7/8/2006

في ضوء التجارب الطويلة والمريرة مع المؤتمرات والقمم العربية، لا تعقد آمال كبيرة على نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد في بيروت في 7/8، خاصة أن هذا الاجتماع يأتي بعد ما يقارب من شهر على القصف الإسرائيلي الهمجي المتواصل على لبنان وبعد ان قتل الاحتلال أكثر من ألف مواطن لبناني ثلثهم من الأطفال وتهجير نحو مليون مدني، ناهيكم عن تدمير البنى التحتية للبلاد وتقطيع أوصالها واستهداف حتى قوافل الاغاثة ومقرات الأمم المتحدة.

ومن المفارقة أن الدعوة لهذا الاجتماع جاءت من المملكة العربية السعودية التي دعت أيضا لعقد قمة عربية طارئة لبحث العدوان على لبنان وهي التي كانت من بين الدول التي اتهمت حزب الله بالمغامرة وحملته تبعات الاحداث.

وبالكاد يمكن لهذا الاجتماع تبني نقاط السنيورة السبع التي عرضها في مؤتمر روما، والتي تجاهلها مشروع القرار الفرنسي الأميركي في مجلس الأمن. وكان السنيورة قد اكد ان مشروع القرار مرفوض لبنانيا. ويشار الى ان نقاطه السبع حازت على اجماع جميع اللبنانيين وحظيت بدعم وتأييد القمة الأسلامية.

ونجزم أن كلمة السنيورة المؤثرة، التي حركت مشاعر المستمعين والتي عبر فيها بصدق عن معاناة الثكالى واليتامى من الشعب اللبناني العربي الذي يتعرض لأشرس حملة تدميرية تستهدف اعادته لعقود للوراء، قد تترك مفاعيلها على ذوي الضمائر الحية الحاضرة للاجتماع.

عقد الاجتماع بحد ذاته في لبنان، تحت وطأة القصف، يدل على ان النظام الرسمي العربي بدأ يتحرك لسد الفجوة الكبيرة التي تفصله عن الموقف الشعبي العربي الذي يضغط باستمرار وبتزايد لاتخاذ مواقف عملية على الأرض مثل سحب السفراء كما فعلت فنزويلا التي أحرج رئيسها كل الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال، او حتى القتال الى جانب اللبنانيين عملا باتفاقية الدفاع العربي المشترك.

التطورات الأخيرة على الأرض، وبخاصة الصمود الأسطوري لحزب الله امام اقوى وأحدث جيش في المنطقة، هذا الصمود الذي هز أسطورة الجيش الذي لا يقهر، يشكل مناسبة جيدة جدا للنظام الرسمي العربي ليعيد حساباته التي كانت تبنى على عدم قابلية الهزيمة لجيش الاحتلال، حيث بات واضحا الآن ان القوة لا تنحصر فقط بقوة الدبابة والطائرة والصاروخ، وإنما توازيها قوة أخرى هي قوة الارادة والتصميم وقوة الحق وقوة الأخوة العربية الأصيلة.