30/5/2007
رصد مركز ماعت عبر إحدي الصحف اليومية المستقلة نبأ تعدد النزاعات التي تنذر بفتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين في الريف المصري ، حيث طالعت الصحيفة قبل أيام القراء بخبر جامع لثلاث وقائع جرت أحداثها في الريف المصري ، الأولي والثانية بمحافظة المنوفية بمركزي الباجور وشبين الكوم ، والثالثة بقرية العليقات بمحافظة قنا وتخص تجمهر نحو 900 مسلم لمنع بناء كنيسة هناك ، ولقرب الواقعة الأولي جغرافيا أرسل المركز بعثة تقصي حقائق صغيرة إلي قرية بهناي بمركز الباجور ، كان الخبر يشير إلي وقوع مشاجرة بين عادل كمال عبد الملك (مسيحي) ، وإبراهيم نبيل شبانه وشقيقه وحيد (مسلمان) ، بسبب خلاف علي أولوية ري الأرض الزراعية الواقعة في حيازة كل منهما ، وعليها – حسب الخبر – حرر الأول محضرا ضد الاثنين المسلمين مؤكدا فيه قيامهما بالاعتداء عليه ، وربط الخبر واقعة بهناي بواقعة مشابهة ومعاصرة جرت في قرية تابعة لمركز شبين الكوم ، حيث اتهم أحد المسيحيين أحد جيرانه المسلمين بالتعدي عليه ووالدته المسنة لخلاف علي أولوية ري الأرض الزراعية أيضا ، …. إلي هنا والأمر لا تعليق عليه ..
تحرك البعثة إلي قرية بهناي بالباجور ونزلت إلي بيت وحيد نبيل وشقيقه إبراهيم وواجهتهما بالصحيفة التي نشرت الخبر وإلتقت بعض أقاربهما وأهالي القرية وأكدوا جميعا أن الخبر صحيح ولكن الواقعة مر عليها نحو 16 يوما وانتهت بالتصالح داخل نقطة شرطة القرية علي يد أمين شرطة يدعي محمد عباس وفي وجود كبار رجال القرية ، واصطحب أحد أفراد منزل عائلة شبانه البعثة إلي منزل المواطن عادل كمال عبد الملك الذي استنكر وذويه تناول الصحافة لنبأ قديم مر مرور الكرام ، مؤكدا أن خلافات عديدة حول أولوية الري تنشب يوميا بين الجميع داخل القرية وكلهم جيران تنتهي أزماتهم بابتسامة صغيرة تتبادلها الوجوه صباح كل يوم ، وأضاف عادل أنه يرفض الرد علي ما نشرته الصحيفة لتفاهة الخبر وعدم تصعيد الأمر أو تأكيده بالنفي ، وقال عادل في حضرة أقاربه والأب يوأنس قس الكنيسة الوحيدة بقرية بهناي والواقعة بين نحو 6 مساجد إلتقطت كاميرا البعثة صورا لها ، أن علاقة المسيحيين بالمسلمين داخل قريته علي أفضل ما يكون وأن خلافاتهم لا تخرج عن حدود القرية ولا تزيد علي ما يدور بين الجيران وبعضهم دون تمييز بين الأديان ، وأكد الأب يوأنس الذي رافق البعثة في سيارة العائلة إلي القاهرة في رحلة ود وحب أن أية أمور تخص القرية هي شأن خاص بأهلها ، كما رفض أن يرد المسيحيون علي ما نشرته الصحيفة وهو ذات الموقف الذي أكدته العائلة المسلمة الطرف الآخر في الخلاف المنتهي .
والمركز إذ يكن كل احترام وتقدير لأصحاب الأقلام الجريئة الشجاعة الباحثة عن الحقيقة ، يؤكد ضرورة إلتزام محرري الأخبار خاصة المتعلقة بشأن العلاقات الخاصة بين قطبي الأمة المصرية ، بالموضوعية والدقة والأمانة المهنية في نقل الحدث وتفاصيله كاملة ، إذ أن الخبر الصحفي خلا من تاريخ الواقعة ونهايتها المبكرة ، ولا يري المركز عيبا في ذكرها أو نشرها بل يبدو القصور في عدم اكتمال الصورة لتبدو الوقائع والتفاصيل اليومية للأفراد العاديين وكأنها مؤشر لهدم أسس العلاقات الراسخة بين قطبي الأمة والتي يسودها السلام والمحبة ولا يعكرها إلا الباحثون عن عدم استقرارها .
ويتصور المركز أن توقيت نشر واقعة قديمة كهذه دون استكمال تفاصيلها ، خاصة بعد أحداث العياط ، هو أمر لا يرتضي معه تفسيره علي غير حقيقته ، فقط يكتفي بالتعليق عليه ويطالب بتوخي الحذر وتحري الدقة مستقبلا في نشر ما يشابهه تجنبا لأية مخاطر تزيد أسباب التوتر بين المسيحيين والمسلمين .