14/5/2005
وتهل الذكرى الـ 57 لنكبة الشعب العربي الفلسطيني الذي إقتلع من أرضه وشرد في أصقاع المعمورة. قرابة ستة عقود من التشريد والتهجير والتعذيب والمعاناة والالام، في وقت تفشل فيه الشرعية حتى في تطبيق قراراتها القاضية بإقامة دولة للشعب الفلسطيني على ثلثي أرضه التاريخية فقط. هذه الشرعية التي أرادت إنصاف شعب على حساب شعب آخر كان يعيش بأمان وسلام في أرضه ولم يكن بأي حال من الأحوال سببا في المأساة التي لحقت بالآخرين.
سبع وخمسون عاما وشعبنا الفلسطيني الذي اقتلع اكثر من ثلثيه من أرضه، يعاني الويلات والظلم والعسف ويعيش حياة البؤس والتشريد في المخيمات سيئة الصيت.. وما زال يسير في درب الآلام الطويلة يعاني الأمرين: مرارة التشريد ومرارة حياة القهر في ديار الأغراب.
ظن البعض انه بعد هذه السنوات الطويلة من العذاب والالام سيصل شعبنا الى قناعة التخلي عن حقوقه في أرضه ودياره، خاصة بعد تراجع الدعم والتأييد له في المحافل العربية والدولية بل والأنكى من ذلك أن ذهب البعض الى الضغط على الشعب الفلسطيني وقيادته للتخلي عن حقوقه الأساسية مثل حق العودة واقامة الدولة في حدود الخامس من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وذلك بذريعة تقبل الحقائق والوقائع التي أحدثها الاحتلال على الأرض.
سبع وخمسون عاما من المهانة والمصادرة حقوق شعب بأكمله.. وبعد كل هذه السنوات التي شهدت مئات المجازر بحق الشعب الفلسطيني، لم نسمع ونرى سوى بيانات الشجب والاستنكار والتصدق ببعض الأموال من هذه الجهة او تلك. ظنوا انه، وبعد هذه العقود سينسى شعبنا ما تعرض له من مذابح، وسينسى قراه التي دمرت، وسينسى ارضه وممتلكاته .. لكن بعد هذه السنين العجاف، ما زال الشعب امينا لشهدائه واسراه ومنفييه ولحقوقه المكفولة دوليا.. مرت كل هذه السنوات وما زالت كل تلك القرى التي أبادها الاحتلال البالغة 531 شاخصة في أذهان قاطنيها.
كل هذه الأعوام تمر .. ويزداد فيها تشبث الفلسطيني بحقوقه التي لا تسقط بالتقادم رغم تكالب الظروف والمؤامرات المتعددة الجنسيات.. وستثبت الأيام أن من بين الأشياء التي يعتز بها الشعب الفلسطيني ذاكرته التي يكتنز فيها الكثير من الذكريات التي لا يغيبها الا الموت..
وطالما ان هناك فلسطيني على قيد الحياة، ستبقى الحقوق مصانة ولا بد في يوم من الأيام ان يعود الحق لأصحابه طال الزمن او قصر. والتاريخ علمنا ان الاحتلال الى زوال طال الزمن ام قصر، وحتما سيأتي ذلك اليوم الذي ستتحول فيه مستوطنات الاحتلال الى آثار من الماضي الاحتلالي.