير فى القسم السادس العنف ضد خادمات المنازل وتمثل فى حالتين بهدف السرقة وعلى سبيل المثال كشفت مباحث الجيزة سر سرقة مجوهرات سكرتير وزير قطاع الاعمال السابق من شقتها بالعمرانية تبين ان خادمتها وراء الجريمة فتم القبض عليها فى شقتها وبحوزتها المجوهرات المسروقة .
ثم يرصد التقرير فى القسم السابع الإهمال فى الرعاية الصحية للنساء والتى تمثلت فى (12) حاله وتنوعت إلى الإهمال الطبي للمريضة أثناء الجراحة بجانب فساد الأطباء والأخطاء فى التخدير او إعطاء أدوية خاطئة أو رفض إدارة المستشفى قبول المرضى وعلى سبيل المثال لا يقتصر الاهمال فى المستشفيات العامه والخاصة على الفقراء فقط الذين مات الالاف منهم ضحية للتسيب والفوضى الذى يسود المستشفيات فالضحية هذه المرة مدرسة على الوراثة البشرية بالمركز القومى للبحوث التى توجهت الى احد المستشفيات الخاصة بالدقى لاجراء عملية ولادة طبيعية الا ان الاطباء اتخذوا قراراً باستئصال الرحم بعد اجراء عملية الولادة وذلك دون علم اسرتها ، وقد ظل الاطباء يبحثون لمدة ساعتين عن اكياس دم وادوية لاسعاف المريضة ، وبعد ان فشلوا تم نقلها الى مستشفى الصفا الذى فشل اطباؤه ايضاً فى العثور على اكياس الدم اللازمة للمريضه ، الا انها ماتت وسط ذهول اسرتها وزملائها الاطباء لتترك خلفها ثلاثة ابناء اخرهم المولودة الرضيعة .
ويتناول التقرير فى القسم الثامن حوادث انتحار النساء والتى تمثلت فى (29) حالة انتحار تنوعت إلى اليأس من الشفاء او المعاناة من مرض نفسي او لخلافات زوجية او عائلية او خلافات الميراث او لزواج الزوج من أخرى او الاعتقاد بعلاقة الزوج بأخرى او لتسببها فى انتحار ابنها او رفض الأسرة زواجها او لزواج الأم لأكثر من مرة او إجبار الأسرة على تزويجها او لظروف غامضة وعلى سبيل المثال قامت سيدة باشعال النار فى نفسها فى منطقة البساتين بسبب اصرار زوجها عدم رؤية اولادها الصغار للخلافات المستمرة بينهما وتم نقلها للمستشفى فى حالة سيئة وتولت النيابة التحقيق.
وبعدها يتناول التقرير فى القسم التاسع حوادث متنوعة ضد النساء وتمثلت في (43) حالة ادت كلها الي قتل واصابة النساء وتنوعت بين تسرب الغازات المؤدية للاختناق أو الانفجارات بالمنازل أو السقوط من الشرفات والمصاعد أو انهيار العقارات او اندلع حرائق او الصعق بالماس الكهربائي او التسمم او حوادث الطرق او بهدف الحصول على مبالغ مالية او السرقة او ممارسه أعمال منافية للآداب وعلى سبيل المثال لقيت سيدة مصرعها صعقاً بالكهرباء وذلك نتيجة ملامسة الاسلاك الكهربائية لصنبور المياه داخل شقتها بالرمل بمحافظة الاسكندرية .
وأخيراً يتناول التقرير فى القسم العاشر بعض الملاحظات والتوصيات وكان اهم توصياته :
- اتخاذ جميع التدابير اللازمة للقضاء على التمييز ضد المرأة سواء على المستوى الاقتصادى أو القانونى والسياسى وذلك بتبني سياسات بديلة تكفل للمرأة حقها في المساواة فى الأجر و المعاملة والحصول على الضمان الاجتماعى والرعاية الصحية وسلامة ظروف العمل ووقف ظواهرختان الاناث والزواج المبكر وتعذيب الخادمات .
- تشديد عقوبات جرائم الشرف والمطالبة بالمساواة فى العقوبة بين الرجل والمرأة بإصدار قانون لحماية النساء من العنف الأسرى اللاتى تتعرضن له.
- كفالة الخدمات الصحية للنساء وخاصة فى المناطق الريفية والعشوائيات وذلك بأعفائها من كافة مصاريف العلاج والرعاية الصحية .
- العمل على إزالة تأثير سياسات السوق الحرة على عمل النساء فى القطاع الخاص والغير رسمى والهامشى بخلق فرص عمل واشراكها في برامج التنمية بتلقى التدريب المهنى لتنمية مهارتها .
- توسيع مظلة التأمينات الاجتماعية ، والضمان الاجتماعي لتشمل جميع النساء سواء العاملات أو غير العاملات وتفعيل القوانين التي تقضى بذلك عبر حل مشكلة بطء الاجراءات ،وزيادة مبلغ الضمان الضئيل الذى يصرف ولا يتناسب مع معدلات التضخم وغلاء المعيشة . ولذا يجب الاهتمام بإزالة معوقات تنفيذ القوانين مع زيادة المبالغ المالية التى تحصل عليها السيدات بحيث يصرف لها مبلغ يكفي لضمان حياة كريمة لاسرة مكونة من خمسة افراد على الاقل
- إعطاء معاش إستثنائى لأسرة المعتقل أو السجين بعد دراسة حالتها حتى خروج المعتقل أو السجين نظراً للظروف المادية التى تمر بها الأسرة ، خاصة عندما يكون هو عائلها الوحيد .
- الاهتمام بالمرأة الريفية وتوسيع فرص التنمية المتاحة أمامها ، وتحسين كافة الخدمات بالريف ، وتحسين الرعاية الصحية ، والتأكيد على العمل الملائم للمرأة العاملة فى القطاع الزراعى.
- محاسبة ومساءلة كل من تقدم زوجته أو ابنته أو أخته على الانتحار وتقديمة للمحاكمة بتهمة الدفع بالضحية إلى الانتحار.
- تخصيص صفحات للمراة فى الصحف يكتب فيها كل ما يخص النساء من قضايا ومشكلات وحوادث مع تدريب وتوعية الصحفيين لتوعيتهم بحقوق المرأة فى المواثيق الدولية وفى القانون المصرى، ولتدريبهم على كيفية صياغة الاخبار بشكل محايد بحيث لا يتم اتهام المرأة بمجرد مسألتها في بعض القضايا .
والمركز يطالب كافة مؤسسات المجتمع المدني بالعمل على تنفيذ توصيات التقرير وذلك من اجل وقف العنف ضد المرأة المصرية وكفالة حقها في المساواة والعدل والعيش بأمان وحرية في مصرنا العزيزة .
يمكنكم الحصول على نسخة من التقرير من مقر المركز او من على موقعنا على الانترنت
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www. Lchr-eg.org