20/1/2009

ينشط الكيان السعودي أمنياً في المناسبات الدينية الشيعية وبالخصوص في أيام محرم الحرام والتي تشكل فيه الشعائر الحسينية هاجس نفسي مخيف لدى مسؤولي الكيان السعودي وخاصة محافظ الأحساء (بدر بن جلوي آل سعود ) المعروف بنصبه وعدائه لأهل البيت عليهم السلام .

ففي 18 يناير 2009 استدعت سلطات الكيان السعودي في الأحساء أربعة أشقاء من المواطنين الشيعة من قرية الدالوة بمحافظة الأحساء وهم (جعفر أحمد المكي , وإبراهيم أحمد المكي , وعبد الهادي أحمد المكي , وحسن أحمد المكي ) وذلك بسبب إشرافهم على بعض المجالس والمآتم الحسينية في القرية , بالإضافة إلى رعايتهم لبعض النشاطات الدينية في المناسبات الشيعية مثل مولد الرسول صلى الله عليه وآله ومولد الإمام الحسن عليه السلام والإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف.

وبعد استدعائهم من قبل إدارة البحث الجنائي في الأحساء , تم إيداعهم السجن وبدون تهمة . وذكرت مصادر مقربة من الأشقاء الأربعة بان المسؤولين في إدارة البحث الجنائي قد اخبروهم بان هناك أوامر صادرة من محافظ الأحساء بمنع جميع المظاهر والشعائر الحسينية في شهري محرم وصفر واعتقال جميع المخالفين للأوامر .

والجدير بالذكر بان سلطات الكيان السعودي قامت في بداية شهر محرم بإغلاق عددا من المجالس والمآتم الحسينية والحسينيات في الأحساء مثل حسينية البدي ومجلس الشواف ومجلس البوزيد في مدينة الهفوف ومجلس سادة العلي بقرية الدالوة وحسينية في قرية البطالية وعدد من المجالس الحسينية المقامة في المنازل بعد أن استدعت القائمين على تلك المجالس وأجبرتهم على توقيع تعهدات تقضي بعدم فتحها مرة أخرى .

وفي 7 يناير 2009 منعت السلطات الأمنية موكب عزاء موحد كان من المقرر أن يخرج في بلدة القديح في محافظة القطيف , حيث قامت العشرات من دوريات الأمن بتطويق البلدة وتفتيش الداخلين والخارجين منها .

وفي 8 يناير 2009 قامت سلطات الكيان السعودي بقطع التيار الكهربائي عن مسجد السبطين الشيعي في حي المحدود بمنطقة (الملك) فهد بالأحساء , وفي نفس اليوم قام البعض من عناصر البحث الجنائي بانتزاع جميع اللافتات العاشورائية من شوارع قرية الرميلة بالأحساء.

كما قام عدد من المتشددين الوهابيين وبحماية من السلطات بتمزيق إطارات السيارات الخاصة بالمواطنين الشيعة المعزين في حسينية الإمام الرضا عليه السلام في منطقة محاسن أرامكو في مدينة المبرز في الأحساء .

وفي 15 يناير 2009 قامت سلطات الكيان السعودي الأمنية بمهاجمة أحد العروض التمثيلية التي أقامها أهالي مدينة صفوى بمحافظة القطيف بإحدى الساحات العامة في المدينة والتي تمثل واقعة الطف في كربلاء حيث هاجمت أعداد كبيرة من عناصر الأمن والبحث الجنائي ساحة العرض وحطمت المجسمات والديكور الخاص بالعرض واعتقلت (السيد صالح السادة) المشرف على اللجنة المنظمة للعرض .

كما قامت سلطات الكيان السعودي بإغلاق ( صالة القلعة للأفراح ) التي كانت تقيم فيه إحدى الفرق المسرحية المحلية عرض مسرحي حول واقعة الطف والذي حضره عدد كبير من النساء والأطفال وقامت باحتجاز مالك الصالة (السيد يوسف الشبيب) وأجبرته على توقيع تعهد خطي بعدم فتح الصالة التي أغلقت بالشمع الأحمر وأطلقت سراحه بعد 24 ساعة من الاحتجاز.

ينتهك الكيان السعودي في كل يوم حقوق المواطنين الشيعة في المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية وبدون ذنب سوى كونهم من أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام , وهو بهذه الإجراءات التعسفية يخالف المواثيق والمعاهدات الدولية التي سبق وان انظم إليها مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته 18 والتي تنص على ان :

لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين ، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده ، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم ، بمفرده أو مع جماعة ، وأمام الملأ أو على حده .

تدعو لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بالتحقيق الفوري في انتهاكات الكيان السعودي لحقوق المواطنين الشيعة في هذه الأيام المقدسة والضغط عليه للكشف عن مصير الأشقاء الأربعة وإطلاق سراحهم لعدم شرعية اعتقالهم حيث نصت المادة السابعة من نظام السجن والتوقيف السعودي على انه :

لا يجوز إيداع أي إنسان في سجن أو في دار للتوقيف أو نقله أو إخلاء سبيله إلا بأمر كتابي صادر من السلطة المختصة ولا يجوز أن يبقى المسجون أو الموقوف في السجن أو دور التوقيف بعد انتهاء المدة المحدودة في أمر إيداعه.