7/10/2005

يصادف اليوم مرور أربعة وعشرين عاما على تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا. ففي يوم عرفة 1401هـ الموافق للسابع من أكتوبر 1981م، صدر الإعلان التأسيسي للجبهة.

كما يصادف اليوم السابع من أكتوبر مرور أربعة وخمسين عاما على إعلان الجمعية الوطنية التأسيسية للدستور الليبي، الذي كان ممهدا لاستقلال بلادنا وركيزة لإقامة حكم وطني مؤسس على المشروعية الدستورية. إن عودة البلاد إلى كنف الدستور كان ولا يزال من أهم منطلقات الجبهة وأهدافها.

.إن كافة مناضلي الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا يغتنمون هذه الذكرى الميمونة ليجددوا عهدهم مع الله القوي المتين، على المضي قدما في مسيرتهم النضالية الرائدة حتى تتحقق – بعون الله وقدرته- الأهداف السامية التي من أجلها أسست الجبهة.

.وفي هذا اليوم نتذكر إخواننا الشهداء الأبرار ، مبتهلين إلى الله العلي القدير أن يتغمدهم برحماته ورضوانه، وأن يجزيهم عنا وعن وطننا خير الجزاء، وأن يسكنهم فردوسه الأعلى. كما نتذكر إخواننا الأسرى والسجناء، ونكبر صبرهم وصمودهم ومعاناتهم ونحتسبها ذخرا لهم عند الله، مبتهلين إلى الله العلي القدير أن يمن علينا وعليهم بفرج قريب عاجل.

لقد جاء تأسيس الجبهة تجسيدا وإعمالا لإرادة الشعب الليبي في نفض الخوف، ومقارعة الحكم الهمجي والتصدي له في وقت ظن القذافي فيه أنه وعصاباته من القتلة والمجرمين قد أخافوا الليبيين وأسكتوا كل صوت يعارضهم، ثم خاض أبناء الجبهة وبناتها معركة الشعب الليبي بكل عزم وتصميم، مختارين أصعب الخيارات، باذلين شتى الفعاليات، فكان عطاؤهم متميزا بصور رائعة في التجرد والفداء.

وتحل بنا هذه الذكرى في وقت ازدادت فيه صلابة المعارضة الوطنية، وتماسكت لبناتها في مؤتمرها الوطني الذي أرست فيه أسس نضالها المشترك، وأكدت فيه وحدة الهدف والمصير، وصاغت فيه وسائل العمل المشترك، وانطلقت بفعاليات مشتركة لتحقيق أهداف الشعب الليبي في التحرر والعودة إلى كنف الدستور وإقامة دولة ديمقراطية .

إن أبناء الجبهة وبناتها – في هذه الذكرى الميمونة-، يستمدون من الماضي العبرة والدروس، ويتطلعون إلى المستقبل بتفاؤل المجاهدين المناضلين، عاقدين العزم على بذل مزيد من الجهود التي نأمل أن يكللها الله بالنصر والفتح المبين، “وما النصر إلا من عند الله”.

. لقد كان يوم السابع من أكتوبر يوما يخلد في تاريخ ليبيا، يوم خرج آباؤنا وأجدادنا منتصرين وهم يعلنون الدستور الليبي رغم كل ما اعترضهم من عقبات ومؤامرات، ثم يوم أشعل أبناؤهم وأحفادهم شعلة النضال، وحملوها عالية تتلقفها الأيدي وتتبادلها السواعد لتبقى عالية مضيئة، وسط أعاصير المحن، ورغم شراسة الهمج ومؤامراتهم.

إن النصر قريب قريب بعون الله تعالى.
“ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم”

الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا