25/2/2009
في تطور لاحق لأحداث البقيع التي حدثت يوم الجمعة 20 فبراير قام الآلاف من الزوار الشيعة من الأحساء والقطيف بالتجمع قرب مقبرة البقيع عصر يوم الاثنين 24 فبراير لأداء فريضة الزيارة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وقراءة الأدعية والأذكار وإقامة عزاء في هذه المناسبة والتي اعتاد شيعة أهل البيت عليهم السلام على إحياءها كل عام في مناسبة شهادة الرسول صلى الله عليه وآله , وهذا مما لم يرق لسلطات الكيان السعودي , فقام على أثر ذلك باستدعاء المئات من قوات الأمن وقوات مكافحة الشغب وبصحبة عناصر من (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وكذلك المئات من المتشددين السلفيين الوهابيين حيث قاموا بتطويق الزائرين وبعد فترة من المراقبة قام المتشددون الوهابيون وعناصر الهيئة الذين كان لهم دور كبير في إشعال الفتنة بمهاجمة الزائرين وانهالوا عليهم بالضرب مما أدى إلى اشتباك الزائرين معهم , ومن ثم انتقلت الاشتباكات إلى داخل الحرم النبوي وقرب ضريح الرسول صلى الله عليه وآله .
وقام عدد من المدنيين الوهابيين وعناصر من رجال الهيئة والأمن برشق المواطنين الشيعة بالحجارة ومطاردتهم لإلقاء القبض عليهم مستخدمين الهراوات والرصاص والسكاكين مما أدى الى جرح العديد من الزائرين ، كما تم اعتقال عدد غير محدد من الشيعة، فيما تمت ملاحقة آخرين لمسافات بعيدة عن الحرم. وأفادت أخبار غير مؤكدة أن مجموعة من المواطنين قد استشهدوا برصاص قوات الأمن عرف لم تعرف هوياتهم حتى الآن.
كما تعرض الشاب زكي عبد الله المحاسنة لإطلاق نار حي من قبل القوات السعودية أدت الى جرحه ونقله إلى المستشفى .
كما أن شابا شيعيا آخر أصيب برصاص في صدره تم نقله لمستشفى الزهراء ومن ثم أحيل إلى مستشفى (الملك) فهد في المدينة المنورة وأن حالته حرجة. كما تعرض زائر آخر لضربات عنيفة على عينيه وتم نقله لمستشفى (الملك) فهد ومن ثم الى مستشفى أحد . وتعرض اثنان من الشباب وهما حسين علي البقشي، تلقى عدة طعنات بالسكين ، ورضا حسين البقشي من مدينة الأحساء , وتم إدخالهما إلى المستشفى وأحدهما حالته خطرة .
كما أن هناك العشرات من المصابين نقلوا إلى مستشفى الأنصار وبعد المعالجة جرى نقلهم من قبل سلطات الأمن إلى أحد المعتقلات , ولقد قدر عدد الجرحى بأكثر من سبعين جريحاً .
وأفاد شهود عيان بأن الاشتباكات امتدت إلى حي (العزيات) في المدينة المنورة ذي الغالبية الشيعية , كما قام المتشددون بمهاجمة المحلات والسيارات التابعة لأهالي الحي. وحدثت مناوشات أيضاً في حي (العوالي) الشيعي في المدينة المنورة فجر يوم الثلاثاء . وهاجمت فرق سلفية مدعومة من قوات الأمن مساكن مواطنين شيعة في المدينة المنورة ، وقامت بتكسير حافلات الزوار.
وقام متشددون من الوهابيين الذين يرافقون قوات الأمن بطعن الشيخ جواد الحضري ,50 عاما , من مدينة العمران بالأحساء بالسكين مما أدى إلى إصابته إصابة بليغة نقل على أثرها إلى المستشفى .
وقال عدد من الزائرين بان المطاوعة في الحرم النبوي كانوا ينادون على بعضهم “اقتلوا الروافض اقتلوا الكفار” .
وسبق وان قامت سلطات الكيان السعودي الأمنية باعتقال خمسة من المواطنين الشيعة وكما ذكر في بيان اللجنة رقم 162 وهم (عبد الله المطرود , سيهات – القطيف ، وعبد الله الدرويش ـ القطيف ، ومرتضى الاربش , 25 سنة , الدمام ، وعبد الله المؤمن , 15 سنة , طالب ,الدمام).
وذكرت بعض المصادر الموثقة بان المعتقلين قد تعرضوا للتعذيب والضغوط النفسية الشديدة وأرغموا على التوقيع على اعترافات مسبقة تؤكد التهم الموجهة ضدهم.
من جانب آخر تعرضت العديد من حافلات الزائرين العائدين من المدينة المنورة إلى بلدهم في المنطقة الشرقية إلى اعتداءات من مواطني منطقة القصيم المتشددين والذين يدين العديد منهم للعقيدة الوهابية وممن ينصبون العداء لأهل البيت عليهم السلام برشق الحافلات بالحجارة والتعرض بالسب والشتم والاعتداء على الشيعة الشرفاء بالضرب وعلى مرأى من قوات الأمن الوهابية .
كما قام متشددون آخرون في مجمع طيبة بتوزيع نشرات تدعو لقتل الشيعة .
تحذر لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية الكيان السعودي من مغبة التمادي في سلوكه المنحرف وإطلاق العنان للأوباش من عناصر ما تسمى بـ (هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) ومن يساندهم من النواصب أعداء أهل البيت عليهم السلام الذين يعملون تحت جناح مؤسسة بني سعود (الدينية) التي يقف على رأسها الوهابي بن جبرين ومن لف لفه ممن يعيشون في ظلام الجهل والحقد والكراهية تدفعهم فتاوى منحرفة استلت من العقائد المنحرفة لأصنامهم أمثال بن تيمية وتلميذه محمد بن عبد الوهاب .
كما تدين لجنة الدفاع الصمت العالمي والعربي المخزي تجاه الأحداث الأخيرة والتي أطبق الصمت على وسائل إعلامها وكأن شيئاً لم يكن . تدعو لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية جميع الأخيار في العالم للوقوف بوجه الممارسات اللاإنسانية التي يمارسها الكيان السعودي ضد المواطنين الشيعة الشرفاء الذين يريدون أن يعيشوا في أمان وسلام في أرضهم التي أغتصبها الكيان السعودي وحرم عليهم إقامة شعائرهم الدينية , ومارس ضدهم سياسة تمتاز بالتمييز في كل مناحي الحياة .
كما تلتمس اللجنة مراجع الشيعة العظام وعلماء الدين في العراق وفي إيران وفي لبنان لإدانة ممارسات الكيان السعودي الظالمة بحق شيعة أهل البيت عليهم السلام في شبه الجزيرة العربية.
لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية