24/5/2005
أضافت السلطات السورية حلقة جديدة في سلسلة اعتداءاتها على المجتمع المدني السوري، باعتقال جميع أعضاء مجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الوطني الذين لحقوا بزميلهم المعتقل سابقاً علي العبد الله.
وتشير الأنباء الواردة من دمشق إلى اعتقال الأعضاء الثمانية الباقين: سهير الأتاسي، حسين العودات، جهاد مسوتي، حازم نهار، محمد محفوض، عبد الناصر كحلوس، يوسف جهماني، ناهد بدوية، من بيوتهم في حملات تمت فجر اليوم الثلاثاء، بطريقة تذكر السوريين بالماضي، حينما كان المواطن يخشى أن يدق بابه زوار الفجر.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان، إذ تدين هذه الإهانات المتكررة للناشطين السوريين، وانتهاك حقهم في الحرية، وفي التعبير، خاصة وأن اعتقال أعضاء مجلس إدارة المنتدى تأتي لمجرد إلقاء علي العبد الله بتكليف من المجلس كلمة باسم المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين البيانوني خلال ندوة للحوار الوطني في 1 أيار الجاري؛ فإنها تحذر الحكومة السورية من مغبة التمادي في انتهاك الاتفاقات الدولية التي وقعتها، والتزمت بها، وآخرها اتفاقية “مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة” التي وقعتها سورية في 1/7/2004.
وتذكر اللجنة، الحكومة السورية بأن هذه الاعتقالات، مضافاً إليها الاختطافات، التي تطال الناشطين الحقوقيين، هي خروج على القانون، يستوجب محاكمة مرتكبيه، بغض النظر عن مواقعهم الأمنية أو العسكرية أو السياسية، بدلاً من إحالة المعتقلين على محكمة أمن الدولة العليا كما حدث مع علي العبد الله مؤخراً.
وتناشد اللجنة السورية لحقوق الإنسان أصدقاء حقوق الإنسان التدخل الفوري لإطلاق سراح معتقلي منتدى الأتاسي، والمحامي محمد رعدون رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، والشيخ محمد معشوق الخزنوي ونزار رستناوي والآخرين المعتقلين القدامى والجدد بسبب التعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، وتدعوهم إلى الضغط على السلطات السورية لوقف مسلسل الانتهاكات، وإغلاق ملف الاعتقال السياسي في سورية إلى الأبد.