10/12/2004

بتاريخ 10/12/1993 بينما كان يؤدى واجبه الإنساني تجاه حقوق الإنسان .. وبينما كان مشاركاً في اجتماع الجمعية العمومية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان.. بصفته عضو مجلس إدارة هذه المنظمة.. وفى ذكرى صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. وفى مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية.. وفى غفلة وتغافل.. دبرت أيدي الغدر والخيانة أمر اختطاف الأستاذ المناضل الحقوقي السيد منصور الكيخيا، أحد الرموز المدافعة عن حقوق الإنسان .. حيث تضافرت عدة ظروف ما بين عملاء السلطات الأمنية الليبية من جهة .. وتجاهل وعدم اكتراث الأجهزة الأمنية المصرية من جهة أخرى.. في التدبير لعملية الاختطاف التي تمت نهاراً جهاراً ..

وتسرب الخبر في حينه .. وتكتمت السلطات المصرية والليبية على الخبر في حينه, ثم ظهرت تصريحات السلطات المصرية التي لم تسمن أو تغنى من جوع.. ولم تفصح عن خفايا هذه الجريمة النكراء ضد الإنسانية، وأدلت بأسباب واهية لم ولن تخلى مسئوليتها التاريخية؛ لأن هذه السلطات على علم بانعقاد هذا الاجتماع، وعلى علمٍ بمركز المناضل: منصور الكيخيا في هذه المنظمة العربية وعلى المستوى الدولي؛ لأنه كان في يوم من الأيام مندوباً دائماً لليبيا في الأمم المتحدة.. حتى سنة 1980 حيث قدم استقالته من هذه الوظيفة الدولية المرموقة .. لا لشيءٍ إلا لأنه شعر بأنه لا يستطيع تمثيل النظام الليبي الحاكم في هذه المنظمة العالمية، بعد أن أهدر هذا النظام الحريات العامة وانتهك حقوق الإنسان في ليبيا.

وبالتالي كان على السلطات المصرية أخذ الحيطة والحذر تجاه مثل هؤلاء الأشخاص المرموقين دولياً.. ولكن حدث ما حدث, وقدَّر الله وما شاء فعل.

وبهذه المناسبة.. فإن الأمانة العامة للاتحاد الليبي للمدافعين عن حقوق الإنسان تبدى قلقها المتزايد بشأن الحريات العامة وحقوق الإنسان في ليبيا.. وتضم صوتها إلى جميع الأصوات المخلصة المنادية بضرورة الكشف عن مصير هذا الإنسان الناشط في مجال حقوق الإنسان.. والكشف عن العشرات من الليبيين الذين تعرضوا لنفس المصير، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: جاب الله مطر، عزت المقر يف.

حتى الأشقاء العرب لم ينجوا هم أيضا من عمليات الخطف والإخفاء القسري وخير دليل على ذلك اختفاء الشيخ موسى الصدر ورفيقيه..

وها هي إحدى عشر سنة تمر على اختفاء الكيخيا.. والسلطات الليبية لازالت تتجاهل هذه الواقعة فئ تحدى سافر لمشاعر الملايين من حماة الحريات والعاملين في مجالات لها علاقة بصيانة ورعاية حقوق الإنسان..

بناء عليه.. فهذا نداؤنا يتكرر بأن تلتزم السلطات الليبية أمام مسئولياتها التاريخية و تعلن صراحة وأمام العالم عن مصير الكيخيا وغيره من الذين اختفوا على أيدي السلطات الأمنية الليبية.

ونداؤنا أيضاً لجميع المنظمات الإقليمية وعلى رأسها المنظمة العربية لحقوق الإنسان، والدولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس التي من المتوقع قيامها بزيارة لليبيا – نتوجه إليه جميعا بممارسة المزيد من الضغط على السلطات الليبية للكشف عن هذه الجريمة النكراء.

وفق الله الجميع لما فيه الخير

المحامي
الشارف الغرياني